تنظيم الحمدين لا تروق له عودة الهدوء وتحقيق المصالحة

الدوحة تدفع ميليشياتها لخرق هدنة طرابلس

من المعارك الأخيرة في العاصمة الليبية - أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت مصادر أمنية ليبية أن قطر تدفع نحو خرق الهدنة المعلنة الثلاثاء الماضي بين الأطراف المتنازعة في طرابلس بهدف بث الفوضى من جديد في العاصمة، بما يساهم في تأجيل أية محاولة للنظر في إمكانية التوصل للحل السياسي وتنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العاشر من ديسمبر المقبل، وفق المبادرة الفرنسية المعلنة أواخر مايو الماضي.

وأكدت المصادر لـ «البيان»، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن الجانب القطري اتصل ببعض الأطراف المسلّحة القريبة من جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة الإرهابيتين، وطلبت منها جرّ اللواء السابع القادم من مدينة ترهونة، والكتائب المتحالفة معه، لتجديد المواجهات في العاصمة طرابلس، وذلك بهدف عرقلة الحل السياسي.

انزعاج قطري

وتابعت إن قطر غير راضية عن ميليشيات طرابلس التي كانت وراء طرد ميليشيات الإسلام السياسي من العاصمة في ربيع 2017، كما أنها غير راضية عن اللواءين السابع و22 القادمين من ترهونة اللذين يجدان دعما من قبائل المنطقة الغربية المناهضة للإخوان وللمشروع القطري في البلاد.

لذلك تسعى لتحريك ميليشيات أخرى مرتبطة بالمفتي المعزول الإرهابي الصادق الغرياني ومنها الكتيبة 33 مشاة التابعة لرحبة الدروع بتاجوراء، والمعروفة باسم «ميليشيا البقرة» ولواء الصمود القادم من مصراتة، ويخضع لإمرة صلاح بادي مهندس ما يعرف بعملية «فجر ليبيا» الانقلابية في 2014، والمتورط آنذاك في حرق المطار الدولي وخزانات النفط واقتحام عدد من مؤسسات الدولة السيادية.

منع المصالحة

وأضافت المصادر إن النظام القطري لا يريد لليبيين التوصل إلى مصالحة وطنية، ولا يريد لمؤسسات الدولة أن تسود، ولا للأمن والاستقرار أن يعما البلاد، وللحل السياسي أن يتحقق، إلا إذا كان ذلك في خدمة أتباعه من الإسلامويين.

مشيرة إلى معطيات مؤكدة بأن أولئك الأتباع غير جاهزين لخوض الانتخابات، وهم متأكدون من أن النتيجة ستكون مخيبة لآمالهم نظراً لفقدانهم السند الشعبي بعدما اكتشف الشعب الليبي حقيقة المشروع القطري التركي الإخواني، وأصبح على يقين من أن قطر أصغر من أن تسيطر على إرادة الليبيين.

لذلك يأتي انتقام تنظيم الحمدين في شكل تحريض متواصل على العنف وسد الأبواب أمام الحل والمصالحة.

دفع الفاتورة

وأوضحت المصادر أن طرابلس لا تزال تدفع فاتورة التدخل القطري منذ 2011، وخاصة عند ظهور الإرهابي حمد بن فطيس المري وهو يرفع علم بلاده فوق باب العزيزية، مقر إقامة العقيد الراحل معمر القذافي في 20 أغسطس 2011.

مشيرة إلى أن تنظيم الحمدين كان وراء سيطرة الميليشيات بعد رفضه فكرة تشكيل الجيش الوطني وعودة مؤسسات الدولة، ثم بعد تزعمه لمنظومة فجر ليبيا للانقلاب على نتائج انتخابات يونيو 2014 التي عرفت هزيمة مدوية لميليشيات الإسلام السياسي.

وأكدت المصادر أن قطر تحاول بث الفوضى من جديد في طرابلس بما يحول دون عودة الهدوء إليها، وهو مخطط تم إعداده منذ أشهر خلت للحؤول دون الخروج من النفق الذي وقعت فيه البلاد.

159+63

كشفت إحصائية صادرة عن لجنة الأزمة المكلفة من قبل وزير الصحة بحكومة الوفاق الليبية أمس، أن الاشتباكات في العاصمة طرابلس بين الجيش والميليشيات، أدت إلى سقوط 63 قتيلاً و159 جريحاً أغلبهم من المدنيين.

 

Email