أحزاب تونسية: تأجيل الانتخابات يعرض البلاد لأزمة شرعية

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتسعت دائرة الجدل في تونس حول إمكانية تأجيل انتخابات 2019 الرئاسية والبرلمانية، خاصة بعد إعلان الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نورالدين الطبوبي أن «كل السيناريوهات واردة ومرتبطة بالخطوات العملية، التي سنذهب في اتجاهها خلال الأيام القليلة المقبلة. والاتحاد العام للشغل يرى أن العبرة ليست كيف ستذهب إلى الانتخابات بل يجب أن تكون انتخابات ديمقراطية وفعلية وأن تعطي فاعليتها من خلال نسبة المشاركة».

وقال الناطق الرسمي باسم مجلس النواب، محمد صوف: إن وفد لجنة الشراكة بالكونغرس الأميركي الذي زار تونس الأسبوع الماضي، شدد على ضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها، وعلى دعم بلاده لتونس لإنجاح مسارها الانتقالي ومقاومة الإرهاب.

فيما عبرت أحزاب تونسية عن رفضها مبدأ التأجيل، وحذر الاتحاد الوطني الحر من نشر أفكار وصفها بـ«غير المسؤولة» تتعلق بإطلاق دعوات لتأجيل الانتخابات التشريعية والرئاسية المقبلة، معتبراً أن ذلك من شأنه «المسّ من صورة تونس في الخارج»، معتبراً مثل هذه الدعوات «محاولات لتكدير الوضع السياسي والاجتماعي في تونس».

ودعا الكتل البرلمانية وخاصة كتلة الائتلاف الوطني وكتلتي حركة النهضة ونداء تونس إلى العمل سوياً لإنجاح المحطة الانتخابية المقبلة، وذلك باستكمال تركيبة الهيئة العليا المستقلة للانتخابات وتركيز المحكمة الدستورية.

ونبه الحزب الجمهوري، إلى خطورة هذه الدعوات على المسار الانتقالي، وترسيخ النظام الديمقراطي، ودعا كلاً من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب والهيئة المستقلة للانتخابات بالإعلان عن التزامهم الصريح بتنظيم الانتخابات في موعدها احتراماً لأحكام الدستور ومقتضياته الديمقراطية بما يجنب تونس أزمة شرعية غير قادرة على تحمل تبعاتها. وبدوره أعلن حزب حراك تونس الإرادة عن رفضه التأجيل، متمسكاً بتطبيق الدستور بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في آجالها كل خمس سنوات.

وأعرب عن إدانته «بشدة» لما وصفها بما سماها «مناورات رئيس الجمهورية» بخصوص فرضية تأجيل الانتخابات، مشيراً إلى أن السلطة الحالية تفقد كل شرعيتها حين يدقّ جرس الخمس سنوات القانونية التي تكرس التداول الديمقراطي على السلطة. ومن جهته، أوضح لطفي زيتون أن تونس تعيش وضعاً صعباً، حيث إن «هيئة الانتخابات دون رئيس ولا وجود لمحكمة دستورية، ولم يتمّ وضع قانون انتخابي جديد فكيف سنقوم بانتخابات بعد أشهر في هذا الوضع ؟».

Email