محللون لـ«البيان»: أمريكا تتحرّك دبلوماسياً لطمأنة الحلفاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع محللون أردنيون على أنّ التحرك الدبلوماسي الأمريكي في عدد من دول المنطقة الشرق الأوسط يهدف بالدرجة الأولى إلى إيضاح الدور الأمريكي في كل من سوريا والعراق، إضافة إلى طمأنة الحلفاء بثبات السياسة الأمريكية حول مواجهة خطر إيران والحد من نفوذها الإقليمي.

طمأنة الحلفاء

الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي بين أنّ التحرك الدبلوماسي الأمريكي حدث على اتجاهين من خلال جولة بومبيو في المنطقة، إضافة الى تحرك مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون الى تركيا وإسرائيل. وقال إن هذه التحركات تأتي نتيجة قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا، فيما ستكون باقي ملفات المنطقة على هامش الحوار.

أضاف: قرار الانسحاب من سوريا شكل مفصلاً مهماً في المنطقة، حيث بدأت عملية صراع بين المحاور والأطراف الإقليمية المتصارعة لملء الفراغ الأمريكي في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي ترغب تركيا في الوصول الى مطامع خاصة، ودمشق وحلفاؤها يعتبرون أن الأولوية لهم لتعبئة هذا الفراغ. وروسيا التي وجدت نفسها كضابط إيقاع يحاول إدارة هذه العملية بالتنسيق مع الولايات المتحدة والحلول محلها.

وأردف قائلاً: التحرك الدبلوماسي جاء لهدفين أولاً طمأنة الحلفاء بأن الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بمواجهة إيران والحد من نفوذها الإقليمي في المنطقة، وثانياً طمأنة الأكراد بأن مصيرهم لن يكون القتل والمذابح على يد القوات التركية. وهذا يفضي بأن هنالك خطوطا أمريكية حمراء للتحرك التركي في شمال شرق سوريا وهو توجه يتقاطع الى حد ما مع الموقف الروسي الرافض للتوغل التركي.

سياسة مضطربة

وبدوره أكد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. محمد مصالحة أن السياسة الأمريكية في هذه المرحلة يشوبها شيء من الاضطراب ولا يمكن قراءتها، ولا وجود استمرارية في النمط المعهود، وهذا خلق نوعاً من الإرباك لدى الدول والمحللين.

وأضاف إن الدبلوماسية الأمريكية تحاول أن تشرح للدول الخطوات التي يجري إعدادها وبالذات فيما يخص الملفين السوري والعراقي، معتبراً أن الرئيس الأمريكي في حيرة من أمره بين الانسحاب وترك مساحة للدول الإقليمية التي تسعى لإثبات حضورها في المنطقة، وبين ما سيترتب على هذا البقاء من كلفة سياسية واقتصادية.

ترتيب الأولويات

الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة أكد أنّ هنالك عدداً من الملفات لا بد أن تتحرك الولايات المتحدة من أجلها، من أهمها الوجود الأمريكي في كل من العراق وسوريا. إضافة إلى الخلاف مع إيران، علاوة على الملف المؤجل، عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال إن الولايات المتحدة معنية بطمأنة الحلفاء والتأكيد على طبيعة العلاقة التي تربطهم وطرح رغبة الولايات في إعادة ترتيب محورها وبيان أولوياته. وأوضح السبايلة أنه إلى هذه اللحظة لا توجد نتائج حاسمة، فالاستراتيجية الأمريكية ما زالت في مرحلة التسويق، وهي غير مضمونة النجاح بسبب ظروف المنطقة غير المستقرة، إضافة الى أن الولايات المتحدة لا تعد اللاعب الوحيد وليست صاحبة سياسة واضحة مع الحلفاء.

انسحاب خطر

نقلت تقارير إخبارية عن 3 مسؤولين أمريكيين مطلعين على ما دار في اللقاء الذي عقد الشهر الماضي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والقيادات العسكرية في قاعدة عين الأسد في العراق، أن اللفتنانت جنرال بول لاكاميرا قائد قوات التحالف في الحرب على تنظيم «داعش» في سوريا والعراق بقيادة الولايات المتحدة، أبلغ ترامب الذي كان صبره على الحرب قد نفد، أن الانسحاب السريع من سوريا مستحيل من دون تعريض القوات الأمريكية للخطر.

Email