«بأية حال عدت يا عيد».. سكان غزة لا يجدون ثمن الأضاحي

تختلف عطلة عيد الأضحى هذا العام بالنسبة لعيسى البشيتي عن الأعوام السابقة. ويقول البشيتي وهو رب أسرة في قطاع غزة يبلغ من العمر 49 عاماً إن أبناءه يسألونه عن الأضحية فيجيب بلسان من لا حيله له بأنه لا يملك ثمنها.

ففرحة العيد ناقصة بالنسبة له وللكثيرين من سكان القطاع الذين أصبحوا لا يملكون ثمن الأضحية. ويقول «أنا قبل السنين هذه كنت قادر أضحي أما السنة دي صعب إني أضحي لأنه إنتو شايفين الوضع حصار محاصرين من جميع النواحي والحمد لله رب العالمين».

ويسعى المسلمون لشراء الخراف أو الجمال أو الماشية أو الماعز وذبحها في العيد الذي يبدأ اليوم (الثلاثاء)، ومشاركة لحمها مع الأهل والأقارب والفقراء. لكن القطاع أصبح مرتعاً للفقر مع ارتفاع نسبة البطالة في غزة إلى نسبة 49% حسبما يقول اقتصاديون في القطاع.

وتركت هذه الأوضاع الكثيرين في غزة عاجزين عن تحمل ثمن الأضاحي هذا العيد بالرغم من انخفاض أسعارها حسبما يقول تاجر المواشي إبراهيم واكد.

ويقول واكد (60 عاماً) «بـ ١٢٠ دينار بتضحي وبـ١٥٠ دينار بتضحي.. لكن عمي مش موجودات المصاري أول كنت تضحي بـ٣٠٠ دينار لكن في سيولة. قبل خمس سنين وعشرة سنين الآن ما فيش سيولة فيش مصاري في البلد. الوضع الاقتصادي من سيئ لأسوأ». من جانبه، يقول أحد سكان غزة ويدعى هاني عمران البالغ من العمر 49 عاماً «القضية مش في الأسعار.. القضية إنه فيش مصاري إن نجيب الهذا لو السعر بزيادة شيكل ومعك مصاري مش مشكلة. بس المشكلة الأساسية فيش مصاري».

وينحي كثيرون في غزة باللائمة على إسرائيل في الصعاب التي يكابدونها، متهمين إياها بفرض حصار اقتصادي قلص بصورة كبيرة حركة الناس والبضائع. لكن سكان غزة أيضا يلومون أيضا قياداتهم ويشتكون من صراع على السلطة بين حركتي فتح وحماس.

والنتيجة على أرض الواقع، أن إبراهيم البشيتي لم يعد يستطيع سوى زيارة مزارع الماشية للنظر إلى الحيوانات وتذكر الأوقات الأفضل الماضية.

وقال البشيتي وهو يمسك بأيدي أبنائه ويشاهدون المواشي «حتى يسألوني (أطفالي) وين ضحيتك (أين أضحيتك) يا بابا». ويضيف «ما بيعرفوش أني أنا مش قادر أضحي».

الأكثر مشاركة