الألم يعتصر قلوب 4 أشقاء مصابين في غزّة

معاناة الأشقاء الأربعة متواصلة بفعل الاحتلال | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد خبأ بريق الشباب في أشقاء أربعة، أفقدهم رصاص الاحتلال القدرة على المشي وأصبحوا في مقام العاجزين عن كل شيء، ولم يكن لهم من ذنب اقترفوه سوى خروج في مسيرات سلمية في قطاع غزّة، لا تطالب سوى بالحق في الحياة.

يرقد الشبان الأربعة متوسدين حائط فناء المنزل نهاراً في مخيّم البريج وسط قطاع غزّة، هاربين إلى نوم قلق لا يستغرق سوى ساعات قلائل، تتقاسمه الكوابيس من مستقبل بلا أفق، والأحلام في غد يتغيّر فيه واقع الحال عبر علاج يعيد لهم الحياة من جديد.

محمد دياب «29» عاماً وتوأمه أحمد، وشقيقهما بلال «27» عاماً وشقيقهم الأصغر سعيد «19» عاماً، مصابون في أقدامهم، ما يضطرهم لحمل عصى يتوكؤون عليها، إلى جانب شقيقهم الأصغر سعيد والذي يجلس على كرسي متحرّك إثر إصابته في كلتا قدميه إصابة بالغة. لقد تجاوز الاحتلال كل قانون وعرف، بعد أن أفرغ كل ما احتوت أسلحة جنوده من رصاص على متظاهرين سلميين عزل.

أصيب سعيد «الأخ الأصغر» في اليوم الأول لمسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي، في رصاص متفجّر في قدميه أدى لتفتت في العظام، ما أقعده عن المشي ودفعه للاستعانة بكرسي متحرّك. لقد أجرى سعيد العديد من العمليات الجراحية أملاً منه في المشي على أقدامه، إلّا أنّ صعوبة الإصابة وقلة الإمكانيات حرمتاه من ذلك، إذ لا يزال يستعين بالكرسي المتحرك كلما أراد المشي أو الذهاب إلى المشفى مع إخوته.

يقول سعيد «19 عاماً»: «حجم الإصابة كبير وأشعر بالكثير من الألم، لقد تسبّبت الإصابة في تخلّفي عن التقديم لامتحانات الثانوية هذا العام، لم أتمكن من الذهاب للامتحانات بسبب الآلام التي أعانيها، لكن للإرادة عندي مقام أعظم من الألم، فسأحاول وبكل جهدي إعادة العام الدراسي الذي لم أستطع إتمامه بسبب الإصابة، وكلي أمل أن أحصل على العلاج الذي يمكنني من المشي على أقدامي من جديد».

محمد وأحمد وشقيقهما بلال كانوا قد أصيبوا جميعا في الحادي عشر من مايو الماضي وفي نفس اليوم برصاص إسرائيلي متفجر أدى لتفتيت عظام الساق الأيمن للشاب بلال فيما يعاني محمد من كسر في قدمه اليسرى وبالتحديد في منطقة الركبة فيها ما أعاق السير لديه بينما توأمه أحمد فقد أصيب في فخد قدمه اليمنى.

تقول والدة الشبان الأربعة: «منظر أبنائي الأربعة وهم عاجزون بهذه الصورة يسبب لدي الكثير من الحزن، على الرغم من الإرادة والعزيمة التي أراها في وجوههم، أطالب جميع الجهات المعنية بتوفير العلاج اللازم لهم حتى يتعافوا بشكل كامل».

ويعاني قطاع غزة أزمات طالت كافة الصعد والمستويات أبرزها القطاع الصحي، ما يعني أن علاج هؤلاء الشبان ربما يتطلب مستلزمات طبية من أدوية وأجهزة غير موجودة في مستشفيات القطاع، الأمر الذي يفاقم من إصابة الأشقاء الأربعة وآلاف الجرحى الذين ما زالوا ينتظرون بارقة أمل تهيئ لهم ظروفاً مناسبة لتلقي العلاج، وعودتهم لحياة طبيعية تجب قبلها من مآس.

Email