هجوم «كعام» الليبية الإرهابي.. الدعم القطري في قفص الاتهام

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء الهجوم الإرهابي على بوابة كعام، شرقي طرابلس الخميس الماضي، الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من الأمنيين، لتطرح من جديد، قضية الدعم القطري للإرهاب في ليبيا،

فقد تبين أن أحد منفذي الهجوم كان من بين العناصر النشطة في ما يسمى «مجلس شورى مجاهدي بنغازي» الذي تم تصنيفه كياناً إرهابياً مرتبطاً بنظام الدوحة ضمن القائمة الصادرة عن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب في يونيو 2017.

وقالت مصادر أمنية: إن الإرهابي علي إبراهيم الذيب الذي قتل في موقع الحادثة، كان يعمل حتى سنة 2013 بأحد مخابز مدينة الخمس، ثم غادر إلى بنغازي سنة 2014 لينضم إلى صفوف تنظيم أنصار الشريعة الذي اندمج لاحقاً في يسمى مجلس شورى ثوار بنغازي.

وتابعت المصادر أن الذيب اتجه إلى بنغازي للمشاركة في الحرب ضد الجيش الوطني الليبي بعد انطلاق عملية الكرامة، بقيادة المشير خليفة حفتر في منتصف مايو 2014، وشارك في ارتكاب جرائم ضد المدنيين العزل ضمن منظومة تدعمها قطر بالمال والسلاح والتحريض الإعلامي.

وأردفت أن الذيب كان متأثراً بفتاوى مفتي الإرهاب القطري في ليبيا وعضو ما يسمى «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» الصادق الغرياني، وبتعليمات زعيم ما يسمى الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي عبدالحكيم بالحاج المتهم بالوقوف وراء تشكيل تنظيم أنصار الشريعة، وهو الاسم الذي اتخذه تنظيم القاعدة لنفسه في ليبيا وتونس.

وأشارت المصادر الأمنية إلى أن الإرهابي الذيب اعتنق الفكر الداعشي ضمن منظومة مجلس شورى ثوار بنغازي، إلى جانب المئات ممن تم إقناعهم بأن لا فرق بين الجماعات المسلحة طالما أن هدفها واحد وهو ضرب الجيش الوطني وتدمير مؤسسات الدولة استعداداً لإعلان دولة الخلافة التي كان نظام الدوحة قد دعا إليها منذ الإطاحة بنظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي في العام 2011.

فرار

وكانت انتصارات الجيش الليبي في بنغازي والمنطقة الشرقية دفعت بعدد كبير من الإرهابيين إلى الفرار نحو المنطقة الغربية وبخاصة مدن طرابلس ومصراتة وزليتن، حيث تم استقبالهم من قبل الميليشيات المدعومة من قطر، بينما أطلق عليهم الإرهابي الغرياني اسم «المهاجرين»، وعلى من يستضيفهم اسم «الأنصار».

وعقب عودته أواخر العام الماضي إلى منطقته، قوبل الذيب برفض والده استقباله في المنزل القريب من بوابة كعام ليتوارى عن الأنظار قبل أن يظهر مجدداً قبل أشهر كونه عامل بناء يمتهن الطلاء وتنفيذ أعمال ديكور داخلية في المنازل، وليقيم بمنطقة سوق الخميس القريبة من مدينة الخمس، وتحديداً بالقرب من مصلى الشيخ محمد عليجة، ونقل عنه مقربون منه، أنه كان متأثراً بتصريحات الغرياني على قناة «التناصح» المصنفة ضمن الكيانات الإرهابية.

ووفق ذات المصادر فإن أسرة الإرهابي كانت قد تبرأت منه منذ العام 2014 بعد أن أبلغها بخبر التحاقه بـ«مجلس شورى مجاهدي بنغازي»، للمشاركة في الحرب ضد الجيش الوطني، وعندما حاول العودة إليها بعد ثلاث سنوات، رفضت استقباله، واعتبرته خارجاً عنها وعن ثوابت الأسرة والقبيلة والدين والوطنية.

ويرى المراقبون أن إرهابيي بنغازي المدعومين من نظام الدوحة، والذين فروا من المنطقة الشرقية بعد أن سيطر الجيش الليبي عليها، باتوا يمثلون خطراً على المدن والقرى التي لجأوا إليها في الغرب الليبي، خصوصاً أنهم يحظون بحماية ميليشيات مرتبطة بقوى الإسلام السياسي وفي مقدمتها جماعة الإخوان والجماعة المقاتلة الإرهابيتين، غير أن جهات أمنية رسمية تنظر إليهم كونهم خلايا نائمة من الواجب اقتلاعها من جذورهم، بعد تورطها في عمليات إرهابية عدة، شهدتها مدن كطرابلس ومصراتة، وكان آخرها الهجوم على بوابة كعام.

2017

في يونيو 2017، أعلنت الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب (الإمارات والسعودية ومصر والبحرين) عن وضع ست تنظيمات ومؤسسات ليبية على قائمة الإرهاب المدعوم قطرياً، حيث شملت القائمة كلاً من كتيبة راف الله السحاتي، وقناة النبأ، ومؤسسة التناصح، ووكالة بشرى للأنباء، ومركز السرايا للإعلام، إضافة لمجلس شورى ثوار بنغازي الذي وضعته على رأس القائمة.

وقد ظهر مجلس شورى ثوّار بنغازي في يونيو من العام 2014، بعد أسابيع قليلة من انطلاق عمليّة الكرامة، التي أطلقها الجيش الليبي لـتطهير المدينة من الجماعات الإرهابية، حيث يضم المجلس تحالفاً لكل من ميليشيا أنصار الشريعة، وميليشيا راف الله السحاتي، وميليشيا شهداء 17 فبراير وميليشيا درع ليبيا الأولى.

 

Email