تقارير «البيان»

قطر وإسرائيل لـ«غزة»: المال مقابل الهدوء

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول الاحتلال استدراج قطاع غزة، إلى مربع أوقفته الوساطة القطرية، التي تم من خلالها معالجة أمور المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بتعهدات سياسية من القاهرة، ومالية من الدوحة، وتمّ التنفيذ بتطبيق بعضها في غزة، مع إصرار فصائل المقاومة الفلسطينية على عدم إيقاف مسيرات العودة إلا بتطبيق جميع ما تم الاتفاق عليه، ورفع الحصار بشكل كامل عن القطاع.

ولعل مماطلة الاحتلال في تطبيق اتفاق السفير القطري في إدخال الأموال القطرية، ومواصلة استهداف المدنيين على حدود غزة في مسيرات العودة، والقصف الجوي لمواقع تابعة لحركة حماس بحجة إصابة جندي إسرائيلي، كانت من الأسباب التي ألهبت الأحداث في هذا الوقت، فيما أصبحت حكومة الاحتلال تراوغ وتلعب على الحبل على وتر أموال المنحة القطرية، التي دخلت لشهرين.

وأصبح رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو يهدد بشكل يومي بمنع إدخال الأموال القطرية وربطها بوقف أعمال المقاومة من غزة، وربط إدخال الأموال باستمرار الهدوء في القطاع، وهو ما طلبته قطر من حماس.

خياران

وأكّد الكاتب والمحلّل السياسي عبد الله أبو الكاس أن غزة أمام خيارين، أولهما أن حكومة الاحتلال تسعى من خلال وقف تحويل الأموال القطرية لاستمرار فعاليات مسيرات العودة لإيقاع أكبر عدد من الشهداء.

الأمر الذي سيغير المواجهة إلى تصعيد أكبر ويجر المقاومة إلى الاشتباك للعودة إلى تصعيد خطير على قطاع غزة، فيما يرتبط الخيار الثاني بالانتخابات الإسرائيلية المقبلة، إذ يدعم عدم تحويل الأموال القطرية إلى غزّة رصيد نتانياهو ويقوّي فرصته في النجاح، ففي حال سمح بتحويل الأموال القطرية فإنه سيفقد عدداً كبيراً من الأصوات في صناديق الانتخابات.

لا سيّما في ظل هجوم وزير الجيش المستقيل أفيغدور ليبرمان، الذي يتهم نتانياهو بأنه يقدم تسهيلات لغزة، ما يجعله حريصاً على منع دخول الأموال وقطع الطريق أمام ليبرمان.

جذور انقسام

وأبان الزق أن جذور الانقسام عبر عنها بوضوح أمير قطر، عندما قام بزيارة غزة بعد الانقلاب على السلطة في القطاع، حيث تحدث بشكل علني عن أن بلاده هي التي مولت الانقسام، وأن السفير القطري العمادي هو الذي أغلق باب المصالحة، مؤكداً أن الكل الفلسطيني لا يمكن أن يقتنع بأن السفير القطري هو «الأم تيريزا» التي تساعد الفقراء والمساكين، ويعرف جيداً أن إسرائيل ليست جمعية خيرية.

مصالحة

بدوره، قال المفكر والكاتب السياسي عبد الله أبو سليمان لـ«البيان»: «لم يتبق لنا كوننا فلسطينيين في مواجهة استمرار المؤامرة الإسرائيلية القطرية، إلا الذهاب وبشكل سريع إلى المصالحة وعودة غزة إلى حضن منظمة التحرير الفلسطينية لترتيب الأوضاع بعقل تكاملي، العقل الإسرائيلي يقول نبحث عمن يشتري غزة.

وللأسف تحرك الخبث القطري ليشتريها ثم يبيعها لحماس، لأن مصر تعي تماماً ما يجري ويحاك سياسياً»، محذراً من مغبّة الوقوع في الشرك القطري- الإسرائيلي.

 

Email