يحمل بطاقة هوية وجواز سفر كينيين ويتبوأ مركزاً أمنياً مهماً في مقديشو

نيروبي تحقّق في لغز رجل «الحمدين» في الصومال

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت إدارة الهجرة في نيروبي تحقيقاً في الطريقة التي حصل بها رجل قطر في مقديشو، فهد ياسين حاج طاهر، الذي يشغل حالياً منصب نائب مدير جهاز الاستخبارات والأمن القومي الصومالي على أربعة جوازات سفر كينية.

وقال جوردون كيهالانغوا، نائب وزير الهجرة بكينيا لصحيفة «ستار» المحلية، إن الوزارة تسعى إلى تحديد كيفية الموافقة على منح طاهر الجنسية الكينية. وأضاف كيهالانغوا أن «معرفة تفاصيل الشخص هي طريقة لتأمين البلاد. لا يمكن أن يكون المرء كينياً ثم يحصل على وظيفة حساسة من هذا النوع في الجانب الآخر»، مشيراً إلى أن «هناك أمراً آخر مثيراً للقلق يتعلق بالسماح لشخص مزدوج الجنسية بالذهاب للعمل لمصلحة حكومة معينة في مثل هذا الموقف الخطير».

وكان الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو أجرى، في 16 أغسطس الجاري، أجرى تعديلات على رأس المؤسسات الأمنية والعسكرية، نقل بموجبها فهد ياسين حاج طاهر من منصب مدير الديوان الرئاسي إلى منصب نائب مدير جهاز الاستخبارات والأمن القومي، وهو ما أثار حفيظة عدد من أحزاب المعارضة التي تتهم يلسين بالولاء لقطر والارتباط بأجندات إخوانية داخلية وإقليمية.

وأظهرت وثائق الهجرة، التي نشرتها صحيفة «ستار»، أن لدى المسؤول الصومالي المرتبط بـ«تنظيم الحمدين» بطاقة هوية وطنية كينية تعرّف به كمقيم في محافظة مانديرا، شمال شرقي البلاد.

وقال مدير الهجرة ألكسندر موتشي إنهم تلقوا نُسَخاً من جوازات السفر وبطاقة الهوية الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أنهم يحققون في الوثائق للتأكد من حصول حاج طاهر عليها قانونياً.

وأضاف أن الإدارة ستتصل بالصومال بشأن هذه القضية، لأن موضوع التحقيق هو مسؤول حكومي كبير. وأردف: «نريد أن نعرف ما إذا كانت الوثائق التي يحتجزها حقيقية».

وتابع موتشي: «سنتعامل مع القضية من خلال القنوات الدبلوماسية عندما نثبت صحة الوثيقة».

وأوضح أن ملف حاج طاهر قيد التحقيق، وقال: «فريق التحقيق لدينا موجود بالفعل على الأرض لتحديد صحة المستندات. ما أعلمه هو أن القوانين الصومالية مثلها مثل كينيا، تنص على ازدواج الجنسية، ولكن كيف تصبح في منصب كبير في حكومتها، علماً أن القانون يمنع مزدوج الجنسية من شغل منصب حكومي كبير».

وتابع موتشي، وهو مدير سابق لجهاز الاستخبارات الوطنية لمكافحة الإرهاب، إن حاج طاهر ربما حصل على الوثائق الكينية في الوقت الذي كان فيه أغلب المواطنين الصوماليين يلتمسون اللجوء في كينيا في التسعينيات، في ظل الأزمة التي عرفتها بلادهم في أعقاب سقوط نظام محمد سياد بري.

وقال إن «أغلبية هؤلاء الناس توافدوا إلى البلاد، وانتهى بهم الأمر إلى الحصول على وثائق كينية، لكن مع استقرار الأوضاع في الصومال، أصبحوا الآن يتقاتلون».

ويعتقد أن فهد ياسين حاج طاهر، مراسل قناة الجزيرة السابق، يمتلك عقارات في نيروبي.

من جانبها، قالت صحيفة «ذي إستندارد» إن طاهر يسافر باستخدام وثائق كينية، ومن بينها جواز سفر كيني صادر في 6 سبتمبر 2013، كما حصل على بطاقة الهوية في 26 نوفمبر 2001.

وتابعت أنه كان يستخدم جوازه الكيني للسفر داخل وخارج كينيا، وأنه كان في نيروبي عندما أعلن الرئيس فارماجو عن التغييرات في المسؤوليات الأمنية والعسكرية التي وضعت طاهر في منصب الرجل الثاني بجهاز الاستخبارات والأمن القومي الصومالي.

شبهات تزوير

ونقلت الصحيفة عن مسؤول حكومي أنه سيتم العمل على تحديد ما إذا كان طاهر قد عاش في كينيا لمدة سبع سنوات على الأقل للتأهل للحصول على بطاقة هوية وجواز سفر.

وكان موقع «مقديشو» على شبكة الإنترنت أكد أن مراسل الجزيرة السابق، الذي تحوّل إلى تاجر سيارات سياحية، اشترى أخيراً منزلاً في عقار راقٍ في نيروبي.

وتحقق الحكومة في كيفية حصول مسؤول كبير في حكومة الصومال على جوازات سفر كينية متعددة وبطاقة هوية وطنية ذات تواريخ ميلاد متعارضة كان يستخدمها عندما يسافر إلى الخارج.

ويزعم فهد أحمد، المعروف باسم فهد ياسين طاهر، أنه وُلد في مانديرا بكينيا في 19 يوليو 1978، على الرغم من أن بطاقة هويته في الصومال الصادرة في 13 يوليو 2017 تبيّن أنه ولد في الصومال، لكن المفارقات تتسع عندما تُظهر التفاصيل على بطاقة هويته الكينية الصادرة في 2001 في دائرة شرق أنديرا أنه ولد في 5 أبريل 1978.

وحاج طاهر، الذي ينحدر من قبيلة «أوحسن كليوين»، وهي قبيلة صغيرة تقطن على الحدود مع إثيوبيا، ولها امتدادها داخل التراب الإثيوبي، عمل في قطاع الإعلام، وتحديداً في موقع «صومال توك»، قبل أن يلتحق بقناة «الجزيرة» ليعمل مراسلاً لها في الصومال، من هناك تمتنت علاقاته بالمخابرات القطرية التي جنّدته عبر مكتب يوسف القرضاوي.

وفي 2013، أصبح رئيساً لمكتب مركز«الجزيرة» للدراسات في شرق إفريقيا، إلى جانب إدارته للقصر الرئاسي، ما جعل المراقبين يصفونه بأنه الشخص الأكثر تأثيراً في الساحة السياسية الصومالية، ومنفذ سياسات نظام الدوحة في البلاد.

أموال طائلة

ذكرت تقارير صحافية صومالية إن فهد ياسين حاج طاهر تحوّل إلى حافظ ملفات الحكومة الصومالية وأسرارها من خلال عمله داخل القصر الرئاسي، حيث كان يسافر ويجتمع مع مسؤولين قطريين بلا أي إعلان من الحكومة، مشيرةً إلى أنه حصل على أموال قطرية طائلة، وحوّلها إلى قنصل الصومال في نيروبي سياد شري، ليحوّل هذا الأخير المبالغ إلى الرئيس وعدد من النواب في البرلمان كرشى بهدف إطاحة رئيس الوزراء.

Email