مصادر: قوات الأسد أنهت الاستعدادات لاجتياح إدلب

اشتباكات بين النظام السوري وميليشيات إيرانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت المعارك الدامية بين قوات النظام السوري، وميليشيا عراقية مدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني في دير الزور، وكثفت قوات التحالف من تحركاتها في محيط الجيب الأخير لتنظيم داعش الإرهابي شرق الفرات، فيما قالت مصادر إن قوات النظام أنهت الاستعدادات العسكرية لاجتياح إدلب.

وقالت مصادر مطلعة إن الاشتباكات بين قوات النظام والميليشيا العراقية ما زالت جارية في عدة مناطق في موحسن والبوليل والبوكمال بريف دير الزور الشرقي، لافتة إلى أن هذه الاشتباكات خلفت 12 قتيلاً من الطرفين. وبحسب المصادر فإن سبب الاشتباكات هو الخلاف على إدارة المعابر البرية والنهرية، التي كانت تجني أموالاً وأتاوات من المدنيين العابرين لنهر الفرات.

في الأثناء، كثفت قوات التحالف الدولي من تحركاتها في محيط الجيب الأخير لتنظيم داعش الإرهابي شرق نهر الفرات.

تمهيد

وقالت مصادر إن قوات التحالف نقلت إحدى قواعدها المتحركة، إلى مقربة من منطقة هجين الواقعة ضمن هذا الجيب للتنظيم، تمهيداً لبدء العملية العسكرية لقوات التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية، ضد التنظيم، لإنهاء وجوده في كامل شرق نهر الفرات.

ولم يعد يتواجد التنظيم، كقوة مسيطرة، سوى في الجيب الواقع على الضفة الشرقية للنهر، الذي يضم 4 بلدات هي هجين والسوسة والشعفة والباغوز، حيث تأتي هذه التحضيرات، عقب تكثيف قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف لنقاط تواجدهما في محيط الجيب هذا.

وأوضحت أن هذا التحرك الجديد، جاء في أعقاب تحشدات عسكرية ضخمة، واستقدام تعزيزات عسكرية مؤلفة من مئات الجنود ومئات العربات والمدرعات والآليات، بالإضافة للذخيرة، لإنهاء التنظيم بشكل كامل، عقب إخفاقات متكررة في عمليات الاقتحام، نتيجة صد الهجوم بعنف من قبل التنظيم المسيطر على الجيب.

وعلى صعيد الاستعدادات لمعركة إدلب، قال مصدر في المعارضة السورية لـ«البيان» إن النظام السوري أنهى الاستعدادات العسكرية تمهيداً للهجوم على المحافظة، فيما زجت الميليشيات الإيرانية بعدد من الألوية العراقية الشيعية للمشاركة في عملية الهجوم.

ونفى المصدر ما روّجته روسيا من مفاوضات بين الفصائل المقاتلة في المدينة ومكتب المصالحة الروسية في حميميم، مشيراً إلى أن الهدف الروسي من هذه العملية دق إسفين بين فصائل الجيش الحر وهيئة تحرير الشام التي تسيطر عليها جبهة النصرة. وأفاد أن روسيا تعول على اقتتال داخلي في مدينة إدلب بين الفصائل المؤيدة لتسليم السلاح وبين الأخرى التابعة لهيئة تحرير الشام التي تؤيد القتال حتى النهاية، تحت أي تهديدات عسكرية روسية.

إلى ذلك، علمت «البيان» أن روسيا طرحت على تركيا تفكيك جبهة النصرة، ومغادرة المسلحين من إدلب، وتسليم الأسلحة الثقيلة، إلا أن الجانب التركي لم يبلغ «النصرة» بهذه المطالب خوفاً من الدخول معها في صدام.

خياران

وبحسب مراقبين فإن إدلب باتت أمام خيارين بعد تجربة الغوطة ودرعا، الخيار الأول أن تعمل الفصائل المسلحة على تسليم الأسلحة الثقيلة من دون قتال، تجنباً لسيناريو الغوطة والتهجير إلى تركيا، الأمر الذي تحاول أنقرة أن تتجنبه، في الوقت الذي تتحدث فيه عن عودة اللاجئين. أما الخيار الثاني، فهو أن تشن قوات النظام هجوماً مدعومة بالغطاء الجوي الروسي، وتشهد المحافظة حرباً أقرب ما تكون إلى سيناريو حلب نهاية العام 2015، حين غادرت جبهة النصرة حلب الشرقية وتم تسليم المدينة لروسيا وإيران.

من جهة ثانية، توقعت مصادر «البيان» ألا تتم عملية الهجوم على مدينة إدلب قبل القمة الثلاثية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني في السابع من شهر سبتمبر.

وتوقع المصدر المطلع على تفاصيل الوضع في إدلب، أن تفضي هذه القمة الثلاثية إلى تفاهم معين حول مدينة إدلب، بحيث يتم تقليص سيطرة جبهة النصرة أو مغادرتها، فيما تقبل فصائل المعارضة سيطرة النظام من خلال مصالحات على غرار ما حدث في درعا.

Email