تحليل

تميم المتناقض يتباكى على مجلس التعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

من يستمع إلى كلام تميم بن حمد آل ثاني، أمس، وقوله إن استمرار الأزمة الخليجية يعكس فشل مجلس التعاون الخليجي في تحقيق أهدافه، يظن أن تنظيم الحمدين كان من الدول المدافعة والحامية لمجلس التعاون الخليجي الذي عاثوا فيه فساداً طوال العقدين الماضيين.

من يتوقف في حديث تميم يرى حجم غيابه عن الواقع الحقيقي وما يدور في دويلته، إذ عكس خطابه أنه في عزلة حقيقية، خصوصاً حين يتحدث عن النمو الاقتصادي.

حديث تميم يعكس حجم الخيبة والخذلان الذي تعيشه دويلته المعزولة بعد قرار المقاطعة من الدول الأربع المناهضة للإرهاب، لذا كان يعضّ أصابعه ندماً على مجلس التعاون الخليجي، حالماً بعودة الماضي كما كان، إلا أن التاريخ لا يعود إلى الوراء.

يغوص تميم بخطابه في التناقضات العميقة، وكأنه في حلقة مفرغة يقول ما لا معنى له، إذ يقول أمام مجلس الشورى القطري إن «الأزمات تمر، لكن تردي العلاقات الخليجية يضعف قدرتنا على حل مشاكل المنطقة»، متناسياً أنه جزء من من مشاكل المنطقة بدعم عمليات الإرهاب ونشر التطرف وإيواء جماعة الإخوان الارهابية.

تناقض

التناقض الأكبر في حديث تميم بقوله إن دويلته أفضل مما كانت عليه من قبل، وحققت المزيد من الإنجازات، فإذا صدق - وهو كاذب - فلماذا التباكي على عودة العلاقات مع دول المقاطعة، والردح في المنتديات الدولية ضد الدول الداعية الى مكافحة الإرهاب.

ومن المفارقات والقضايا التي لا يمكن فهمها، حين يقول إن بلاده نجحت في تجاوز آثار المقاطعة العربية، وإن الاقتصاد القطري ازداد قوة نتيجة الأزمة الدائرة مع دول عربية أخرى، بينما تشير الأرقام الاقتصادية إلى خسائر بمليارات الدولارات، حتى إن الشركات الراعية لكأس العالم القادم في قطر بدأت تصرخ من الخسائر التي مُنيت بها في الدوحة.

استهلاك

يبدو أن خطاب تميم ما هو إلا حديث للاستهلاك المحلي بعد أن ساءت الأحوال بشكل بدا ملموساً لدى العديد من الشعب القطري الذي ضاق بممارسات هذا النظام.. فما من جديد يُذكر سوى إعادة إنتاج الكذب والأرقام الكاذبة من أجل إقناع الشعب القطري بأن مكابرته حيال دول المقاطعة خيار صحيح، إلا أن الوقع يقول إن هذا النظام في أسوأ مراحله.

ويرى مراقبون أن الدوحة الآن تعيش حالة من التخبُّط والهروب من المشكلة وليس معالجتها، مؤكدين أن الحل مازال في الرياض وليس في امتهان الكذب واللعب على التناقضات الإقليمية، أو جلب الآخرين إلى ساحة دول مجلس التعاون الخليجي.

كيف يمكن لأحد أن يصدق تميم وهو مأسور بحفنة من المرتزقة ينشرون الافتراءات والكذب على الدول الخليجية، كيف يمكن لأحد أن يصدق وهو يتآمر في العلن قبل السر على أمن واستقرار المنطقة، بينما يسخر البوق الكاذب قناة الجزيرة ضد الدول الخليجية.

نقطة سوداء

يقول المحلل السياسي إبراهيم ناظر إن قطر باتت النقطة السوداء في دول الخليج، وهي باتت مصدر الشرور في المنطقة، وقد كان قرار المقاطعة أفضل قرار استراتيجي اتخذته الدول الأربع. ودعا إلى تعميق هذه المقاطعة وتوسيعها أكثر فأكثر، لأن الدوحة ما تزال على خط دعم القوى المتطرفة في المنطقة والعبث بالأمن والاستقرار. أما الدكتور محمد الحربي فقال تبين بشكل قاطع حجم المؤامرات التي تقوم بها قطر تجاه الدول العربية.

وأضاف: «ربما لن تتمكّن قطر من البقاء أكثر مما بقت وكل ما تحدث به تميم هو محض خيال»، مشيراً إلى أن دويلته تعيش أسوأ أحوالها الاقتصادية والسياسية التي مرَّت على البلاد.

 

Email