استراتيجية عربية لمواجهة الاختراقات الإيرانية لمجتمعاتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدعو الدكتورة ابتسام الكتبي، رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إلى مواجهة الاختراقات الإيرانية للمجال العربي من خلال تبني استراتيجية شاملة، لا تكتفي بمواجهة حضورها في اليمن، بل تتحرك لدحرها من القرن الأفريقي، وبحر العرب، والبحر الأحمر، وكذلك الاستفادة من الشراكة مع دول الجوار الإقليمي والقوى الدولية الكبرى لمقاومة محاولات الاختراق الإيرانية للمجتمعات في المنطقة على أسس طائفية.

وتقول الكتبي: «لقد باتت الحاجة ملحة اليوم لوضع تصوُّر أمني إقليمي يُعبِّرُ عن رؤية خليجية لخصائص وشروط أي نظام أمن جماعي في الإقليم، مع الاستمرار في تغيير المعادلات الميدانية في اليمن لصالح دول الخليج».

وتضيف: «العراق تَحوَّل بعد الاحتلال الأميركي، ودخول العامل الإيراني منذ عام 2003 إلى بلد ممزق يشهد حروباً وصراعات طائفية وعرقية، الأمر الذي أفقد العراقيين شعورهم بالانتماء والوحدة، فالصراع السياسي والطائفي في البلاد، وهيمنة قوى سياسية خاضعة للهيمنة الإيرانية على مفاصل السلطة، أدى إلى شبه غياب عربي عن الساحة العراقية»، مؤكدة أنه على الرغم من ذلك ظلت الإمارات ترى أن هناك فرصة أمام العراق لإعادة دوره التاريخي، واحتواء طموحات إيران، وتجاوز الأبعاد الطائفية، واستعادة موقع العراق الصحيح في قلب الأمة العربية.

دور الإمارات

وتؤكد الكتبي أن دولة الإمارات واصلت مساعيها السياسية والدبلوماسية في هذا الاتجاه، واعتمدت كل الوسائل المتاحة للوصول إلى الشعب العراقي في المناطق التي عانت من الصراعات الطائفية، أو تعرضت لهجمات التنظيمات الإرهابية، لتقديم مختلف أشكال الدعم والعون للأشقاء.

فمن وجهة النظر الإماراتية، بين العراقيين وإخوتهم في الخليج العربي أواصر تفوق الثقافة واللغة المشتركة، والتاريخ المشترك، ولا تنتهي عند الأنساب العشائرية المتصلة، والامتداد الجغرافي المشترك؛ فغالبية العراقيين هم عرب (سُنة وشيعة)، ومن عشائر تنحدر من الجزيرة العربية.

تمايز طائفي

وفيما يتعلق باليمن تشير إلى أن إيران عملت من خلال الحركة الحوثية على خلق الشعور بالتمايز الطائفي لدى فئة قليلة من أبناء اليمن، تمهيداً لإقحامهم في أتون صراع المحاور الإقليمية؛ الأمر الذي أشعل جذوة الصراع الاجتماعي في اليمن، وضرب الهياكل الأساسية للدولة والمجتمع، ومهّد لصراع طويل الأمد.

إذ لا يمكن للحركة الحوثية بمشروعها الثيوقراطي ومضامين أيديولوجيتها الإقصائية، أن تندمج بدولة مدنية. وبالتالي بات هناك من يرى أن أية تسوية سياسية لإيقاف الحرب قد لا تكون سوى مرحلة مؤقتة من التهدئة، وترتيب الأوضاع لجولة جديدة من الصراع.

وتؤكد الكتبي أن الأدوات الأيديولوجية تحضر بقوة في تصور الحركة الحوثية للسيطرة السياسية، وقد وظَّفتها بشكل مكثف نتيجة لطبيعة نشأة الحركة كحركة عقائدية في الأساس. لذلك يجب إيلاء اهتمام أكبر بدور العامل الثقافي والفكري في الصراع.

Email