ميليشيا «البعوض المزعج» ترعب سكان طرابلس

بعد أسابيع من صراع الميلشيات، وبينما بدأ سكان طربلس يتنفسون الصعداء، برزت مشكلة أخرى تتمثّل بغزو «ميليشيات» البعوض، كما يصفها البعض، حيث أزعجت أهالي العاصمة الليبية وأثارت قلقهم، لاسيما مع زيادة الحالات المصابة التي تستقبلها مستشفى بئر الأسطى ميلاد للأمراض الجلدية، إذ ستقبل يومياً أكثر من 160 حالة مصابة بلسعات البعوض فيما اتسعت ظاهرة التورم الشديد في الجلد جراء تلك اللسعات للأطفال والبالغين على حد سواء.

وحاولت مديرة مكتب الإعلام في وزارة الصحة وداد بو النيران، طمأنة السكان الذين عبروا عن خوفهم من الظاهرة، بالقول إن البعوض المنتشر في طرابلس لا يعدّ ناقلاً لأي نوع من الأمراض، وهو يكثر في الخريف عقب سقوط الأمطار لتوفر الظروف الملائمة له، مشيرة إلى أن لسعة البعوض تسبب التهاباً سطحيّاً في الجلد يستمر من 3 إلى 4 أيام، منبهة إلى أنه إذا ساءت حالة المصاب فعليه أخذ حقنة من مضاد الهيستامين في أقرب مركز صحي.

وأكدت بو النيران أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض دشن قبل بضعة أيام حملة لرش البعوض بالمبيدات، لافتة إلى أن هذا البعوض انتشر كذلك في 2016، ويسمى «البعوض المزعج» وهو قادم من أوروبا، ويكثر في فصل الخريف، غير أن ناشطين أعربوا عن خشيتهم من أن يتسبب انتشار البعوض في نقل بعض الأوبئة ومنها حمى غرب النيل التي انتشرت في الجارة الغربية تونس خلال الأسابيع الماضية.

بيئة ملائمة

من جانبه، طمأن مدير إدارة الأمراض المشتركة بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض أحمد القراري مواطني طرابلس، بأن البعوض الذي انتشر مؤخراً في المدينة لا يتسبب في نقل الأمراض، موضحاً أن المركز الوطني لمكافحة الأمراض أجرى خلال عام 2016 دراسات حول هذا النوع من البعوض، منوهاً إلى أن سبب التورم الجلدي للسعة البعوض يكمن في ترك هذا النوع كمية من لعابه في جسم الإنسان أثناء اللسع.

وبدوره، أكد د.طارق الجديدي الطبيب بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض انتشار حشرة البعوض هذه الأيام في بعض الأماكن بمدينة طرابلس، مسببة قلقاً شديداً لدى المواطنين، مشيراً إلى أن هذا الأمر متكرر سنوياً ولا يعد جديداً على المدينة، لكنه زاد هذه السنة بسبب توفر بيئة ملائمة لانتشارها وتكاثرها.

وأضاف بأن هذه البيئة الملائمة تمثلت في وجود المياه الراكدة بعد سقوط الأمطار، وانتشار القمامة، وتوفر درجة الحرارة المناسبة، داعياً الجهات المسؤولة للاهتمام بنظافة المدينة والتخلص من النفايات وسحب المياه الراكدة.

أزمة نظافة

وتعاني طرابلس من تكدّس القمامة في الشوارع والساحات والأحياء بشكل غير مسبوق، ما دفع حكومة الوفاق إلى تخصيص 55 مليون دينار ليبي ل شركات النظافة، ولكن من دون جدوى. وفي مايو الماضي أعلن السفير الإيطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني، أن بلاده تموّل برنامجاً بقيمة مليوني يورو لدعم طرابلس في تجميع القمامة وإدارة النفايات.

300000

أكد مدير شركة الخدمات العامة طرابلس بشير العكوني أن اكتظاظ العاصمة بالسكان والنازحين زاد من حجم كميات القمامة والنفايات، حيث تصل كمية القمامة التي يتم انتشالها يومياً إلى نحو 300 ألف طن. وأضاف أن الشركة تمر منذ سنوات بأزمة مالية، حيث تتجاوز ديونها 32 مليون دينار ليبي، عدا عن المصاريف التشغيلية الأخرى.

الأكثر مشاركة