تقارير «البيان»

لبنان .. ميلاد وشيك للحكومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كالنار في الهشيم، ومع دوران عقارب «التكليف» منذ 24 مايو الماضي، عبثاً، دون التمكّن من بلوغ ساعة «التأليف» الحكومية، شهدت الساعات القليلة الماضية كثافة تحليلات تبشّر بقرب الانفراج الحكومي، في ظلّ تفاؤل معظم القوى السياسية بإمكان إزالة العقبات الأخيرة من طريق ولادة الحكومة، وتأكيد مصادر لـ«البيان» أن التشكيلة ستكون جاهزة للتوقيع والتقاط الصور التذكارية خلال الساعات القليلة المقبلة، إذا صحّت التقديرات الأكثر تفاؤلاً، ‏وفي أبعد الاحتمالات بين الميلاد ورأس السنة الجديدة.

وعشية دخول تكليف الرئيس الحريري شهره الثامن، سجّلت عملية التأليف الحكومي تقدّماً ملموساً، ودخلت مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الوزارية، فيما أشارت مصادر وزارية واسعة الاطلاع لـ«البيان» إلى أن مراسيم التأليف بات متوقّعاً صدورها، بين مساء اليوم وغد، بعد اجتماع رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا، يبدأ ثنائياً بين عون والحريري، ويتحوّل ثلاثياً بانضمام الرئيس نبيه برّي إليه دستورياً بناءً على دعوة رئيس الجمهورية.

انطلاق سريع

وأوحت جرعة التفاؤل الزائدة التي ظللت الملف الحكومي، أمس، بأنّ قطار التأليف قد وُضع فعلاً على السكّة، وانطلق سريعاً ليطوي 7 أشهر من التعطيل، تأرجح فيها البلد ضمن اتجاهات مختلفة.. وهكذا، تتجه عملية التأليف، على ما يبدو من معلومات مستقاة من صنّاع القرار، بعيداً من صنّاع «الشائعات والسجالات»، نحو مربّع حاسم خلال الساعات القليلة المقبلة، من المرجّح أن تنتهي إلى لقاء رئاسي تخرج في ضوئه التشكلية الائتلافية إلى دائرة النور و«المراسيم».

وأحد مؤشرات عملية الاستهلال الحكومي، يمكن رصده من خلال التفاؤل الزائد الذي عبّر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري من خلال تأكيده أنّ الأجواء «جيدة»، و«إذا سارت الأمور نحو التأليف السريع، فأن لا شيء يمنع من أن تُعقد جلسة الثقة بالحكومة قبل آخر السنة».

ذلك أن وقائع الساعات القليلة المقبلة، في ما يخصّ توزير النوّاب السنّة المستقلّين عن تيار «المستقبل»، أو ما اصطلِح على تسميته «العقدة السنيّة»، بيّنت وجود تنازلات ثلاثية الأبعاد: رئيس الجمهورية يمنح الوزير من حصّته. النوّاب السنّة الستة يوافقون على وزير بصفة مندوب عنهم. والرئيس سعد الحريري يلاقيهم عند منتصف الطريق، على قاعدة: «لا هو خسران، ولا هم ورقة ملغاة».

مشهد التأليف

وغداة إمساك الرئيس المكلّف سعد الحريري بزمام المبادرة السياسية والدستورية الحاسمة، واتخاذه قراره النهائي لوضع خاتمة لعملية تشكيل الحكومة، على عتبة نهاية الشهر السابع من تكليفه، تتّجه الأنظار، بدءاً من اليوم، إلى القصر الجمهوري، ترقّباً لاجتماع رئاسي ثلاثي ينعقد في أي وقت، وتصدر بعده مراسيم تأليف «حكومة الوحدة الوطنية» الجديدة، التي دخلت عملية تأليفها والمفاوضات على توزيع بعض الحقائب الوزارية فيها في مرحلتها النهائية.

وبذلك، تكون الحكومة الحريرية الثانية في عهد الرئيس عون، والحكومة الحريرية الثالثة منذ انضمام الرئيس سعد الحريري إلى نادي رؤساء الحكومات اللبنانية، سلكت طريقها مبدئياً نحو الولادة الوشيكة.

وفي الاتجاه ذاته ذهب سياسيون مؤكدين أن لبنان في طريقه لتشكيل الحكومة وقال وزير المالية اللبناني علي حسن خليل لرويترز: «أصبحنا في المرحلة الأخيرة، والأرجح أن تتشكل الحكومة قبل عطلة الميلاد». وأضاف: «هذا سيترك آثارا إيجابية على الوضعين المالي والاقتصادي ويفتح المجال أمام بدء المعالجات لهذا الملف».

إضاءة

في 24 مايو الماضي تمّ تكليف الرئيس الحريري تشكيل الحكومة. وفي 24 من الجاري، يكون قد انقضى على التكليف سبعة أشهر، لكنّ التفاؤل المتنامي في الساعات الأخيرة لم يستبعد أن يسيّل حكومة كاملة الأوصاف مع بلوغ هذا السقف الزمني.

Email