اختلاق رواية «مقتل» خاشقجي.. ابحث عن القاعدة و«الحمدين»

محللون لـ«البيان»: استهداف السعودية يبيّـن حجم التآمر القطري

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحاول «تنظيم الحمدين» المخنوق والمعزول دولياً وإقليمياً، التغطية على حالة الانهيار التي يعيشها من خلال توظيف الأموال الهائلة للقنوات الإعلامية الإخونجية وعلى رأسها قناة الجزيرة، للنيل من المملكة العربية السعودية، مستغلاً بذلك حادثة اختفاء صحفي سعودي تُعنى به دولته أكثر من أي جانب آخر، ففي الثاني من أكتوبر فُقد أثر الصحفي السعودي جمال خاشقجي في مدينة إسطنبول التركية.. معلومة وحيدة صحيحة بين ركام من الادعاءات التي أغرقت وسائل الإعلام منذ ذلك الوقت. الاتهامات والمزاعم التي تراكمت على مدى الأيام اللاحقة لواقعة الاختفاء بُنيت على أساس قصص رواها «مصدر مجهل» لصحف غربية، اتضحت فيما بعد صلته بتنظيم القاعدة وقطر.


ففي الثالث عشر من أكتوبر أفصح صحفيان كان لهما دور في نقل القصص عن خاشقجي عن هوية مصدرهما السري، ليتضح أنه خالد صفوري، وما إن تكشف اسم صفوري، الذي يزعم أنه مقرب من خاشقجي، سارع الكاتبان الأميركيان باتريك بوول وجوردن شاشتيل، المتخصصان في شؤون الأمن القومي والإرهاب، بكشف ماضيه الأسود وحقيقة صلاته بجماعات إرهابية استهدفت المملكة العربية السعودية قديماً.

 


القاعدة على الخط


وما يضاف إلى غرابة الموضوع أن أحد الصحفيين اللذين نقلا قصة صفوري حول خاشقجي هو من عمل على نقل معلومات بشأن تحقيقات أميركية حول صلة صفوري بالإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر. وقال باتريك بوول، عبر موقع «بي جي ميديا» الإخباري الأميركي، إن خالد صفوري له علاقات بتنظيم القاعدة وحركة حماس، كما أنه على علاقة صلة وطيدة معروفة بعبد الرحمن العمودي، أحد داعمي تنظيم القاعدة، الذي يقضي حالياً حكماً بالسجن في الولايات المتحدة.


العمودي، وهو مؤسس المجلس الإسلامي الأميركي، الذي عمل به صفوري مديراً للشؤون الحكومية لمدة عامين (1995- 1997)، بعدها ساعد الأول على إطلاق معهد السوق الحرة الإسلامي، بإعطائه 35 ألف دولار حزمة مالية أولى. وقد جرت عدة تحقيقات بشأن المعهد بسبب صلاته المالية مع عدد من المنظمات الإرهابية.


وكشف باتريك بوول عن عدد من الأنشطة التي تعاون فيها كل من صفوري والعمودي، كان من بينها تنظيم أول مأدبة إفطار في البيت الأبيض عام 1996، فضلاً عن تنظيم المعهد الإسلامي الخاص بصفوري عدداً من اللقاءات، كان أحدها بتمويل من وزارة الخارجية القطرية.


وعملت قطر مع صفوري للمساعدة في تصوير نفسها بأنها إمارة ليبرالية، حتى أن صفوري قد نظم مؤتمراً برعايته في العاصمة الدوحة، حيث تلقى المعهد أكثر من 150 ألف دولار مدفوعات من قطر، قال عنها إنها تعويضات عن نفقات سفر مندوبين أميركيين.


«فيلم هوليوودي»


وما كان ينقص الميديا الغربية لإحكام حبكة «رواية القتل» المزعوم هو بناء خلفية لحدث مفاجئ، وقد تكفل عميل القاعدة وقطر الذي فضل حينها أن يبقى «مجهولاً» باختلاقها. ووضع صفوري بذرة القصة المختلقة بالحديث عن لقاء جمعه بالصحفي السعودي خاشقجي صيف العام الجاري، وقد اقتبست عنه الصحف زعمه أن مسؤولاً سعودياً تواصل مع خاشقجي «يطلب منه العودة إلى السعودية مع ضمان سلامته»، لكنه أضاف: «فسألته: ستذهب؟ وكان ردّه: أنا لست مجنوناً»، وعلى وقع «الجنون» ستتلقف منصات قطرية اقتباسات صفوري، وتعيد إنتاجها مراراً في سياقات مختلفة، وتحت عناوين تصادفها عادة مع قراءة «الصحف الصفراء»، لنسج سلسلة من السيناريوهات الغرائبية.


تحرك عربي


واعتبر محللون ومراقبون سياسيون أن الحملة التي يقوم بها تنظيم الحمدين وأبواقه المأجورة ضد السعودية بلغت حدوداً خطيرة تستحق الردع من كل الدول العربية، مؤكدين أن السعودية هي الركن الأساسي في الأمن العربي والإقليمي، وأوضح المحللون أن ما تقوم به بعض الجهات المغرضة وعلى رأسها نظام الحمدين الإرهابي ظاهرة خطيرة تستوجب العقاب لهذا النظام، ذلك أن من يسيء للمملكة العربية السعودية قد يسيء إلى الدول الأخرى، خصوصاً أن السعودية هي أرض الحرمين المقدسة.


وقال الكاتب السعودي محمد الحربي لـ«البيان» إن تنظيم الحمدين تجاوز كل الخطوط الحمراء في استغلال حادثة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي، معتبراً أن الدوحة تدفع المنطقة إلى توتر لا تحمد عقباه، خصوصاً أنها باتت مصدر التحريض والفتن والأكاذيب ضد المملكة العربية السعودية. وأضاف الحربي أن مثل هذه الحملات تشكل انتهاكاً لمنظومة الأمن العربي، مشيراً إلى أن قطر أصبحت خاصرة هشة في المنطقة يقوم الأتراك والإيرانيون بتوظيفها ضد المصالح العربية والخليجية على وجه الخصوص، مؤكداً أن هذا النظام سيتم ردعه في أقرب وقت.


أما الكاتب السعودي إبراهيم ناظر فاعتبر الأبواق المأجورة في قناة الجزيرة خطراً على الأمن القومي العربي عموماً بما يقومون به من حملات تضليل وتشويه إزاء قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، لافتاً إلى أنهم أصبحوا مصدر الإساءة إلى الدول المحترمة مثل المملكة العربية السعودية.


ضجيج


الباحث عمر عبد الحق رأى أن الضجيج القطري لا يجب السكوت عنه، ذلك أن حادثة خاشقجي بيّنت حجم المؤامرة القطرية على الدول الخليجية جميعاً، وليس على السعودي فقط، خصوصاً أن هذا النظام بات يلفظ أنفاسه الأخيرة ويريد الخروج من أزمته القاتلة.


وقال عبد الحق في تصريح لـ«البيان»: لقد بلغت الحملة المقيتة من إعلام نظام الحمدين حداً يجب التحرك ضده على مستوى عربي واسع، خصوصاً أن هذه الحملة تستهدف دولة عربية هي رائدة العالم الإسلامي، لذا لا بد من التعامل بحزم وعملية ضد النظام القطري المارق.

Email