تقارير «البيان»

جنوب العراق..هبة ضد النفوذ الإيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتوقف مطالب المتظاهرين على الخدمات العامة والوظائف؛ حيث احتلت المطالبة بإنهاء النفوذ الإيراني ووجود المليشيات والأحزاب التابعة لطهران من العراق، جزءاً كبيراً من مطالبات المتظاهرين في مدن جنوب العراق، الأمر الذي يعدّه مراقبون سياسيون رداً من الشارع العراقي على الإرهاب الذي يمارسه النظام الإيراني ضدّ العراقيين طيلة الأعوام الـ 15 الماضية. فيما حاولت إيران الانتقام بطريقتها من هذه الاحتجاجات من خلال المساهمة في تفاقم أزمة الكهرباء بتخفيض مستوى تصدير المياه والكهرباء للعراق إلى الصفر.

صوت العراق

تظاهرات كالسيل الهادر، تؤجج مضاجع حلفاء إيران، وأعداء الشعب العراقي والأمة العربية، في بلاد الرافدين، بدأت قبل أيامٍ قليلة، من قلب مدن الجنوب، النجف والبصرة، واضطرابات وصلت صداها حتى ميسان وبابل والعاصمة بغداد. فقد ارتفع أخيرًا صوت العراق ضد الهيمنة الإيرانية، وتدخلات قائد لواء فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني بشكل خاص، حيث تم تدمير مقر المجلس الأعلى (تيار الحكمة) في بغداد، ومقر حزب الدعوة الذي يترأسه (نوري المالكي) في ميسان، وإحراق مكاتب المحافظين الموالين لإيران، إلى جانب اقتحام مطار النجف، والذي تبعه إعلان إيقافه عن العمل، وكذلك إغلاق الطرق في شوارع مدينة البصرة، وآخرها احتلال مبنى محافظة الناصرية.

ثورة

أحد قادة الاحتجاجات في النجف، قال إن المظاهرات الشعبية في المحافظات الجنوبية من العراق ثورة ضد الظلم والاستبداد والفساد والنفوذ الإيراني في العراق.

الصوت العراقي الذي يعدّ سابقة برفضه للاختراق الإيراني لهذه البيئة في جنوب العراق استوقف المراقبين الذين قرأوا من خلاله بذور تغيير بدأت تنضج بين الفئة الشعبية التي اختنقت من الفساد المالي والإداري وبالخلل الأمني الذي شهد تدهوراً بسبب إيران وسياستها. محللون يرون أن الطائفية والمحاصصة أضاعت حقوق العراقيين، لذا جاءت التظاهرات كإدانة للعملية السياسية القائمة على الفساد والعاجزة عن الخروج من المأزق، مشيرين إلى أن الشارع العراقي أصبح يصرخ بحثًا عن قوة سياسية بعيدة عن الهيمنة الطائفية لإيران، وهو غير راضٍ عن العملية السياسية كلها، ولم يتظاهر احتجاجا على قطع الكهرباء فقط وإنما على الهيمنة الإيرانية أيضا.

وردا على ذلك، أعلن وزير الطاقة الإيراني رضا أردكانيان، تمسك بلاده بوقف تصدير الكهرباء والمياه إلى العراق، وقال في تصريح صحفي أمس «خفضنا مستوى تصدير المياه والكهرباء إلى الصفر»، وهو ما من شأنه أن يفاقم الوضع الراهن في البلاد بشأن قطاع الكهرباء.

Email