السودان

شح السيولة يتهدد السمسم والقطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

مساحات تقدر بسبعة ملايين فدان زرعت بمحصول السمسم هذا العام في السودان، رغم ما اعترى الموسم من عثرات في بدايته بسبب شح الغازولين، ولكن تلك المساحات، بحسب مزارعين وخبراء، مهددة بالفشل بسبب أزمة السيولة النقدية التي تعانيها المصارف السودانية لعدة أشهر، وانعكست بدورها سلبا على الزراعة التي تقوم بشكل أساسي على التعامل النقدي فيما بين العمالة والمنتجين.

وأبدى مزارعون بولاية القضارف أكبر مناطق إنتاج السمسم في السودان مخاوفهم من ضياع مجهودهم هباء في ظل عدم استطاعتهم استرداد أموالهم لدى البنوك، وتوفير احتياجاتهم لإكمال حصاد محصولاتهم، مؤكدين بأن الموسم في خطر ولم يبق للحصاد إلا أيام معدودات، حيث تبدأ عمليات حصاد السمسم مطلع أكتوبر المقبل، وأجمعوا في حديثهم لـ «البيان» بأنهم أمام مشكلة حقيقية تتطلب التدخل المباشر من قبل رئاسة الجمهورية باعتبار أن الأزمة اتحادية.

بدوره، أقر رئيس مجلس الوزراء السوداني معتز موسى بأن شح السيولة يمثل تحديًا أمام حكومته، ووعد بتوفير السيولة النقدية خلال ثمانية أسابيع، كما وجه بنك السودان المركزي بضرورة المعالجة الكاملة لمشكلة شح السيولة بما يضمن سلامة حقوق المودعين.

غير أن الخبير الاقتصادي د. محمد الناير، في حديث لـ «البيان»، وصف المدة التي حددها رئيس الوزراء بالطويلة، لا سيما وأن حصاد المحاصيل الزراعية لا ينتظر كل تلك المدة، وحض على ضرورة المعالجة الفورية للأزمة حتى لا تؤثر سلبا على القطاع الزراعي، خاصة وأن الموسم الزراعي لهذا العام يبشر بانتاجية عالية، وقال إن الإسراع في معالجة شح السيولة سينعكس بشكل إيجابي على الاستقرار الاقتصادي الذي تسعى الدولة لتحقيقه.

وطالب الناير البنك المركزي بتركيز السيولة في أماكن الإنتاج وتغذية البنوك هناك بالنقود، ولفت إلى أن العمالة الزراعية تتعامل نقدا ولا تعرف نظام «الشيكات».

بدوره حذر النائب المستقل بالبرلمان السوداني مبارك النور في حديث لـ «البيان» مما وصفه بالكارثة في حال التباطؤ في معالجة أزمة السيولة، وقال «يمكن أن تحدث احتكاكات بين المزارعين والعمال ويمكن أن يحدث إتلاف للمحاصيل كله وارد»، مشيرًا إلى أن المساحات المزروعة لهذا الموسم واسعة ويمكنها إخراج البلاد من ضائقتها الاقتصادية الحالية.

وكشف النور عن تحركات يقودها مسؤولون ومزارعون بولاية القضارف للقاء رئيس مجلس الوزراء معتز موسى، من أجل إيجاد معالجات عاجلة للأزمة التي تهدّد الموسم الزراعي، وطالب الحكومة المركزية بتوفير السيولة من أجل إنقاذ الموسم من الفشل حد قوله.

«الجزيرة»

يواجه محصول القطن في ولاية الجزيرة وسط السودان الأزمة ذاتها، حيث طالب عثمان سمساعة محافظ مشروع الجزيرة أكبر المشاريع المروية في البلاد بتوفير السيولة للشركات التعاقدية لصرف متبقي سلفيات النظافة ومستحقات أصحاب «الجرارات»، وتوفير السلفيات اللازمة لجني القطن وصرف الأرباح وتأمين انسياب الغازولين والخيش لضمان نجاح حصاد محصول القطن ومحصولات العروة الصيفية التي تبشر بإنتاجية عالية.

Email