تقارير «البيان»

«قمة بيروت» بلا قادة.. والانقسام اللبناني يملأ الفراغ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنعقد القمّة العربية الاقتصادية والتنموية، في بيروت غداً، في غياب شبه شامل للقادة والزعماء العرب (باستثناء رئيسَي موريتانيا والصومال)، وكذلك في غياب رؤساء حكومات، وحتى وزراء خارجية. وذلك، في سابقة قلّما شهدتها قمّة عربيّة، منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945. إذ انخفض مستوى تمثيل 22 دولة، من رؤساء وقادة، إلى رئيسين فقط، وهي سابقة لم تحدث لا في القمم الاقتصادية الثلاث السابقة، ولا في القمم العربية العادية والطارئة التي قاربت الأربعين قمّة.

وفي وقت أراد لبنان، من خلال انعقاد القمة على أراضيه، إبراز دوره، جاء مستوى الحضور فيها ليكشف عدم قدرة الدولة على إقناع أيّ دولة عربية بحضور فاعل في هذه القمّة. وبصرف النظر عن النتائج المتوقعة من القمّة التي تنعقد غداً، لمناقشة البرنامج والبيان الذي أقرّه مجلس وزراء الخارجية العرب أمس، تمهيداً لرفعه إلى ممثلي الملوك والأمراء والرؤساء العرب، فإنّ ما يمكن وصفه بـ«عاصفة القمّة» ترك ارتدادات داخلية مستجدّة. وفي المحصّلة، حلّ الانقسام اللبناني عشيّة القمّة، وكأنه ملء للفراغ الذي سبّبه غياب القادة العرب عن أعمالها، لاعتبارات متعدّدة، منها ما حصل بالنسبة لدعوة ليبيا، وإنزال العلم الليبي، وما رافق هذا الموضوع من إشكالات.

وكانت أعمال القمّة الاقتصادية قد انطلقت، أول من أمس، مع اجتماع اللجنة المعنيّة بالمتابعة والإعداد على مستوى كبار المسؤولين، المؤلّفة من «ترويكا القمّة التنمويّة»: لبنان ومصر والسعودية، ومن «ترويكا المجلس الاقتصادي والاجتماعي»: السودان، العراق، سلطنة عمان، المغرب، تونس والأمانة العامة لجامعة الدول العربية. إلى ذلك، يتضمّن مشروع جدول أعمال القمّة 27 بنداً، تتناول كافة الملفات الاقتصادية والاجتماعية العربية المرفوعة من الدورة الاستثنائية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري العربي في دورته التي عقدت في القاهرة الشهر الماضي، والتي ستطلق العمل بالسوق العربية المشتركة للكهرباء.

تفعيل «تصريف الأعمال»

ومع انتهاء أعمال القمّة، غداً، يعود الاهتمام السياسي إلى موضوع إخراج تأليف الحكومة من ثلاجة الانتظار والجمود، ولكن هذه المرة من باب تفعيل حكومة تصريف الأعمال، مع تواتر الحديث عن هذا الاتجاه، داخلياً على لسان أكثر من طرف، وخارجياً على لسان وكيل وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ديفيد هيل خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت. ذلك أن القرار في هذا الشأن، وفق المعلومات التي توافرت لـ«البيان»، سيكون مدار بحث مطلع الأسبوع المقبل، بهدف التوافق على تحديد موعد لجلسات الضرورة الحكومية، لا سيما وأنّ الأجواء الإقليمية والدولية المحيطة، فضلاً عن الأجواء المحلية، لا توحي بإمكان تمرير التأليف بسلاسة، لا سيما منها الكباش المستعر بين واشنطن وطهران، والذي يبدو أنّه مرجّح للتفاقم على الساحة اللبنانية، مرجئاً الحكومة إلى الربيع المقبل في الحدّ الأدنى.

قمّة بلا قادة

وفي السياق، تردّدت معلومات مفادها أنّ من أسباب تدحرج سلسلة الاعتذارات عن حضور القمّة ما يلي: أولاً، الدول العربية، تعتبر لبنان في المحور السوري- الإيراني. ثانياً، المخاوف من التهديدات الأمنية التي صدرت الأسبوع الماضي عن عدد من المسؤولين اللبنانيين. ثالثاً، الحوادث التي حصلت حيال الدولة الليبية وإنزال عَلمها. فغداة هذه الحادثة، ووفق المعلومات، حصلت مشاورات بين عدد من الرؤساء والملوك العرب، وتقرّر في ضوئها عدم حضور القمّة.

Email