«أخبار الساعة»: «جنيف» اختبار لجدية الميليشيا في إنهاء الحرب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت نشرة «أخبار الساعة»، إن كثيراً من اليمنيين يعولون على مشاورات جنيف، التي كان يفترض أن تبدأ أمس، برعاية الأمم المتحدة، وتم تأجيلها إلى اليوم (الجمعة)، بسبب تأخر وصول وفد الحوثيين في إحداث اختراق حقيقي في المسار السياسي للأزمة اليمنية، بعد تجميد المفاوضات التي كانت تستضيفها الكويت منذ عامين.

وهذا ما أشار إليه بوضوح، المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، خلال مؤتمر صحافي أول أمس، أعرب فيه عن أمله في إعادة إطلاق عملية سياسية، تؤدي إلى حل النزاع في اليمن، وإعادة تفعيل عملية السلام، وبناء الثقة بين الأطراف.

وتحت عنوان «محادثات جنيف وآمال الحل السياسي في اليمن»، أوضحت أن مشاورات جنيف ستكون غير مباشرة، وستركز على قضايا رئيسة عدة، هي خطة انسحاب مليشيا الحوثي من ميناء ومدينة الحديدة، ووضعها تحت إشراف الأمم المتحدة، وموضوع توحيد الإيرادات وإدارة البنك المركزي، من أجل صرف رواتب الموظفين في مناطق سيطرة المليشيا، والموقوفة منذ عام ونصف.

والإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة، وسيستمع خلالها مارتن غريفيث لرؤى الطرفين، وإذا ما استشعر وجود تفاهمات بينهما، ستنتقل المشاورات إلى محادثات صريحة ومباشرة، حول مجمل القضايا الخلافية، ما يعني فتح صفحة جديدة، تنهي الحرب الدائرة منذ سنوات، وتعيد الأمل للشعب اليمني، الذي يتطلع إلى الأمن والاستقرار الشامل، والبدء في مرحلة البناء وإعادة الإعمار والتنمية.

استعداد الشرعية

وأضافت النشرة الصادرة عن «مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية»، أن الحكومة اليمنية الشرعية، أبدت استعدادها الكامل لإنجاح مشاورات جنيف، لأنها ترى فيها فرصة حقيقية لإنهاء الحرب وإحلال السلام، مدعومة في ذلك بموقف دول التحالف العربي، التي تؤيد الجهود الأممية لحل الأزمة، والتي تنطلق من قناعة تامة.

بأن الحل السياسي الذي يستند إلى المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، هي المدخل الرئيس لحل الأزمة اليمنية..

ويبقى تفاعل الانقلابيين الحوثيين مع هذه المشاورات، هو المؤشر الحقيقي إلى مدى جديتهم في التوصل إلى حل سياسي، فإما أن يثبتوا بالفعل أنهم حريصون على إنهاء الأزمة، ويتفاعلوا بإيجابية مع المقترحات الرامية إلى حلها، وإما أن يواصلوا سياسة المناورة والمراوغة، التي اعتادوها في جولات المفاوضات السابقة، من أجل كسب مزيد من الوقت لإعادة تنظيم صفوفهم.

وأشارت إلى أن ما يعزز الآمال بشأن مشاورات جنيف، أنها تنطلق في ظل ظروف مواتية أكثر من سابقاتها، قد تجبر الانقلابيين الحوثيين على تقديم تنازلات حقيقية، والالتزام الكامل بمرجعيات السلام المتفق عليها، خاصة بالنظر إلى اعتبارات عدة، أولها الخسائر الكبيرة التي لحقت بصفوفهم خلال الأشهر القليلة الماضية، من جراء المواجهات مع الجيش اليمني.

والتي جعلتهم على قناعة بأن استمرار المواجهات العسكرية، لن يكون في صالحهم على المدى المتوسط والبعيد، ومن ثم فإنهم ربما ينظرون إلى مشاورات جنيف، باعتبارها فرصة تحفظ ماء وجههم، وتوقف النزيف المستمر في صفوفهم.

أداة إيرانية

وذكرت أن ثانيها، تزايد الانتقادات الدولية للحوثيين في الآونة الأخيرة، بعد أن بات واضحاً أنهم ليسوا سوى أداة في مشروع إيران التوسعي في المنطقة.

وخاصة مع تورطهم في العديد من الأنشطة التي تنطوي على تهديد واضح للأمن والسلم الإقليمي والدولي، سواء في ما يتعلق بإطلاق صواريخ باليستية تجاه الأراضي السعودية، أو في ما يتعلق بمحاولات استهداف الملاحة الدولية في مضيق باب المندب، ولهذا ربما يرى الحوثيون في مشاورات جنيف المرتقبة، فرصة لتغيير صورتهم السلبية، وإثبات أنهم منفتحون على جهود السلام.

وأضافت أن ثالث هذه الاعتبارات، المأزق الكبير الذي تواجهه إيران الحليف والداعم الرئيس للحوثيين، وخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في شهر مايو الماضي، وإعادة العقوبات المفروضة عليها، والتي دخل بعضها حيز التنفيذ في شهر أغسطس الماضي.

والآخر سيطبق في شهر نوفمبر المقبل، وهي العقوبات التي شكلت ضربة قوية للاقتصاد الإيراني، وجعلته مُعرّضاً للانهيار أكثر من أي وقت مضى، الأمر الذي يعني معه أن إيران قد توقف الدعم الذي تقدمه للحوثيين في هذه المرحلة، بسبب الأزمات المالية الكبيرة التي تتعرض لها، الأمر الذي يمثل في المقابل ضغطاً حقيقياً على الحوثيين للتعامل بإيجابية مع مشاورات السلام.

وقالت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي.. إن الإمارات أكدت ترحيبها بمحادثات السلام المرتقبة في جنيف، ودعت جميع الأطراف للمشاركة بشكل بنّاء فيها من أجل مصلحة الشعب اليمني الشقيق، وهذا إنما يعبر عن موقفها الثابت من الأزمة اليمنية، والذي ينحاز دائماً إلى مصلحة الشعب اليمني، ودعم تطلعاته في البناء والتنمية والاستقرار.

Email