آخرها لابن شقيق الأمين العام السابق للأمم المتحدة

رشاوى قطر.. حقيبة متنقّلة في أنحاء العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

بموازاة أبواق الإعلام التخريبة المفسدة التي يستخدمها تنظيم الحمدين لتخريب الرأي العام وتضليله، يستخدم هذا التنظيم ثروات الشعب القطري في خدمة الأهداف ذاتها التي تغطيها ماكنة الإعلام وعلى رأسه قناة الجزيرة.

وجاءت فضيحة الإعلان عن حصول ابن شقيق الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون على رشوة قطرية لتسلط الضوء من جديد على ظاهرة الفساد المعتمدة من قبل تنظيم الحمدين في شراء الذمم وتلميع الصورة وتحييد المواقف أو تجييرها لصالحه، وكذلك في إطار سعيه للاستمرار في سياسات الخداع التي يمارسها، والتي انكشف الجانب الأكبر منها، بعد أن ثبت عليه التورط في دعم الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والعمل على اختراق الدول والمجتمعات عبر الرشاوى التي يهدرها من أموال الشعب القطري.

فقد أصدر قاضي المحكمة الجزائية في مانهاتن الأميركية، الجمعة الماضي، حكماً بالسجن 6 أشهر على جو هيون دينيس بان، وهو مواطن كوري جنوبي وابن شقيق بان كي مون، مقيم في الولايات المتحدة؛ لتورّطه بقضية رشوة يعتقد أنها تهدف لبيع مجمع فيتنامي لصندوق الثروة السيادي في قطر.

واعترف جو بان في يناير الماضي بالتآمر ومخالفة قانون أميركي لمكافحة الفساد الخارجي، وفي عامي 2014 و2015 حاول ترتيب رشوة لتسهيل بيع مجمع شهير مكون من 72 مبنى في العاصمة الفيتنامية هانوي، ومملوك لشركة البناء الكورية الجنوبية «كينغنام إنتربرايزيس»، وهي شركة كان والده بان كي سانغ أحد مديريها.

في مطار كينيدي

وفي أوائل أغسطس الماضي قال القضاء الأميركي إن مارلين ميتزي، التي تعمل في إدارة مشرفي الطيران بمطار كينيدي في نيويورك، تلقت رشى اقترفت في مقابلها جريمة خرق قواعد أمنية بالسماح لقطر بمبيت طائراتها ليلاً في الأماكن المخصصة لمنظمة الأمم المتحدة، وذلك أثناء انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على مدى السنوات الخمس الماضية.

وبحسب ما ذكره ممثلو ادعاء في ولاية نيويورك تم توجيه الاتهامات إلى ميتزي، التي تبلغ من العمر 54 عاماً، بتقاضيها مقابلاً مادياً وعينياً لارتكاب جريمة سوء السلوك الرسمي.

كما تم اتهام جوزيف جوريه (58 عاماً)، ويعمل منسق سفر نيابة عن البعثة الدائمة لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، بتقديم رشى إلى ميتزي عبارة عن وجبات طعام والتنقل في سيارات فارهة وساعة يد.

ويواجه المتهمان عقوبة السجن لمدة تصل إلى 4 سنوات حال تمت إدانتهما بهذه التهم. ولم تتوافر حالياً معلومات عن موعد محاكمتهما أو محاميهما.

وصدر القرار بوقف ميتزي عن العمل في يونيو الماضي من وظيفتها كمساعد مشرف في مطار كينيدي. وذكر مكتب المدعي العام أن المذكورة عملت لصالح هيئة الموانئ الجوية في نيويورك ونيوجيرسي، وهي الوكالة العامة التي تتولى إدارة وتشغيل المطار لمدة 35 عاماً. وأن تفاصيل الواقعة التي تواجه اتهامات بشأنها بدأت في عام 2014.

تغريم في زامبيا

وفي العاشر من أغسطس أصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» عقوبة الإيقاف بحق كالوشا بواليا، الرئيس السابق للاتحاد الزامبي وأفضل لاعب أفريقي سابقاً، لمدة عامين عن أي نشاط كروي محلي ودولي بسبب «قبول رشاوى».

وغُرّم بواليا، البالغ 54 عاماً الذي شغل منصب رئيس اتحاد زامبيا من 2008 حتى 2016، مبلغ 100 ألف دولار أميركي على خلفية «هدايا وغيرها من المزايا» حصل عليها من رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، القطري محمد بن همام، وذلك بحسب بيان لجنة الأخلاقيات المستقلة التابعة لـ«فيفا».

وأوقف أيضاً بن همام مدى الحياة عن أي نشاط يتعلق بكرة القدم لاتهامه بمحاولة شراء الأصوات خلال تنافسه مع السويسري جوزف بلاتر على رئاسة الاتحاد الدولي عام 2011.

يُذكر أن بواليا حين كان لاعباً تألق في صفوف إيندهوفن الهولندي، الذي دافع عن ألوانه من 1989 حتى 1994، ونال لقب أفضل لاعب أفريقي عام 1988، ثم أصبح رئيساً لاتحاد زامبيا عام 2008.

وبدأت غرفة التحقيق التابعة للجنة الأخلاقيات في «فيفا» التدقيق في خطوات بنهمام وبوالياً، منذ فبراير 2017، لحصول المسيّر الزامبي على دفعة مالية بقيمة 80 ألف دولار من المسؤول القطري.

تبرع لـ«إيباك» الصهيونية

وفي أواخر أغسطس، كشفت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن حضور أحمد الرميحي الدبلوماسي القطري السابق مناسبة رسمية في لوس أنجليس لمنظمة إيباك اليهودية في يناير 2018، معرفاً نفسه على أنه مستثمر قطري، وبعدها بأسابيع زار رئيس المنظمة اليهودية قطر بدعوة من أميرها لتحسين العلاقات بين قطر وإسرائيل

ونشرت أيضاً صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» خبراً عن تبرع قطر لـ«المنظمة الصهيونية الأميركية» - عن طريق رجل أعمال أميركي موالٍ لإسرائيل اسمه جوزيف لحام - بمبلغ 1.45 مليون دولار، بهدف استمالة قادة اليهود في الولايات المتحدة في صف الدوحة في خلافها مع المملكة العربية السعودية.

وفي مارس الماضي كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن صهر الرئيس الأميركي وكبير مستشاريه غاريد كوشنر رفض تمويلاً قطرياً من الصندوق السيادي للدوحة، إبان تولي كوشنر مسؤولية رسم خطوط سياسة الإدارة الأميركية الجديدة في الشرق الأوسط.

وكشفت الصحيفة عن لقاء جمع والد كوشنر ووزير مالية قطر، لعقد صفقة استثمارية. وعرض الوزير القطري إمكانية تمويل الدوحة لأحد مشاريع شركة كوشنر الأب العقارية، والذي كان يعتبر من أكثر أصوله تعثراً. وأكد تشارلز كوشنر أن الشركة رفضت العرض القطري، مشيراً إلى أن القطريين كانوا مستعدين لإرسال الأموال في أي وقت.

المحامي يقبل

وبعد ذلك بأسبوعين، كشف المحامي الأميركي مايكل أفيناتي عن أن قطر دفعت رشاوى لمستشار ومحامي الرئيس الأميركي دونالد ترامب. ونشر أفيناتي، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، صوراً لأحمد الرميحي رئيس شركة قطر للاستثمار ومدير المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية السابق خلال اجتماعه مع مايكل فلين مستشار الأمن القومي المستقبل، ومايكل كوهين محامي ترامب والمتهم بسلسلة من فضائح الفساد.

وقال محامي دانييلز: «لقد تم تجاهل التحذير، ولذلك سنصل إلى هنا، 12 ديسمبر 2016، برج ترامب، التفاصيل سوف تنشر لاحقاً»، دون أن يضيف مزيداً من التفاصيل.

والرميحي متهم بمحاولة رشوة فلين، الذي أقيل من منصبه بسبب كذبه خلال تحقيقات مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، حيث استجوبه روبرت مولر المحامي الخاص. وتساءل أفيناتي: «لماذا التقى أحمد الرميحي مايكل كوهين ومايكل فلين في ديسمبر 2016، ولماذا تبجح الرميحي في وقت لاحق برشوة مسؤولي الإدارة وفقاً لقضية مرفوعة أمام المحكمة».

واتهم مغنى الراب الشهير آيس كيوب والمستثمر الأميركي جيف كواتينتز القطريين بدفع ملايين الدولارات في دوري كرة السلة «بيج 3» من أجل التقرب إلى ستيف بانون كبير المستشارين الاستراتيجيين، عبر صداقته كواتينتز.

البيت الأبيض

وفي مايو الماضي، قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية إن النظام القطري متورط بمحاولة رشوة الإدارة الأميركية بـ 100 مليار دولار، في فضيحة جديدة تطال «الدوحة» ومحامي ترامب من أجل كسب نفوذ لدى الرئيس الجديد.

وذكرت الصحيفة أن المدير السابق للمكتب الإعلامي بوزارة الخارجية القطرية رئيس شركة قطر للاستثمار، أحمد الرميحي، اجتمع مع ميشيل كوهين محامي الرئيس الأميركي داخل «برج ترامب» في 12 ديسمبر 2016 بعد فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية، لعقد صفقة بملايين الدولارات، وذلك بحضور وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.

وبعد تداول صور لوزير الخارجية القطري في برج ترامب بنيويورك، بالإضافة إلى كوهين في مصعد مع الرميحي بالبرج أيضاً، دفعت الأخير إلى الخروج عن صمته وإصدار بيان يؤكد حضور الاجتماع، قائلاً إنه كان يسعى فقط للتواصل مع الفريق الانتقالي لترامب، الذي كان يستعد لتولي السلطة.

Email