إسرائيل تقصف مواقع قرب الجولان واشتباكات بين الأسد والمعارضة في القنيطرة

النظام يسيطر على درعا البلد ويرفع العلم في سمائها

طفل سوري يسير وسط الدمار الذي خلفته غارات النظام وروسيا على ريف درعا ـــ أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

في تطوّر جديد، اقتحم النظام السوري جنوب درعا ورفع العلم قرب مكتب البريد، وفيما قصفت إسرائيل مواقع للأسد قرب هضبة الجولان المحتلة، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأسد ومسلحي المعارضة في محافظة القنيطرة، بينما سيطر تنظيم داعش على بلدة بريف درعا الغربي، بعد اتفاق مع الفصائل. ودخلت قوات النظام جنوب مدينة درعا، ورفعت العلم في المدينة التي شهدت مهد الاحتجاحات ضد حكم بشار الأسد قبل أكثر من سبع سنوات، وفق ما أفاد مصدر في النظام.

ووفق المصدر، فإنّ قوات النظام رفعت العلم قرب مكتب البريد، وهو المبنى الحكومي الوحيد في الجزء من المدينة، الذي كانت تسيطر عليها المعارضة.

وقال مراسل لوكالة الأنباء السورية، إن وحدات من النظام دخلت إلى منطقة درعا البلد، ورفعت العلم في الساحة العامة أمام مبنى البريد.

إلى ذلك، أفادت وكالة الأنباء السورية، بأنّه تمّ التوصّل إلى اتفاق بين النظام والفصائل، يقضي بتسليم الفصائل في درعا البلد أسلحتها. وذكرت الوكالة أنّ الاتفاق ينص على تسليم الفصائل سلاحها الثقيل والمتوسط، موضحة أنّ الاتفاق يشمل مناطق درعا البلد وطريق السد والمخيم وسجنة والمنشية وغرز والصوامع، وأنّه ستتم بموجب الاتفاق، تسوية أوضاع المسلحين الراغبين في التسوية، وخروج المسلّحين الرافضين للاتفاق.

انسحاب وسيطرة

على صعيد متصل، أعلنت المعارضة، سيطرة تنظيم داعش، فجر أمس، على بلدة الحيط الواقعة في منطقة حوض اليرموك بريف درعا الغربي. وأكّد مصدر في الجبهة الجنوبية، أنّ داعش دخل البلدة بعد اتفاق مع الفصائل، يقضي بالسماح لهم بالخروج، مقابل تسليم السلاح الثقيل، مضيفاً: «حاصر التنظيم البلدة من جميع المحاور، بعد أن سيطر على قرية خربة يوبلا، كما شنّ مقاتلوه هجوماً عنيفاً بكافة أنواع الأسلحة». وأسفرت الاشتباكات عن مقتل 16 عنصراً من الفصائل، و12 مقاتلاً في التنظيم، بينهم انتحاريان.

اشتباكات

في السياق، شهدت محافظة القنيطرة، اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة. وقال مصدر عسكري سوري، إن اشتباكات عنيفة يخوضها النظام على أطراف بلدة جبا وتل كروم جنوب شرقي القنيطرة، مع المسلحين الذين يحاولون التسلل إلى أطراف البلدة، مشيراً إلى أنّ اعتداء جديداً استهدف موقعاً عسكرياً في الحي العمالي بمدينة البعث، وآخر على تل القبع شمالي بلدة خان أرنبة. وأكّد المصدر أنّ قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواقع الجيش السوري على طوق خط وقف إطلاق النار، جاء بعد انسحاب عدد من قادة المجموعات المسلحة المرتبطة مع إسرائيل وعناصرهم، بعتادهم العسكري من محافظة درعا إلى القنيطرة.

هجوم في الأثناء، هاجمت إسرائيل مواقع للنظام السوري، أمس، قرب مرتفعات الجولان. وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً قال فيه، إنه أصاب ثلاثة أهداف، رداً على انتهاك طائرة سورية للمجال الجوي، قبل إسقاطها، مشيراً إلى أنّه يحمّل النظام السوري المسؤولية عن الأفعال التي تجري على أراضيه، ويحذّره من أي عمل آخر. ونشرت، إسرائيل، لقطات صورتها طائرات استطلاع باللونين الأبيض والأسود لصواريخ تصيب ما بدا وكأنه كوخ وهيكل من طابقين، وآخر من خمسة طوابق، وسط تضاريس تكثر بها التلال. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية، بأنّ الدفاعات الجوية السورية تصدت للهجوم الصاروخي.

بدورها، ذكرت وسائل إعلام سورية، أن المواقع التي استهدفتها إسرائيل، تقع قرب قرية حضر في محافظة القنيطرة، بالقرب من هضبة الجولان. ونقل الإعلام الرسمي عن مصدر عسكري سوري قوله، إنّ الطيران الإسرائيلي، أطلق عدة صواريخ باتجاه بعض نقاط الجيش في محيط بلدة حضر وتل كروم جبا بالقنيطرة، واقتصرت الأضرار على الماديات.

في الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنّ إسرائيل لن تعمل ضد جهود بشار الأسد لاستعادة السيطرة على سوريا، لكنها ستعمل على ضمان خروج القوات الإيرانية.

وأضاف نتنياهو في إفادة للصحافيين، خلال زيارة إلى موسكو: «لم يكن لدينا مشكلة قط مع نظام الأسد، على مدة 40 عاماً، لم تطلق رصاصة واحدة على هضبة الجولان، جوهر المسألة، هو استعادة حريتنا في العمل ضد من يعمل ضدنا، وإخراج الإيرانيين من الأراضي السورية».

تسليم

أفادت صحيفة «الوطن» التابعة للنظام، أمس، بأن قوات «سوريا الديمقراطية» بدأت تنفيذ بنود ما سمته اتفاقها مع النظام في الحسكة. وذكرت أن «قسد» سلَمت عناصر من النظام حي النشوة، وبدأت الأخيرة بنصب حواجز على أطراف الحي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن تسليم الحي يأتي في سياق تنفيذ بنود الاتفاق بين «قسد» والنظام في المدينة، ويقضي بإزالة أعلام وشعارات الأحزاب الكردية من الشوارع بغية التعاون العسكري بين الطرفين، مشيرة إلى أنّ «قسد» عرضت خلال اللقاءات التي جمعتها مع ممثلين عن النظام تسليم الشريط الحدودي مع تركيا.

زيارة

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن مستشار المرشد الأعلى للنظام الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، الذي يزور موسكو، بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه حمل رسالة خاصة من علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية، بأن ولايتي قام بتسليم بوتين، رسالتين من خامنئي والرئيس الإيراني حسن روحاني. وقال الكرملين، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث مع علي أكبر ولايتي مستشار علي خامنئي الوضع في سوريا، والعلاقات الثنائية.

Email