«إخوان» موريتانيا يشكّكون في الانتخابات لتبرير نكستهم

في محاولة لتبرير فشله في الفوز بالأغلبية في البرلمان والمجالس الجهوية والبلدية بموريتانيا، رغم كل ما يتلقاه من دعم قطري، اتهم حزب «تواصل» الإخواني، حاكم مدينة روصو (203 كلم جنوب العاصمة نواكشوط )، بالضلوع في تزوير نتائج الانتخابات. ويرى المراقبون أن إخوان موريتانيا لن يحققوا هدفهم في السيطرة على القرار السياسي، أو التمكن من مفاصل الدولة، كما كانوا يطمحون قبل خوضهم العملية، وقد شكّلت هذه النتيجة صفعة لأهدافهم، كما لقطر.

وقال موقع «البديل»، إن حزب «تواصل» العضو في تنظيم «الإخوان» الدولي، عرف نكسة قوية وتراجعاً حقيقياً، حسب النتائج الأولية للانتخابات التي جرت أول سبتمبر الحالي في البلاد. وتابع أن الحزب خسر معاقل انتخابية كان سيطر عليها، وروض ساكنتها بفعل المال السياسي القطري، حيث تلقى هزائم مُرة في مقاطعات وادي الناقة، والطينطان والبلديات التابعة له، كما خسر جكني وكامور والغايرة والنعمة عاصمة الحوض الشرقي، وتراجع نحو شوط ثانٍ في مدينة كرو، حيث تنعدم حظوظه في استعادتها، وتراجع على مستوى آدرار وتكانت والضفة والشمال، ويعاني صعوبات كبيرة في ولايات العاصمة نواكشوط الثلاث.

وأوضح الموقع أن حزب «تواصل» الإخواني، تلقى هزائم بالجملة على امتداد موريتانيا، وتأهل في بعض الدوائر للشوط الثاني، بالتحالف مع حزب صار إبراهيما و«أفلام»، مع حظوظ شبه معدومة في الفور بمقاعد الدوائر المتنافس عليها.

علاقة بالإرهاب

وأكد الموقع في تقرير له، ارتباط إخوان موريتانيا بالإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن أحد قيادات «تواصل» ومرشحها للمجالس البلدية في مدينة «باسكنو»، سنده ولد بوعمامة، كان التحق بعد هزيمته في الانتخابات، بالشمال المالي، ليتولى مهام نائب رئيس «أنصار الدين» الإرهابية، والناطق الرسمي باسمها خلال احتلال الإرهابيين لمدينة «تنبكتو» في عام 2013.

وكشف العضو السابق بتنظيم «الإخوان»، عبد الله ولد لوليد، أن حزب «تواصل»، يستغل «مركز تكوين العلماء»، الذي يرأسه المرشد الأعلى ومفتي الجماعة، محمد الحسن ولد الددو، للاستفادة من «تعبئته وتمويلاته في الظل»، لتمدد التنظيم وانتشار أفكاره في الأرياف والمدن الكبيرة.

وأكد ولد لوليد، أن قيادات الصف الأول لحزب «تواصل»، تتلقى رواتب ضخمة مقابل عضويتها في مجلس إدارة «مركز تكوين العلماء»، وإنعاش حصص التعبئة والترويج لأطروحات ومواقف تنظيم «الإخوان»، الذي يتلقى الدعم من قطر، ويعمل أداة لأهدافها.

عهد التطبيع

وكان الرئيس الحالي لحزب «تواصل»، محمد محمود ولد سيدي، يتولى في عام 2007 إنابة وزير الخارجية، بوصفه وزيراً للتعليم في آخر حكومة موريتانية كانت آنذاك مطبعة مع إسرائيل.

ومن صقور الحزب ومشايخها المرجعية، يبرز الشيخ ولد فتى، مؤلف أناشيد «تواصل» التحريضية، وأحد أبرز منظري ودعاة السلفية التكفيرية، وقد سبق أن باشر الإشراف على حمل السلاح في تسعينيات القرن العشرين، من طرف شباب الجماعة الموجود حالياً في السجون، وعلى جبهات القتال في الشمال المالي.

يضم كذلك «مجلس الشورى»، الهيئة التشريعية المكلفة بالإفتاء لحزب «تواصل»، بعض رموز السلفية الذين تميزوا بعداء الوسطية، واستهداف الصوفية في موريتانيا، من أبرزهم الحسن حبيب الله.

فتاوى تكفيرية

وكان المرشد الأعلى ومفتي الجماعة، محمد الحسن ولد الددو، والمالك الفعلي لقناة «المرابطون»، أفتى لجموع الشباب الذين التحقوا بالتنظيم في تسعينيات القرن العشرين «بتكفير الدولة والمجتمع»، كما كشف عن ذلك أكثر من واحد، خلال محاكمات العناصر الإرهابية الوافدة من التنظيم.

وأبرز «البديل»، أن «تواصل» تبنّى رسمياً خلال الضربات الاستباقية التي نفذتها موريتانيا ضد التنظيمات الإرهابية في الشمال المالي، الموقف الرسمي لتنظيم «القاعدة»، ووصف مكافحة موريتانيا للإرهاب بـ «الحرب بالوكالة»، تماماً كما ورد في بيان للتنظيم الإرهابي.

وكان حزب «تواصل»، تأثر كثيراً بتوقف المساعدات وأموال الزكاة والصدقات التي كان تصله قبل تصنيف تنظيم «الإخوان» الدولي تنظيماً إرهابياً، من جانب الدول الأربع المناهضة للإرهاب.

وترتبط البداية الفعلية للإسلام السياسي في موريتانيا بشكله المنظم، باعتقالات طالت عام 1994، القادة الحاليين للحزب، في إطار تنظيم مسلح «حاسم»، حيث عرضت اعترافاتهم على شاشة التلفزيون آنذاك، معلنين توبتهم ونيتهم الابتعاد نهائياً عن العمل الحركي والنشاط المسلح.