قرقاش يؤكد على عدم تحلي الدوحة بالرؤية الواعية

الإمارات: قرار قطر منع مواطنيها من الحج خاطئ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن منع قطر مواطنيها من أداء فريضة الحج قرار شاذ ويعبر عن غياب الرؤية الواعية، في وقت أطلقت وزارة الحج السعودية رابطاً جديداً لتسجيل الحجاج القطريين بعد حجب سلطات الدوحة الرابط الأول.

وتطرق معالي الدكتور أنور قرقاش إلى الممارسات القطرية ضد مواطنيها ومنعهم من أداء فريضة الحج. وكتب في تغريدات على تويتر: «قرار الحكومة القطرية منع مواطنيها من أداء فريضة الحج، ومهما كانت المبررات التي روجت لها، يعبر عن غياب واضح للرؤية الواعية التي تميّز بين ما هو سياسي آنيّ وما هو أهم، ناهيك عن أن التسييس والترويع ضد أداء مواطنيك الحج علامة عدم ثقة فيهم وفي أولوياتهم وخياراتهم».

وأضاف معالي الدكتور أنور قرقاش: «حين تنقضي أزمة قطر وتمضي السنوات سيبقى عالقاً قرار الحكومة القطرية بمنع مواطنيها من أداء فريضة الحج؛ لأن مثل هذا القرار الخاطئ والشاذ خارج عن الإجماع. والدول التي لجأت إليه عبر السنوات لا تشرف في سياساتها وموقعها».

حجب التسجيل

إلى ذلك، أكد نائب وزير الحج والعمرة السعودي الدكتور عبدالفتاح بن سليمان مشاط أن «السلطات القطرية حجبت الرابط الأول للحجاج القطريين، ثم أسّسنا موقعاً آخر، وعلمنا أن هناك توجهاً من السلطات القطرية لمحاولة الحجب، ونحن فتحنا الرابط بشكل عام بحيث يستطيع أي واحد التسجيل».

وأضاف في تصريح لوسائل إعلام سعودية أن مبادرة «طريق مكة» جاءت لتسهيل الإجراءات على الحجاج، وإن الوزارة تسير مع القطاعات الأخرى للتوسّع في هذا المشروع لاستفادة حجاج الدول الإسلامية الأخرى في المواسم المقبلة.

نهج إيراني

وتعد الإجراءات القطرية لمنع مواطنيها من الحج امتداداً لنهج إيراني تاريخي. فتنظيم الحمدين الذي استنفد كل أدواته يلجأ لاستخدام تلك الحلول الخاصة في محاولة أخرى فاشلة لكسب التعاطف الدولي، أو محاولة تشويه سمعة المملكة العربية السعودية ونشر الشائعات والأخبار الزائفة بشأنها. تلك المحاولات المردود عليها بقوة من جانب السعودية بالتأكيد على «الترحيب بقدوم جميع المسلمين من الحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف أقطار العالم»، وفق بيان صادر عن وزارة الحج والعمرة في السعودية أخيراً.

الوزارة أشارت إلى «عدم تجاوب وتعاون وزارة الأوقاف القطرية مع الجهات المعنية في المملكة العربية السعودية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين»، كما أكدت أنها «لن تألو جهداً في تقديم كافة الخدمات والتسهيلات، التي تمكنهم من أداء مناسكهم وشعائرهم بيُسر وسهولة».

مجون قطري

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي المصري اللواء عبدالمنعم كاطو في تصريح لـ«البيان» إن هذا المجون القطري الذي يؤكد انحلال دوحة الإرهاب من أي قيم أو مبادئ أساسية ما هو إلا تأكيد على أنها تواصل طريق الغيّ الماضية فيه، ولا توجد في الأفق ملامح لاستجابة قطرية، فالنظام القطري ماضٍ في طريق العناد.

وشدد على أن منع قطر شعبها من الحج مخالف أولاً وأخيراً للشريعة الإسلامية، وليس من حق أي نظام أن يمنع شعبه من أداء تلك الفريضة، على أن تسييس الحج بهذا الشكل يؤكد تماماً اضطراب الدوحة وتخبطها ولجوءها لأي كارت تحاول استخدامه في مواجهة الرباعي العربي.

ويكشف ذلك مدى فشل قطر وتخبطها داخلياً، بحيث تلجأ إلى قرارات وخطوات تضرُّ شعبها في المقام الأول ظناً منها أنها تأتي ضمن إجراءات المواجهة التي عكف عليها تنظيم الحمدين طيلة العام الماضي. فيما تتكبد قطر المزيد من الخسائر يومياً جراء المقاطعة وجراء مواقفها وعنادها، إضافة إلى الكلفة الاجتماعية الواضحة وتأثر الشعب القطري بصورة ملحوظة، بحسب كاطو.

وكان رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، الشيخ عبدالحميد الأطرش، قال في تصريحات سابقة له قبل أيام إن «حكام قطر حينما يمنعون القطريين من الحج وهم قادرون على ذلك فهذه معصية؛ إذ لا يجوز لقطري أو غيره أن يأتمر بأمر ولي الأمر في هذه الحالة، فالحج ركن من أركان الإسلام، وولي الأمر الذي يرتكب هذا الفعل لا يُطاع ولا طاعة لمرؤوسيه عليه لأنه يأمر بمعصية».

مناورة سياسية

تلك المهاترات القطرية، بحسب وصف أستاذة العقيدة والفلسفة النائبة البرلمانية الدكتورة آمنة نصير، تكشف عن مدى جشع النظام القطري وعدم مراعاته لأي مبادئ، فالدوحة تنطلق في دعايتها لتسييس الحج وتدويله إلى خدمة مصالح تهدف لتخريب المنطقة.

ويعتقد النظام القطري بذلك أن بوسعه الخروج من مأزقه السياسي بعد المقاطعة، وذلك بإثارة العديد من الملفات التي يظن أنه من خلال إثارتها على ذلك النحو قد يفرغ الأزمة من محتواها، وبالتالي يسعى للهروب من الأزمة بإثارة الجدل في ناحية أخرى، بحسب ما أكده عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني حمدي عبدالوهاب.

إثارة التوترات

بدوره، قال نائب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان المحامي أحمد عبدالحفيظ، في تصريح لـ«البيان»، إن قطر تعمل على إثارة التوترات والشائعات ضد السعودية لتشويه صورتها أمام العالم بحجة أن الرياض هي التي تمنع المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج، لتمثل قطر دور الضحية المغلوب على أمرها، في حين أنها هي التي حجبت رابط موقع استقبال طلبات الحجاج القطريين، لمنعهم من السفر وأداء مناسك الفريضة الشرعية، مضيفاً أن الحكومة القطرية تتخذ موقفاً عدائياً واضحاً وتواصل النزاعات والصراعات ضد المملكة العربية السعودية، جراء مقاطعة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب لقطر، فالدوحة تواصل أسلوب العناد عن طريق حرمان مواطنيها من الحج.

وشدد على أن الدوحة ليس من حقها أن تمنع شعبها من حقوقهم في أداء الشعائر الدينية بسبب أسباب سياسية بينها وبين السعودية، مشيراً إلى الإجراءات التي اتخذتها السعودية للتأكيد على ترحيبها بالحجاج القطريين.

Email