تظاهرات حاشدة بالمدينة تطالب بمحاسبة الأسد

حرب اغتيالات تخرق الهدوء على جبهة إدلب

تظاهر الألاف في إدلب للتنديد بجرائم النظام أمس | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

شهدت محافظة إدلب السورية خلال الساعات الأخيرة، موجة من الاغتيالات مع تنامي المخاوف من نشوب اقتتال بين الفصائل المسلحة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوقوع 6 عمليات اغتيال في الساعات الـ 24 الأخيرة، إثر عملية إعدام جماعي نفذته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) في المحافظة بحق 5 أشخاص، وذلك بعد حملة طالت عشرات الأشخاص بتهمة المشاركة في عمليات اغتيال.

وأوضح المرصد أنه علم بوفاة ما يسمى قائد ما يعرف بـ«لواء الصديق التابع لفيلق الشام»، متأثرا بإصابته من جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارته في بلدة سراقب بريف إدلب الشرقي، كما اغتال مسلحون مجهولون شاباً بعد اختطافه، وعثر على جثته في منطقة تحتايا في ريف إدلب الجنوبي.

ورصد أيضا إطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين، على شاب في منطقة سرمين، قالت مصادر إنه كان مقاتلا سابقا في الفصائل العاملة في المنطقة، في وقت فجّر مسلحون مجهولون عبوة ناسفة مستهدفين قياديا أمنيا في «حركة نور الدين الزنكي»، لكنه نجا.

وكذلك عُثر على جثث 3 أشخاص قالت مصادر موثوقة، حسب المرصد، إنهم مقاتلون في صفوف حركة متطرفة ومهجرون من غوطة دمشق الشرقية، شمالي ريف إدلب، جرى قتلهم بعد اختطفاهم. وجاءت عمليات الاغتيال بعد يوم على تنفيذ «تحرير الشام» إعداما جماعيا بحق 5 أشخاص قالت إنهم ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الزربة الواقعة في المنطقة الروسية -التركية منزوعة السلاح، في القطاع الجنوبي من ريف محافظة حلب.

وحسب أرقام المرصد السوري، فقد أودت الاغتيالات في إدلب، إضافة إلى محافظتي حلب وحماة، بحياة 300 شخص منذ أواخر أبريل الماضي، بينهم 31 مقاتلا أجنبيا من جنسيات صومالية وأوزبكية وآسيوية وقوقازية وأردنية وتركية.

وتنوعت أساليب الاغتيال، بين استخدام السيارات المفخخة والعبوات الناسفة وإطلاق النار والخطف قبل رمي الجثث في مناطق نائية.

تظاهرات حاشدة

رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان خروج تظاهرات كبيرة ضمن مناطق سيطرة المعارضة في كل من حماة وإدلب وحلب، عقب صلاة الجمعة.

وذلك للأسبوع الرابع على التوالي، للترحيب بالاتفاق الروسي - التركي لتجنيب المحافظة كارثة إنسانية والمطالبة بمحاسبة بشار الأسد، وتأتي التظاهرات الحاشدة في أسبوعها الرابع مختلفة عن سابقتها، حيث تأتي عقب الاتفاق الروسي -التركي بإقامة منطقة فصل منزوعة السلاح، والحيلولة دون تنفيذ النظام للعملية العسكرية التي حشد لها النظام خلال الأسابيع الماضية.

اشتباكات دامية

تفجّرت اشتباكات دامية بالرشاشات بين عائلتين في بلدة حاس، جنوبي إدلب، الأمر الذي تسبب في مقتل شخص، ليرتفع حصيلة قتلى الاشتباكات على مدار الأسبوع إلى 26 شخصاً. ويأتي هذا التوتر والاقتتال بين عوائل بالتزامن مع المخاوف، التي تجري من اندلاع اقتتال بين الفصائل العاملة في محافظة إدلب ومحيطها.

وبحسب المرصد، فقد بدأت الاشتباكات الخميس بعد أن هاجمت إحدى العائلتين الأخرى وقتلت أحد أبنائها، رغم عقد صلح سابق بينهما. وتخضع المنطقة التي شهدت قتالاً بين العائلتين لسيطرة فصائل مسلحة و«النصرة».

وتسود توقعات على نطاق واسع باندلاع اقتتال بين الفصائل المسلحة و«النصرة»، خاصة أن المنطقة العازلة تقضي بإخراج مسلحي التنظيم الإرهابي إلى مناطق وجود الفصائل المسلحة، الأمر الذي يرجح أن يؤدي إلى اندلاع اشتباكات. وأشار المرصد السوري إلى أن الاقتتال بين العائلتين يتزامن مع توتر بين «النصرة» و«فيلق الشام».

Email