تقارير البيان

قضية «الأرز» تفضح علاقات حزب الله بالعصابات حول العالم

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تلقى مكتب المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول» في باريس، مذكرة توقيف بحق ثلاثة متهمين صادر ضدهم أحكام بالسجن لمدة 10 سنوات، من الغرفة الجنائية بالمحكمة العليا الفرنسية في قضية «تبييض الأموال» الشهيرة والمعروفة إعلاميا باسم «الأرز»، والتي حكم على زعيمها رجل الأعمال اللبناني، محمد نور الدين (44 عاما)، بالحبس النافذ سبعة أعوام و11 متهماً معاوناً له من جنسيات فرنسية وبلجيكية وإيطالية بالحبس مدد تتراوح بين 3 و9 سنوات.

فيما صدرت أحكاما بالحبس لمدة عشر سنوات ضد الرجل الثاني في التنظيم، عباس ناصر، وهو الرجل الثاني في التنظيم والقيادي بميليشيا حزب الله، وشخصين آخرين من جنسيات أميركية وكولومبية، فيما تطارد «الإنتربول» مسار عصابات تبييض الأموال في أوروبا وأميركا لكشف العلاقات بين عصابات «المخدرات والسلاح والإرهاب» وعلى رأسها حزب الله وحركة طالبان.

علاقة وطيدة

وقال ألكسندر أبيدال، الضابط بـ«الإنتربول» في باريس لـ«البيان»، إن مكتب الإنتربول في باريس تسلم مذكرة التوقيف الدولية الصادرة بناء على الحكم الصادر من الغرفة الجنائية التابعة للمحكمة العليا في باريس، برئاسة القاضية إيزابيل بريفوست ديسيريز القاضي بالسجن النافذ لمدة 7 أعوام على رجل الأعمال اللبناني محمد نور الدين وغرامة 500 ألف يورو، بعد إدانته بتبييض الأموال العائدة من تجارة المخدرات «الكوكايين» وتهريبها من كولومبيا إلى عدد من الدول الأوروبية بينها فرنسا، بمشاركة 11 شخصا آخرين بينهم فرنسيون حكم عليهم بالسجن «حضوريا» مدداً تتراوح بين 3 إلى 9 سنوات في القضية نفسها، وهم قيد تنفيذ الحكم، بينما لا يزال ثلاثة آخرون هاربين من جنسيات أميركية وكولومبية ولبنانية أبرزهم رجل الأعمال اللبناني عباس ناصر والعضو العامل في حزب الله، وهم من شملتهم مذكرة التوقيف وجارٍ ملاحقتهم داخل التراب الفرنسي وخارجه.

حيث تتشعب قضية «الأرز» وتمتد إلى سبع دول هي «لبنان وفرنسا وأميركا وكولومبيا وبلجيكا وإيطاليا وألمانيا» وتوصّف قضية «الأرز» في كل دولة بشكل مختلف من جانب الادعاء العام، ففي أميركا «تمويل إرهاب ودعم حزب الله وتبييض أموال» وكذلك الحال بالنسبة لفرنسا.

أما في ألمانيا وإيطاليا وكولومبيا وبلجيكا فتكييفها القانوني «اتجار في المخدرات» وفي لبنان «دعم تنظيمات مسلحة وتهريب للسلاح» وهو الجانب الأهم في القضية، لذلك سميت «قضية الأرز» لعلاقتها بحزب الله وتمويل عملياته الإرهابية.

وفوق ذلك ما زالت بعض القضايا في هذه الدول «مفتوحة» قيد التحقيق وتضم هذه القضايا عشرات المتهمين، أغلبهم متهم بتبييض الأموال وتهريبها إلى لبنان لدعم عمليات «توريد السلاح بشكل سري» إلى ميليشيا حزب الله سواء في لبنان أو في دول عربية أخرى.

ولهذا اتخذت القضية الزخم والأهمية الكبرى في أوروبا وأميركا، وما زالت القضايا المفتوحة أمام القضاء الأوروبي تكشف خط سير أموال التنظيمات الإرهابية المشبوه، وعلاقته بتجارة المخدرات، وعلى رأسها «حزب الله في لبنان، وطالبان في أفغانستان» فالعلاقة وطيدة وقيد التحقيق والدراسة.

ملف حيوي

بدوره، أشار يوهان سانيول، الضابط السابق بجهاز الأمن الداخلي الفرنسي، إلى أن قضية تبييض الأموال التي أصدرت الغرفة الجنائية التابعة للمحكمة العليا في باريس حكمها فيها،، وعرفت إعلاميا بقضية «الأرز»، تعود لعام 2016 عندما تلقت السلطات الأمنية الفرنسية من الادعاء العام الأميركي معلومات حول نشاط رجل الأعمال اللبناني محمد نور الدين المقيم في فرنسا، ويعمل «ظاهريا» في تجارة «المجوهرات والعقارات»، وهي تجارة الهدف منها «تبييض الأموال» وتهريبها إلى لبنان لصالح حزب الله ولعصابات تهريب السلاح في العديد من الدول الأوروبية.

ويعاون نور الدين بشكل رئيسي في هذه التجارة المدعو، عباس ناصر، والصادر في حقه حكم بالحبس 10 سنوات «غيابيا» في القضية ذاتها – قضية الأرز- وجارٍ ملاحقته دوليا، كما يتم بحث مسار تهريب وتبييض الأموال في أوروبا بعد أن كشفت التحقيقات في قضية الأرز «مجال التحقيق منذ 2016» ملف خطوط سير أموال حزب الله وغيرها من تنظيمات إرهابية بين العصابات.

Email