محللون سعوديون: الإمارات قاسم عربي مشترك في التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع أكاديميون وكتاب ومحللون سعوديون أن الزيارة التي يقوم بها قداسة البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إلى دولة الإمارات، ومشاركته في مؤتمر الأخوة الإنسانية، تؤكد أهمية الدور الذي تلعبه الدولة في نشر السلام والتسامح بين الأديان خلال المرحلة، وتعزيزاً لريادتها من منطقتها العربية، مؤكدين أن زيارة قداسة البابا للإمارات تمثل محط اهتمام مئات الملايين من سكان العالم.

وأضافوا أن الزيارة التاريخية التي تأتي بالتزامن مع عام التسامح الذي تحتفى به الدولة طوال 2019 إنما تعكس الدور الحضاري للإمارات في نشر قيم التسامح والتعايش بين الأديان على عكس الدول التي تستضيف دعاة الإرهاب الظلاميين.

وقال أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، الدكتور فهد عواض الشهري، إن زيارة قداسة البابا إلى الإمارات تتويج للتقدير الدولي لمكانة دولة الإمارات في تعزيز قيم التسامح الديني والفكري ومكافحة الإرهاب والتطرف على مستوى الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن الإمارات التي تسير على نهج مؤسسها المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تمثل نموذجاً يحتذى به في التسامح وقبول الآخر وإعلاء القيم الإنسانية.

وأضاف الشهري أن دولة الإمارات التي تستضيف كلاً من قداسة البابا وشيخ الأزهر الشريف، هي دولة يعيش على أرضها أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات والطوائف والأعراق في تناغم وتعايش وانسجام تام، وهي الدولة العربية الأولى استحدثت منصب وزير دولة للتسامح في فبراير من عام 2016، لترسيخ قيم التسامح والتعددية والقبول بالآخر المختلف.

بلد الأمان

ومن جهته أكد الباحث والمفكر السياسي الدكتور خالد عبد الرحمن القحطاني، أن الزيارة التي يقوم بها قداسة البابا فرانسيس، رسالة للعالم كله بأن دولة الإمارات العربية المتحدة هي بلد الأمن والأمان والسلام والتسامح، كما أنها رسالة من البابا إلى مسيحيي العالم بأهمية زيارة دولة الإمارات واكتشاف تنوعها الديني والفكري والثقافي، حيث تتعايش كافة الثقافات والأديان في انسجام تام.

وقال القحطاني إن الزيارة هي بلا شك تستهدف رفع شعار المحبة والسلام بين العالم الإسلامي والغرب، وهو ما يظهر في أدبيات الزيارة وعناوينها التي تشير إلى تشجيع السلام العالمي والعيش المشترك بين الأديان على أرض كانت شاهدة على التعايش المشترك بين أتباع الديانات وتحمي هذا التنوع لإيصال رسالة الإسلام الحقيقية للعالم.

من ناحيتها أعربت الباحثة السعودية د. نوف الجهني، عن تطلعها بأن تسهم زيارة قداسة البابا التاريخية لدولة الإمارات في ترسيخ رسالة السلام، وتعزيز روح التسامح والحوار بين كل البشر من مختلف الأديان، فضلاً عن نبذ خطاب الإرهاب والتعصب وممارساته الآثمة التي باتت تهدد المنطقة العربية والعالم أجمع.

وأشارت الجهني إلى أن المملكة العربية السعودية تشارك شقيقتها الإمارات في التسامح وحوار أصحاب الديانات، وأن الملك الراحل، عبدالله بن عبد العزيز، رحمه الله، أسس أكبر مركز لحوار الأديان في النمسا، كما عقد أهم وأول مؤتمر لحوار الأديان والثقافات على مستوى العالم، وقبله الملك فيصل، أسس لعلاقة مبنية على الاحترام بين المسلمين والمسيحيين في العالم، حيث استقبل الكرادلة في الرياض الذين سلموه رسالة من البابا.

Email