أبو سلطان.. شاهد حي على معاناة ذوي الأسرى الفلسطينيين

ت + ت - الحجم الطبيعي

اعتاد السبعيني أبو سلطان، من قرية عانين قضاء محافظة جنين جنوب الضفة الغربية، منذ 17 عاما على الخروج يومياً قبيل الفجر باستثناء يومي الجمعة والسبت وعطل الأعياد، إلى محكمة سالم العسكرية شمال جنين، ليبيع القهوة لذوي الأسرى الذين يتوافدون للمكان يومياً لحضور محاكمات أبنائهم، ولينظم أدوارهم ويحتفظ بأماناتهم، وأهمها الهواتف الخلوية.

يجد ذوو الأسرى في الجلوس برفقة أبو سلطان ملاذاً للهروب من طول وقت انتظار دور محاكمات أبنائهم، يبتاعون منه القهوة ويحاول قدر المستطاع التخفيف عن معاناتهم بروحه المرحة وخفة دمه.

منذ 17 عاما وأبو سلطان يشهد ويسمع مئات القصص من ذوي الأسرى الذين كتب عليهم التنقل بين المحاكم العسكرية ومعتقلات الاحتلال، بعزيمة قوية من أجل دعم قريبهم الأسير.

ويصف أبو سلطان مشاعر ذوي الأسرى المتباينة بين منتكس حزين على تأجيل المحكمة، أو فرض حكم بالسجن طويل وغرامة مالية باهظة، وبين مبتسم ومبتهج لقرب الإفراج عن ابنهم أو إصدار قرار إفراج فوري، والحزن الأعظم يكون عندما تعود عائلة الأسير دون مشاهدته لعدم إحضاره للمحكمة أو إحضاره وإخراجه قبل وصولهم إلى قاعة المحكمة، ومن المؤلم جداً وجود الأطفال الذين يبكون حزناً على والدهم أو والدتهم، بعدما يتم حرمانهم من رؤيتهم واحتضانهم بمنعهم من الدخول إلى قاعة المحكمة، تحت ذرائع واهية.

رغم أن السبعيني أبو سلطان يسترزق من بيع القهوة أمام محكمة سالم العسكرية، إلا أنه يتمنى أن تزول المحكمة بزوال الاحتلال وتحرير كافة الأسرى من سجون الاحتلال.

Email