سوريا سيّدة قمة «ترامب - بوتين»

استشاطت الأوساط الأميركية غضباً على أداء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في قمة هلسنكي الأخيرة التي جمعته مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في يوليو الماضي.

فيما لم يحدث أي تغير على الساحة السورية، رغم أنّ الملف حاضر على طاولة نقاش الرئيسين. ويتجدّد لقاء ترامب وبوتين مرة أخرى في قمة باريس المرتقبة 11 نوفمبر الجاري، وفي حكم المؤكّد أنّ العديد من الملفات الاستراتيجية ستكون حاضرة، وعلى رأسها الملف السوري لما له من تجاذبات إقليمية ودولية وعلى وجه التحديد بين الولايات المتحدة وروسيا.

ولعل اللافت في اللقاء المرتقب، أنه سيتم على هامش احتفالات بمناسبة مرور 100 عام على الحرب العالمية الأولى، في ظل تنافس حاد بين الدولتين على مناطق النفوذ في الشرق الأوسط، لا سيّما سوريا.

ووفق مراقبين، فإن الوجود الإيراني في سوريا هو النقطة الأكثر سخونة في الملفات المشتركة، خصوصاً بعد رفع إدارة ترامب العصا ضد نظام الملالي، ودعوتها في أكثر من مرة لخروج الميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني من سوريا. ويلفت المراقبون إلى أنّ الطرفين معنيان إلى حد كبير هذه المرّة بتغيير قواعد اللعبة في سوريا.

وتخفيف التوترات الناجمة عن الأزمة السورية، ذلك أن المسارات السياسية السورية أصبحت ناضجة أكثر من أي وقت مضى. ومن المتوقع أن يكون خروج إيران من سوريا، من أهم النقاط التي سيبحثها الطرفان، لا سيّما بعد خروج تصريحات من كلا الطرفين تشدّد على ضرورة خروج كل القوى الأجنبية من سوريا.

تراجع نفوذ

ورأى ناشطون، أنّ الرغبة الروسية بخروج الإيرانيين من دير الزور بدأت تتحقق على أرض الواقع، لا سيّما بعد دخول آليات عسكرية روسية إلى ريف دير الزور الغربي، الأمر الذي اعتبره الناشط السوري أبو عمر ليلى مؤشراً على تراجع النفوذ الإيراني.

وأضاف أنّ التعويل كبير على القمة الروسية الأميركية، خصوصاً وأن إيران أصبحت النقطة الأكثر جدلية في سوريا، لا سيما بعد محاولاتها تخريب الحل السياسي، وبالتالي ثمة مصلحة أميركية روسية بخروجها، إلا أن روسيا ما زالت تساوم الأميركيين على الورقة الإيرانية.

تقارب مصالح

بدوره، يشير المقدم أحمد حمادة الخبير في الشؤون العسكرية، إلى أنّ المصالح الروسية الأميركية باتت متقاربة بشأن خروج الميليشيات الإيرانية من سوريا، لا سيّما بعد أفول الحرب وإنشاء مناطق منزوعة السلاح في إدلب، ما يعني غياب حرب جديدة. وأضاف أن إيران اليوم باتت حديث الساحة الدولية، باعتبار أنّ وجودها لم يعد مبرراً بعد غياب المعارضة السورية المسلحة.

استراتيجيات وتفاهمات

من جهته، اعتبر الكاتب السوري عمر عبد المجيد، أنه في ظل الفراغ الذي تعيشه سوريا، لا بد أن يكون هناك تصور أميركي روسي لمستقبل البلاد بعد سبع سنوات من الحرب.

وأكّد أن الملف السوري في هذه المرة سيكون له نصيب الأسد من المباحثات، ذلك أن الجيش الأميركي في سوريا الآن على مسافة قريبة جداً من الميليشيات الإيرانية وكذلك الجيش الروسي، ما يجعل من الطبيعي أن يحظى الملف السوري بالحصة الأكبر من المناقشات.