واشنطن تؤكد ارتباط أمنها القومي بالرياض

الجبير: التقارير عن تغييرات في ولاية العهد «مُضحكة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

نفى وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير تقارير إعلامية تحدثت عن تحضير قيادة المملكة العربية السعودية لإجراء تغيير في ولاية العهد على خلفية قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي، في حين جددت الولايات المتحدة تأكيدها على الشراكة الاستراتيجية في علاقتها مع المملكة.

وقال الجبير، خلال مقابلة مع شبكة (سي. إن. بي. سي) الأميركية نشرت أمس: «أوكد أن هذا الأمر مضحك ويخرج عن كل الحدود التي تطاق». وتابع «لقد شهدنا تسريبات في وسائل الإعلام، من تركيا وكيانات إخبارية مملوكة لقطر تسيء إلى المملكة ونحن نرى الكثير من الاتهامات التي تم توجيهها إلى السعودية، غير صحيحة».

وأكد أن ما حدث لخاشقجي كان «حادثاً مؤسفاً» وأولئك الذين ارتكبوه «سيقدمون للعدالة». وقال «لقد أوضحنا بشكل جلي أن حكومة المملكة العربية السعودية غير متورطة في هذا الأمر وأن ولي العهد لم يكن له يد في هذا الأمر على الإطلاق».

وأضاف الجبير إن التحقيق السعودي مستمر وأن المملكة ترغب في رؤية المزيد من التعاون من تركيا، قائلاً إن المملكة طلبت من «تركيا أن تزودنا بالأدلة، وما زلنا ننتظر بعض هذه الأدلة». وقال «كل سعودي يشعر بالصدمة والغضب من هذه الجريمة... إن هذه العملية... انتهاك للسلطة وكل سعودي يريد أن يرى تحقيق العدالة»، مضيفاً أن المملكة تقوم بمراجعة الإجراءات للتأكد من عدم حدوث فعل مماثل مرة أخرى.

وتابع أن العالم يجب أن يحكم فقط بعد أن تنشر السعودية نتائج التحقيق الخاص بها، قائلاً «انتظروا حتى الانتهاء من التحقيق، انتظروا حتى يتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الذين ارتكبوا هذه الجريمة، والإجراءات التي نضعها لمنع حدوثها مرة أخرى، ثم أحكموا علينا، إذا كنتم تعتقدون أن، محاكمتنا وتحقيقنا هزلي، فانتقدونا، لكن انتظروا حتى الانتهاء منه».

شكر أميركي

إلى ذلك، قدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس، شكره إلى المملكة العربية السعودية على انخفاض أسعار النفط، بعد يوم من تعهده ببقاء واشنطن «شريكاً راسخاً» للمملكة.

وقال ترامب عبر «تويتر» «أسعار النفط تنخفض. رائع! هذا بمثابة خفض كبير للضرائب بالنسبة لأميركا والعالم. استمتعوا!» مشيراً إلى أن سعر البرميل بات «54 دولاراً (بعدما) كان 82 دولاراً». وأضاف «شكرا للسعودية، فلنخفضها أكثر».

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أعلن الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأميركية ملتزمة بسياسة تعزّز أمنها القومي، والمرتبط بالمملكة العربية السعودية. ونقل موقع «العربية.نت» عن بومبيو قوله خلال مؤتمر صحافي عقب اجتماع مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في واشنطن: «نواصل البحث عن الحقيقة بشأن قضية المواطن السعودي جمال خاشقجي».

وتابع: «مثلما قال الرئيس (الثلاثاء)، ستواصل الولايات المتحدة الحفاظ على علاقتها مع المملكة العربية السعودية»، مضيفاً: «هذا التزام طويل (الأمد) وتاريخي وحيوي للغاية بالنسبة للأمن القومي للأميركيين».

شريك راسخ

وكان ترامب أكد أن الولايات المتحدة تعتزم أن تظل شريكاً راسخاً للسعودية. وقال، في بيان، إن أجهزة المخابرات الأميركية تواصل تقييم المعلومات بشأن مقتل خاشقجي. وأعرب ترامب في بيانه المعلن عنه مسبقاً، عن دعمه غير المحدود للسعودية، قطع به الطريق أمام التخريصات بخصوص العلاقة بين السعودية وأميركا. وصدر هذا البيان الاستثنائي المكون من 649 كلمة، وبدأه الرئيس الأميركي بالجملة: «إن العالم مكان خطير للغاية».

وبعد 50 يوماً من الحملات المتواصلة التي بدأت في يوم اختفاء خاشقجي 2 أكتوبر، يأتي هذا البيان ليرسم صورة واضحة بخصوص علاقة البلدين الصديقين ومستقبل هذه العلاقة في ظل التصورات التي حاولت وسائل إعلام تركيا وقطر رسمها وتمريرها خدمة لأجندتها.

وكانت وسائل الإعلام هذه حاولت أن توظف اغتيال خاشقجي في سبيل ضرب علاقة السعودية بأميركا والدول الغربية والعديد من دول العالم، مستغلة الاهتمام العالمي الكبير الذي صاحب القضية.

بوتين

قال الكرملين، أمس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلتقي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين التي تبدأ يوم 30 نوفمبر. وقال المتحدث ديمتري بيسكوف للصحافيين إن الكرملين يراقب عن كثب تحركات أسعار النفط. وستكون مشاركة الأمير محمد بن سلمان في قمة مجموعة العشرين جزءاً من برنامج يشمل جولة على عدد من الدول. دبي - وكالات

Email