إسرائيل تستغلّ الصفقة في الدعاية الانتخابية

المنحة القطرية لـ«حماس» طوق ثانٍ يحاصر غزة

إنهاء مسيرات العودة أحد بنود صفقة المنحة القطرية | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأخر إدخال الدفعة الثالثة من المنحة القطرية لحركة حماس في قطاع غزة بسبب خلافات حول ثمن الصفقة، حيث تريد إسرائيل هدوءاً تاماً من قبل «حماس» وإلغاء تظاهرات حق العودة، بينما تريد الحركة الالتفاف على الثمن لدى الرأي العام الفلسطيني في غزة، والاحتفاظ بهامش صغير يظهرها في موقع المدافع عن القضية الفلسطينية وليس مجرد تابع لقطر.

وضمن هذا السياق، أعلنت حركة حماس، أمس، رفض قبول الدفعة الثالثة من المنحة القطرية، التي تقدر بـ 15 مليون دولار، بسبب ما وصفته الحركة بالاشتراطات الإسرائيلية الجديدة.

رفض الحركة للمنحة القطرية، شكلي وغير ثابت، إذ إنه جاء خلال اجتماع بين قادة الحركة والسفير القطري، محمد العمادي، عقد في مدينة غزة، خصوصاً أن المنحة القطرية مشروطة من جانب الدوحة نفسها بالتزام «حماس» بعدم مضايقة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما وافق عليه الحركة، وتبحث عن سيناريو مقبول لتبرير التبعية المطلقة لقطر من أجل صورتها أمام أنصارها. فقبول حماس المنحة يعني عملياً وضع غزة تحت حصار المنحة القطرية فضلاً عن الحصار الإسرائيلي.

دعاية انتخابية

من جهة أخرى، باتت أموال المنحة القطرية إلى قطاع غزة جزءاً من الدعاية الانتخابية في إسرائيل. وحسب آفي يسسخاروف، محلل الشؤون الفلسطينية في موقع ويلا الإخباري، فإن «حماس تعتقد أن إعاقة إسرائيل لإدخال الأموال القطرية إلى غزة جزء من الدعاية الانتخابية، وتعلم تماماً أن إسرائيل لا تنوي المنع الكلي لهذه المنحة، لأن الجانبين (حماس وإسرائيل) يعتقدان أن استمرار ضخ الأموال القطرية يشتري المزيد من الهدوء في القطاع».

وكان مقطع فيديو وثق في نوفمبر الماضي حديثاً جانبياً بين السفير القطري محمد العمادي، وعضو المكتب السياسي في حركة حماس خليل الحية، حيث ظهر العمادي في المقطع، خلال زيارته لقطاع غزة، وهو يحث «حماس» على الهدوء. وفي المقطع الذي وثقته الكاميرا، قاطع السفير القطري حديث الحية قائلاً: «نبي هدوء اليوم».

وتابع يسسخاروف أننا «أمام مصلحة مزدوجة لحماس وإسرائيل معاً؛ فحماس تريد هدوءاً في غزة، وقد تكتفي باستلام المنحة القطرية لتسليم موظفيها رواتبهم الشهرية، في حين أن إسرائيل لديها الهدف ذاته، ولذلك فهي مستعدة لنقل هذه الأموال إلى غزة»، حتى لو حاولت تقديم إخراج مسرحي لتوصيل هذه «المنحة».

وأضاف يسسخاروف أن «هذه الأموال القطرية لم تحدث تحسناً جوهرياً على الأوضاع المعيشية في غزة، ولو بالحد الأدنى، وهي ربما تمنح عشرات الآلاف من موظفي حماس بعض الأمان الوظيفي النسبي، لكن غالبية السكان في القطاع لم تشعر بتغير إيجابي من هذه المنحة».

مراوحة

أليئور ليفي، الكاتب في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، قال إن «قطاع غزة يعيش حالة من المراوحة بين خياري التهدئة والتصعيد، على اعتبار أن السفير القطري الذي سيأتي مع الحقائب المالية ومساعد مبعوث الأمم المتحدة يصلان القطاع لتهدئة الأوضاع الأمنية، وكل ذلك بهدف كبح جماح أي توتر ميداني»، وهو هدف لا تختلف معه «حماس» التي تستخدم التوتير في المسيرات لحلب الأموال.

 

وقال إن «الاحتمالات الأقل تفاؤلاً تشير إلى أننا سنكون أمام جولة قتال جديدة، أو محاولة تنفيذ عملية نوعية لـ«حماس»، رغم تهديدات رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لها بتوجيه المزيد من الضربات المؤلمة في غزة».

وأشار إلى أن «التوتر الذي شهده قطاع غزة تزامن مع توترات أمنية في السجون الإسرائيلية، وربما يكون إطلاق النار على الضابط الإسرائيلي شرق غزة رداً على هذه التوترات، لكننا سنكون أمام استحقاق جديد يتمثل في المسيرات الأسبوعية (اليوم) يوم الجمعة»، في إطار الإخراج المسرحي نفسه. وختم بالقول إنه «في حال كانت المسيرات عنيفة وقوية، فإننا سنكون أمام جولة قتال جديدة رغم جهود حماس لتهدئة الوضع الأمني».

Email