استطلاع « البيان »: تهدئة إدلب لن تصمد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت ثلاثة استطلاعات للرأي أجرتها «البيان» على موقعها الإلكتروني وموقعي «تويتر» و«فيسبوك»، أن الهدنة في إدلب مؤقتة ولن تصمد، إذ أبدى 75 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» تشاؤماً بأن تكون الهدنة دائمة وتؤدي إلى حل سياسي، مقابل 25 في المئة ذهبوا إلى عكس ذلك.

وتوقّع 70 في المئة من المستطلعين على «تويتر» أن تفشل الهدنة في التأسيس لحل سياسي، فيما رأى 30 في المئة أنّ من شأن الهدنة أن تقود إلى حل الأزمة دون اللجوء للخيار العسكري، في تطابق لآراء المستطلعين على «فيسبوك».

وأكّد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، د. محمد مصالحة، أنّ التهدئة تعد مسألة جدلية، ويوجد خلاف حولها بين الأطراف المباشرة، موضحاً أنّ تأجيل الهجوم العسكري على إدلب جاء حلاً وسطاً بين ما تريده تركيا من تجنيب المنطقة كارثة، وبين ما ترمي إليه روسيا.

وأضاف: «هذه التهدئة تحمل وجهين، إذا نجحت قضية المصالحات وخروج المسلحين وتسليم أسلحتهم وعودة المسلحين الأجانب إلى بلدانهم سيحدث نوع من المصالحة، وفي الفترة المقبلة قد تحدث تغيرات في البنية الخاصة للمسلحين، فمن الممكن أن يهرب بعضهم أو يسلم سلاحه أو ينضم إلى جهات المعارضة المعتدلة، وبالتالي فهذا التبديل الزمني يحمل في طياته خطوات قد تساعد على الحل السياسي وإنهاء آخر ملف في الأزمة السورية».

احتمالات

من جهته أبان الخبير الاستراتيجي، د. فايز الدويري، أنّ التهدئة التي حدثت في إدلب خطوة أولى نحو حل سياسي، لافتاً في الوقت نفسه إلى أنّ الأزمة السورية برهنت أنّ الاحتمالات عديدة ومن الممكن أن تطرأ أمور تغير اتجاه البوصلة.

وأردف الدويري: «الشيطان يكمن في التفاصيل، سحب السلاح المتوسط والثقيل من المناطق العازلة، وبقاء المقاتلين المعتدلين بسلاحهم الخفيف، وخروج مقاتلي هيئة تحرير الشام منتصف الشهر المقبل، وإذا لم يخرجوا سيكون هذا حجة بيد روسيا لعدم نجاح الاتفاق». ووصف الدويري الاتفاق بأنّه خطوة نحو الحل السياسي، مستدركاً أن أي بند لا يطبق من الممكن أن تستغله روسيا ذريعة للعودة للمربع الأول. وقال: «في الحقيقة لا نستطيع الجزم حتى اللحظة بأن هذه التهدئة ستقود لحل سياسي، أو كارثة، كل الاحتمالات قائمة في ظل عدم الثقة بالجانبين الروسي والإيراني والنظام السوري».

عوامل اتفاق

بدوره، أشار المعارض السوري، خالد الناصر، إلى أنّ اتفاق سوتشي الأخير حول إدلب، يعتبر تثبيتاً شبه نهائي للوضع الراهن في سوريا، وفشلاًَ للهجوم الذي كان يعد له النظام السوري وحليفه الروسي. ولفت الناصر إلى أنّ عدة عوامل أسهمت في فرض الاتفاق، منها تصاعد الحراك الشعبي في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وتجمع الفصائل المسلحة فيها، لأنّها أصبحت معقلها الأخير، وبالتالي ضراوة المعركة والخسائر الضخمة المتوقعة فيما لو تمّ الهجوم.

وأضاف الناصر أنّ للمواقف الدولية المعارضة للهجوم دوراً كبيراً في وقف الهجوم بسبب المخاوف من الكارثة الإنسانية الضخمة وسيل المهاجرين الذي كان سيغرق أوروبا، فضلاً عن موقف الولايات المتحدة التي تريد تحجيم الدور الروسي ودحر الدور الإيراني. وشدّد الناصر على أنّ العامل الأهم كان فشل قمة طهران الأخيرة ورفض تركيا الخروج من تلك المنطقة لاعتبارات أمنها القومي.

Email