أعمدة الدخان تتصاعد من مناطق سيطرة المعارضة في درعا ـــ أ.ف.ب

600 ضربة جويّة على بلدات درعا في 15 ساعة

صعّد النظام وروسيا من حملتهما العسكرية على درعا، بإمطار المحافظة بأكثر من 600 ضربّة جويّة خلال 15 ساعة، وفيما أسفرت المعارك عن مقتل 30 جندياً لنظام الأسد، كشفت مفوضية اللاجئين عن نزوح 320 ألف مدني، منوّهة إلى أنّ الضربات تعرّض حياة 750 ألفاً للخطر.

ودكّ النظام السوري وروسيا، محافظة درعا، بأكثر من 600 ضربة جويّة خلال 15 ساعة، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء الهجوم على المنطقة منذ أكثر من أسبوعين، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس.

وأحصى المرصد تنفيذ أكثر من 600 ضربة جوية بين غارات وقصف بالبراميل المتفجرة منذ ليل الأربعاء. وقال مديره رامي عبد الرحمن: «يحول الطيران السوري والروسي هذه المناطق إلى جحيم، لافتاً إلى قصف هستيري على ريف درعا في محاولة لإخضاع الفصائل، بعد رفضها الاقتراح الروسي لوقف المعارك خلال جولة التفاوض الأخيرة».

قتلى نظام

في الأثناء، أعلنت المعارضة، عن قتل 30 عنصراً من قوات النظام غرب درعا. وقال قائد عسكري في الجبهة الجنوبية التابعة للمعارضة:«تصدت قواتنا لهجوم قوات النظام على جبهة القاعدة الجوية غرب مدينة درعا وقتلت أكثر من 30 عنصراً بينهم أربعة ضباط»، مضيفاً: «يستخدم النظام سياسة الأرض المحروقة في هجومه حيث قصف بأكثر من 400 صاروخ خلال 24 ساعة الماضية، وشنّ أكثر من 350 غارة جوية على صيدا وطفس والنعيمة والطيبة وتصيب في ريف درعا الشرقي والغربي». وأكد القائد العسكري، أنّ الطائرات الحربية الروسية قصفت مخيماً للنازحين في المنطقة الحرة على الحدود السورية الأردنية قرب معبر نصيب.

بدوره، قال مصدر عسكري سوري، إنّ قوات النظام سيطرت على بلدة صيدا في ريف درعا الشرقي، بعد معارك عنيفة مع مسلحي المعارضة، وبسطت سيطرتها على أغلب كتيبة الدفاع الجوي جنوب شرق البلدة، مشيراً إلى أنّه وبعد السيطرة على بلدة صيدا والتقدم باتجاه كتيبة الدفاع الجوي، أصبح أكثر من 70 في المئة من ريف درعا الشرقي تحت سيطرة النظام.

مأساة مدنيين

وفيما أفاد المرصد السوري، بأنّ 150 مدنياً قتلوا، ذكرت المعارضة، أمس، أنّ ستة مدنيين من عائلة واحدة قتلوا في قصف جوي شنته الطائرات السورية والروسية على صيدا جنوب درعا. وقال مصدر في المعارضة بدرعا، إن بين القتلى أربعة أطفال سقطوا جميعاً نتيجة استهداف بلدة صيدا بعشرات الغارات الجوية الروسية السورية بعد منتصف الليل.

نزوح

إلى ذلك، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مركز المصالحة السورية الذي تديره موسكو قوله، أمس، إنّ أكثر من 5000 سوري غادروا منطقة خفض التصعيد في جنوب غرب سوريا في الأربع والعشرين ساعة الماضية.

إلى ذلك، أشارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أمس، إلى أنّ نحو 320 ألفاً نزحوا بينهم 60 ألفاً في مخيمات على الحدود مع الأردن.

وأعلن المفوّض السامي، فيليبو غراندي، أنّ الضربات الجوية الكثيفة تعرّض حياة 750 ألف شخص للخطر، مضيفاً: «أدعو جميع الأطراف لمضاعفة الجهود لوقف الأعمال القتالية والسماح لفرق المساعدات الإنسانية بتوصيل المساعدة المنقذة للحياة وإيواء وإخلاء المصابين»، منادياً بإيجاد حل سياسي. ودعا غراندي، الأردن إلى فتح حدوده للسماح للسوريين الفارين بالدخول، مردفاً: «كما ينبغي على المجتمع الدولي إمداد الأردن بالمساعدة الفورية لاستضافة اللاجئين الجدد».

تجنّب مخاطر

في السياق، أعلنت وزيرة الإعلام الأردنية، جمانة غنيمات، أن الأردن اتخذ قرار إغلاق الحدود لحماية أمنه، وتجنب أية مخاطر قد تهدد أمنه.

وأضافت أنّ المطلوب من المجتمع الدولي والأمم المتحدة أن يقوما بدورهما في إغاثة اللاجئين والضغط باتجاه التوصل لحل سياسي، وعدم التخلي عن دورهما الأساسي والمهم في إنهاء العنف والقتل، مشيرة إلى أنّ الحل ليس في فتح الحدود، بل التوصل لحل سياسي. وأكّدت أنّ الأردن مستمر بواجبه الإنساني في إيصال المعونات الإغاثية للنازحين في الداخل السوري.

رفض روسي

سياسياً، رفضت روسيا، مساء أمس، أن يصدر مجلس الأمن الدولي بياناً عن الوضع في جنوب غرب سوريا، وفق ما أفاد دبلوماسيون إثر اجتماع طارىء للمجلس دعت له الكويت والسويد.

وقال السفير الروسي في الامم المتحدة فاسيلي نيبنزيا: لا تصريحات للصحافيين، نحن نركز على المعركة ضد الارهاب، فيما أورد دبلوماسي آخر، أنّ جهوداً كبيرة بذلت لتوافق موسكو على صدور بيان محوره المساعدة الإنسانية، ولكن بلا جدوى.

وقال مصدر دبلوماسي آخر لم يشأ كشف هويته، أنّ الغربيين وخصوصا ًالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومجمل أعضاء المجلس أظهروا وحدة قوية تنديداً بالهجوم العسكري وتداعياته الانسانية. وأضاف أنّ روسيا كانت معزولة.