باحث تاريخي لــ "البيان":

حكم آل خليفة لقطر موثّق في الحقب التاريخية

راشد الجاسم في حديثه لمراسل «البيان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال رئيس البحوث التاريخية بمركز عيسى الثقافي راشد الجاسم: إنه بالرغم من تطور نظام الولاية عبر الفترات التاريخية المتلاحقة، إلا أن متابعة أدوار أمراء آل خليفة على شبه جزيرة قطر حاضرة، وتتلخص في بسط الأمن والحفاظ على النظام العام، وتطبيق القوانين والتعليمات الصادرة من الحكومة المركزية في البحرين، وكتابة وتقديم التقارير الأمنية والعسكرية دورياً للحاكم، والقبض على المجرمين لمحاكمتهم في البحرين، وغيرها.

وأوضح الجاسم لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة أن «تعيين الأمراء بالزبارة، كان منذ توسع الدولة بفتح جزر البحرين، فعندما استتب حكم الشيخ أحمد الفاتح في جزر البحرين عام 1783، عاد إلى الزبارة قصبة الحكم بعدما عين أميراً من قبله على جزر البحرين، ومقره كان قلعة الديوان في المنامة، وفي عهد الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح (1795-1821) تحولت العاصمة من شبه جزيرة قطر إلى جزر البحرين، وعين على إثرها أول أمير على شبه جزيرة قطر، وكان مقره الحويلة، واستمر آل خليفة في تعيين الأمراء على شبه جزيرة قطر حتى عام 1937».

عرض تاريخي

وفي عرض تاريخي قال الجاسم «قمنا بإثبات أن محمد بن خليفة حاكم جزر البحرين وشبه جزيرة قطر قد عين محمد بن ثاني والياً على شبه جزيرة قطر، وأثبتنا دوره في تحصيل الضرائب في شبه جزيرة قطر لصالح آل خليفة، واتفاقية 1868 ألزمته بمواصلة أدواره الوظيفية التي كلفها الشيخ محمد بن خليفة للشيخ علي بن خليفة، واستمراره بمهامه الوظيفية إلى عهد الشيخ عيسى بن علي».

وأكد أن قاسم ابن الأمير محمد بن ثاني، كان يحاول تحريض القبائل لإزاحة والده عن الإمارة وتنصيبه من قبل آل خليفة بديلاً عن أبيه. وأثناء تمرده على أبيه قرر حاكم البحرين الشيخ محمد بن خليفة محاكمته وسجنه ليكف عن تمرداته ضد إمارة والده، ولكن لوساطة الشيخ علي قام بالعفو عنه بعد أخذ المواثيق ليلزم الطاعة، وحاول التمرد مرة أخرى عام 1870م وقد أحرج والده الأمير محمد بن ثاني الذي كتب رسالة اعتذار للحاكم مؤرخة بتاريخ 10 مارس 1870م جاء فيها:

«لتعلم بوضوح أنه ما دامت السلطة بيدي في قطر فكن واثقاً في كل طريقة، فإنه سوف لا يحصل إلا كل خير واعلم أيضاً بأنني من رعاياك».

وحين فهم قاسم بأن التمرد داخلياً على آل خليفة لن يحقق له مبتغاه، فتآمر على النظام وتواصل مع العثمانيين في الأحساء وساندهم في احتلالهم على أجزاء من البر الشرقي لشبه جزيرة قطر عام 1871، وكان ذلك بعد إزاحة والده بالقوة من الإمارة، وقام برفع العلم العثماني على البدع، بينما رفض والده محمد بن ثاني الخروج على شرعية آل خليفة، وقاوم الاحتلال وقام برفع راية آل خليفة على منزله احتجاجاً على الاحتلال، ومن هنا كافأ العثمانيون قاسم بن ثاني وعينوه قائم مقام.

جبهة معارضة

أكد رئيس البحوث التاريخية بمركز عيسى الثقافي، راشد الجاسم، إنه إثر الاحتلال العثماني على البدع، تكونت جبهة للمعارضة في الزبارة تهدف للحفاظ على شرعية حكم آل خليفة تزعمها الشيخ ناصر بن جبر النعيمي وانضم إليه من البدع قبيلة الكبسة وشيخها عيسى بن خليفة الكبيسي، ودعا شيخا النعيم والكبسة كل القبائل في شبه جزيرة قطر للانضمام معهم بقصد رص الصفوف لمواجهة الاحتلال العثماني.

Email