«قمة سوتشي»: ترحيب بالانسحاب الأمريكي و«تدابير ملموسة» في إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

رحب رؤساء روسيا وإيران وتركيا، أمس، خلال اجتماع في سوتشي بإعلان انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وتعهّدوا بـ«تعزيز تعاونهم» لوضع حد للنزاع في هذا البلد.

واجتمع الرؤساء الروسي والإيراني والتركي في جنوب روسيا في محاولة لإحياء تسوية النزاع السوري. وقال الرئيس الروسي إن المباحثات في سوتشي: «تناولت تأثير إعلان خطة واشنطن سحب القوات الأمريكية من المناطق في شمال شرق البلاد على التطور المستقبلي للوضع في سوريا». وأضاف أن «وجهة نظرنا المشتركة مفادها أن إنجاز هذه المرحلة سيكون نقطة إيجابية تساعد في استقرار الوضع في المنطقة».

وتناولت المباحثات أيضاً مصير محافظة إدلب، آخر معقل للفصائل المسلحة. وتوافق الرؤساء الثلاثة على اتخاذ «تدابير ملموسة» لضمان استقرار الوضع في هذه المنطقة التي تشهد مواجهات متقطعة منذ أسابيع.

احتواء نهائي

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: «لا نريد وقوع أزمات إنسانية جديدة وكوارث جديدة في إدلب أو في مناطق أخرى في سوريا». وشدد على أن الجيش السوري لا بد أن يلتزم بالهدنة.

وأضاف أن روسيا وتركيا كانتا قد توصلتا إلى «اتفاق» لتسيير «دوريات مشتركة» بهدف احتواء «الجماعات المتطرفة» في محافظة إدلب.

كما دعا أردوغان إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من شمال شرق سوريا. وقال إن «وحدة أراضي سوريا لن تضمن ولن تعود المنطقة لأصحابها الحقيقيين» طالما ظلوا فيها. وقال بوتين مفتتحاً الاجتماع: «اليوم، وعملياً على مجمل الأراضي السورية، يتم التزام نظام وقف إطلاق النار وتتراجع أعمال العنف تدريجياً. وهذه نتيجة ملموسة وإيجابية لعملنا المشترك».

وخلال القمة، شدد بوتين على أهمية الاتفاق على إجراءات تهدف إلى ضمان «نزع نهائي لفتيل التصعيد» في إدلب سواء بالنسبة إلى موسكو أو طهران أو أنقرة.

واعتبر أن صمود وقف إطلاق النار «لا يعني أن علينا القبول بوجود المجموعات الإرهابية في إدلب»، داعياً إلى بحث «الإجراءات الملموسة التي يمكن لروسيا وتركيا وإيران اتخاذها معاً للقضاء نهائياً على هذه البؤرة الإرهابية».

تصعيد

في غضون ذلك، قال مصدر مطلع لـ«البيان» إن قمة سوتشي جاءت في ظروف مفصلية حول الوضع في سوريا، في ظل الغياب الأمريكي وتفرد الدول الثلاث بالقرار السوري، لافتاً إلى أن اللغط الذي جاء حول اللجنة الدستورية الأسبوع الماضي يتم حسمه في سوتشي بالتوافق الروسي التركي، بعد الاعتراضات من قبل المعارضة السورية على هذه اللجنة.

وفيما يتعلق بالوضع الميداني في إدلب، توقع المصدر التصعيد العسكري على جبهة النصرة بعد السيطرة على مناطق في ريف إدلب وطرد فصائل مدعومة من تركيا، خصوصاً بعد التصريحات الروسية الأخيرة القيام بعملية عسكرية ضد المجموعات المتطرفة.

وتولي روسيا أهمية بالغة لاجتماع سوتشي، إذ اجتمع الرئيس الروسي مطلع الشهر الجاري مع رئيس الوزراء دميتري مدفيديف، ورئيسة المجلس الفيدرالي فلانتينا ماتفيينكا، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ووزير الدفاع سيرغي شويغو، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، ووزير الداخلية فلاديمير كولوكوتسيف، ورئيس إدارة الكرملين أنطون فاينو، لبحث الوضع في سوريا والملفات التي سيتم التركيز عليها في القمة.

مساعٍ للسيطرة

بحسب مراقبين، فإن الأطراف (روسيا وتركيا وإيران) تسعى إلى السيطرة على الوضع في سوريا في ظل الانسحاب الأمريكي من شرقي الفرات، وابتعاد الدول الأوروبية عن الملف السوري، مؤكدين أن وقوع سوريا في هذا المثلث لن يفضي إلى حل متوافق عليه دولياً.

Email