تقارير «البيان»

توسع في الضربات الاستباقية ضد البؤر الإرهابية في مصر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضربات قاصمة جديدة وجّهتها الداخلية المصرية لإحباط محاولات إثارة الارتباك في الشارع المصري، كان آخرها عملية كشف ملابسات استهداف مدير أمن الإسكندرية السابق، وهي العملية التي قُتل خلالها عناصر إرهابية في مواجهات مع قوات الأمن، وهي عناصر منتمية إلى حركة «حسم»، التي تعد الذراع العسكرية لتنظيم الإخوان الإرهابي، وسط نذر توسّع في مواصلة استراتيجية الضربات الاستباقية خلال المرحلة المقبلة.

عملية مداهمة وكر اختباء العناصر الإرهابية أخيراً عكست مُضيّ الداخلية المصرية في سبيل استهداف الأوكار الإرهابية وتطهير مصر منها، وذلك جنباً إلى جنب مع الجهود التي تبذلها القوات المسلحة المصرية في سيناء. وتعد العملية الأخيرة التي قامت بها الداخلية هي الأولى من نوعها في سياق العمليات الاستباقية في عهد وزير الداخلية الجديد اللواء محمود توفيق، والمعروف عنه أنه صاحب مبادرة استهداف أوكار ومعسكرات العناصر الإرهابية في الصحراء.

استراتيجية أمنية

وكان توفيق في اجتماعه الأول مع القيادات الأمنية عقب توليه مهام الوزارة قد شدد على أهمية اعتماد استراتيجية أمنية تتضمن تطوير مفهوم الردع للعناصر الإرهابية من خلال تكثيف الضربات الاستباقية الوقائية لتلك العناصر؛ الأمر الذي يتطلب تطوير قدرات أجهزة جمع المعلومات وتحليلها وتكامل منظومة تبادل المعلومات مع الجهات المعنية بما يسهم في تفكيك شبكات العمل الإرهابية. وقد جاءت العملية الأخيرة لتصبّ في ذلك الاتجاه، بما يكشف -بحسب مراقبين- عن نذر توسّع في استراتيجية الضربات الاستباقية ضد البؤر الإرهابية في المرحلة المقبلة اتساقاً مع تلك الاستراتيجية.

وبحسب وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري النائب البرلماني اللواء يحيى كدواني، فإن تواصل تلك الضربات القاصمة أدى إلى «تآكل العناصر الإرهابية»، مشدداً في تصريحات له للمحررين البرلمانيين من القاهرة، على أنه من الملاحظ أن عمليات رصد وتتبع العناصر الإرهابية صارت أكثر قوة وتسفر عن تقليص العناصر الإرهابية وتآكلها، وهو أمر يستوجب معه تقديم التحية للداخلية المصرية.

بعد التطورات التي شهدتها مصر منذ عام 2011، استعادت الداخلية المصرية عافيتها بشكل تام، وراحت تُلحق بالعناصر الإرهابية خسائر واسعة في شتى المحافظات المختلفة، وغلف عملياتها خلال الفترة الأخيرة طابع الضربات الاستباقية، التي أفسدت العديد من الخطط التي سعت العناصر الإرهابية إلى تنفيذها لإرباك الشارع المصري، بما في ذلك خطط استخدام الكتائب الإلكترونية لزعزعة الاستقرار في مصر، فقد تم غلق عشرات الصفحات المحرضة وملاحقة القائمين عليها.

عمليات استباقية

وصارت «جميع العمليات التي تنفذها الداخلية ضد البؤر والعناصر الإرهابية حالياً هي عمليات استباقية»، بحسب مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء أسامة الطويل، الذي شدد على أن تلك العمليات تتزامن مع إجراءات مماثلة لملاحقة العناصر الإجرامية فيما يعرف بـ«الأمن الوقائي»، وقد كان لتلك الاستراتيجية المرنة نتائج ملحوظة في الشارع المصري. وتتزامن تلك الضربات القاصمة للعناصر الإرهابية أيضاً مع نجاحات واسعة في إطار ملاحقة العناصر الإجرامية، وكذا قضايا التحريض على العنف عبر الإنترنت، ذلك أن جهود قطاع نظم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد أسفرت خلال أسبوع واحد فقط (الأسبوع الماضي) عن ضبط 49 قضية متنوعة، وفق بيانات وزارة الداخلية المصرية.

تنسيق

أعرب المستشار النمساوي زباستيان كورتس عن تطلعه إلى تعزيز التنسيق مع مصر خلال فترة الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي، سواءً على المستوى الثنائي وكذلك في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية التي تهم مصر ودول الاتحاد الأوروبي.جاء ذلك خلال استقبال وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس في إطار الجولة الأوروبية الحالية التي يقوم بها الأخير والتي شملت ألمانيا والنمسا. وكشف الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبوزيد أن قضيتي الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب استحوذتا على جانب من لقاء وزير الخارجية بالمستشار النمساوي.

Email