أعلن مقتل 626 حوثياً وتدمير 253 موقعاً خلال أسبوع

التحالف:الحوثي يتقهقر والسيطرة على صعدة والحديدة وشيكة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد العقيد طيار ركن تركي المالكي، الناطق الرسمي باسم قوات «التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن»، أن العمليات العسكرية التي ينفذها الجيش اليمني وقوات المقاومة المدعومة من قيادة قوات التحالف تواصل تحقيق النجاحات والانتصارات في عديد الجبهات في الداخل اليمني وتشهد تقدماً كبيراً ومستمراً بشكل متزامن ومدروس، في مختلف المحاور والمواقع، سواءً في الحديدة وصعدة وميدي وحجة ونهم؛ ما أسهم في فرض سيطرتها على تلك الجبهات، كما أعلن مقتل 626 عنصراً من ميليشيا الحوثي في الجبهات كافة، إضافة إلى تدمير 253 موقعاً ومعدة عسكرية للميليشيا، خلال أسبوع.

ونوّه المالكي خلال مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في نادي ضباط القوات المسلحة بالرياض، إلى الخسائر الكبيرة التي تكبدتها ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ما أدى إلى تقهقرها وتمزيق صفوفها، الأمر الذي جعلها عاجزة عن الصمود، أو التعامل مع هذا الموقف الحرج جداً الذي تتضاعف صعوبته بصورة سريعة وعلى جميع المستويات.

وحضّ المالكي في رسالة من قيادة قوات التحالف إلى الشعب اليمني على ضرورة تنبه المواطن اليمني إلى الأكاذيب التي تروج لها هذه المليشيا الإرهابية الطائفية المدعومة من إيران وادعائها أنها تسيطر على الموقف العسكري بهدف الترهيب والتغرير به للانخراط في صفوفها التي تروج خلالها لطائفية مقيتة لن يجني منها اليمنيون إلا الفرقة و خسارة كل ماهو وطني وهي ميليشيا غوغائية وفوضوية باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة، ووصلت إلى أسوأ حال مؤكدا أن الأمن و الأمان و عودة الحياة للشارع اليمني تتطلب حزما وعزما وتصميما على الوقوف خلف الحكومة اليمنية الشرعية التي تبذل جهودا كبيرة في سبيل استعادة الأراضي اليمنية التي عاثت فيها هذه المليشيا الإرهابية فسادا وخرابا، على مستوى الثروات والأرض والإنسان.

وعن التقدم الذي تحرزه قوات التحالف والجيش اليمن وقوات المقاومة في كل من الحديدة وصعدة أكد أن السيطرة على مطار الحديدة باتت وشيكة جدا، خصوصا بعد إحكام السيطرة على المنافذ الرئيسية للمدينة موضحا أن ميناء الحديدة يشكل هدفا استراتيجيا عسكريا ستكفل الخطة الحربية الموضوعة استعادته وتطهيره من عبث هذه المليشيا الإرهابية المدعومة من إيران التي تستقبل من خلاله الأسلحة المقدمة لها من إيران، وتعمد بواسطتها إلى إثارة الفوضى والفساد في اليمن، وتواصل عبثها عبر الأعمال الإرهابية التي تمارسها وتستهدف وتهدد بها الملاحة البحرية في مضيق باب المندب.

وأشار المالكي إلى العملية والجهود السياسية في اليمن، التي كان آخرها زيارة مارتن غريفيث إلى اليمن، في بداية شهر يونيو والتقى خلالها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وبعض ممثلي دول المنطقة، قبل أن ينتقل إلى صنعاء، التي اصطدمت جهوده ومختلف المبادرات المقدمة ضمن الإطار العام لإيجاد حل سياسي في اليمن برفض وتعنت الميليشيا الحوثية، وهو ذات الأمر الذي قوبلت به جهود المبعوث السابق للأمم المتحدة إسماعيل ولدالشيخ أحمد وتعذر إيجاد حل للأزمة اليمنية بسبب رفض الميليشيا الحوثية وعدم الحرص أو الاهتمام بإيجاد حلول على أرض الواقع للخروج من الأزمة اليمنية، عبر تقديم مصلحة الشعب اليمني.

و أكد المالكي أن هذا كله ورد في الإحاطة الأخيرة بمجلس الأمن من المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولدالشيخ أحمد و ذكر فيها صراحة رفض الميليشيا الحوثية للجهود السياسية كافة وتعمد عرقلتها للحل السياسي مشيرا إلى القرار 2140 المتعلق بمعرقلي العملية السياسية في اليمن، ووجود بعض الأسماء من الميليشيات الحوثية في قائمة المسؤولين عن تعطيل وعرقلة الحل السياسي.

و استعرض جهود قيادة قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن، فيما يتعلق بتأمين عمل المنظمات الإنسانية الدولية في كل الأراضي اليمنية، وحماية الطرق و الممرات الخاصة بخطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن، ومنح التصاريح للحملات والشحنات المحملة بالمساعدات الإغاثية والإنسانية عبر المنافذ البرية و الجوية و البحرية التي شملت خلال الإسبوع الماضي 65 رحلة طيران أقلت أكثر من 4000 راكب و41 تصريحا لسفن رست في عموم الموانئ اليمنية وتصريحا واحدا لشحنة مساعدات قادمة عن طريق البر.

وأوضح أن المساعدات القادمة لليمن تضمنت مشتقات نفطية وخدمات علاجية وغذائية وإيوائية، منوها في هذا الصدد بالجهود الإنسانية التي تبذلها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي و مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية وباتت انموذجا عالميا للبذل والعطاء الإنساني، لاسيما بتواصلها عبر الكثير من المبادرات التي أعلن عن أحدثها قبل أيام حيث تقرر أن تستهدف الأراضي اليمنية عموما، ومدينة الحديدة على وجه الخصوص مؤكدا أن هذه المبادرة تأتي ضمن مبادرات إنسانية جمة دأبت دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على تبنيها و الإعلان عنها وتنفيذها بصفة مستمرة وبأشكال متعددة، ترنو من خلالها و تطمح إلى دعم وتطوير البنى التحتية وإثراء الحركة والتنمية الاقتصادية والطبية، وتوفير الأمن الغذائي، بما يضمن النهوض بالوضع المعيشي والصحي لمواطني الجمهورية اليمنية الأشقاء الأمر الذي أسهم في تحسن كبير وملموس على صعيد الحالة المعيشية للمواطن اليمني، خصوصا في الأراضي التي استعادتها الحكومة اليمنية، وباتت بيئتها تسمح وتشجع على البذل والعطاء وتقديم عمل متكامل وفق أحدث الآليات ووافر الإمكانات المادية والبشرية.

وحول العمليات العسكرية على الشريط الحدودي المتاخم للحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية، لفت المالكي إلى تمكن قوات التحالف من تأمين مواقع كثيرة وبمساحات كبيرة على هذا الشريط الحدودي، وتطهيرها تماما من المحاولات العبثية الفاشلة للتسلل إلى داخل حدود المملكة التي ما فتئت تعمد إليها مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران ودائما ما كانت تقابل بردعها وإحباطها بقسوة عبر استهدافها بحزم وعزم عبر العديد من الأساليب الحربية والعسكرية التي تعتمد على المراقبة بأحدث الآليات، وتبرز منها مقاتلات الأباتشي الأمر الذي دفع هذه المليشيا المضطربة والمنهارة في كل المواقع إلى اللجوء يأسا إلى محاولات التهريب التي قوبلت هي الآخرى بذات القوة الرادعة والصارمة. وقدم المالكي عرضا مرئيا تضمن جملة من عمليات الاستهداف العسكرية من قوات التحالف لمركبات المليشيا المدعومة من إيران وعرباتها المستخدمة للإمداد و مواقع متفرقة لهت بالسلاح في الداخل اليمني وبالقرب من الشريط الحدودي جنوب المملكة العربية السعودية، والتي يتمركز بها ثلة من بقايا عناصر هذه المليشيا التي تلفظ أنفاسها الأخيرة.

وأكد استمرار قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن بالعمل على جميع المستويات عسكريا وإنسانيا، بما يضمن النجاح لجميع المنظمات الأممية والعالمية العاملة الهادفة إلى تحسين البنية التحتية في اليمن من جهة و تقديم العمل المتواصل و الجهود الحثيثة الرامية إلى عودة الأمن والآمان والاستقرار لليمن الشقيق وبما يتماشى مع القوانين والأعراف الدولية والإنسانية.

وفي هذا السياق، شدد على أن إدخال المساعدات مستمر عبر الحديدة وكل المناطق اليمنية رغم العمليات القتالية. وكشف أن المساعدات للشعب اليمني مستمرة، وقد وصلت إلى نحو خمسة ملايين مستفيد. كما كشف أن التحالف يواصل إعطاء التصاريح البحرية والبرية والجوية لدخول اليمن.

وفي سياق آخر، أكد المالكي أن الجيش اليمني على مشارف إحكام الطوق على صعدة، مضيفاً أن الميليشيا تلقت هزائم كبيرة في هذه الجبهة.

في السياق ذاته، أعلن المالكي السيطرة على كل المناطق المحيطة بمديرية الملاحيظ، تمهيداً لاقتحامها وطرد الميليشيا منها، وأيضاً لمنع الميليشيا من استخدامها قواعد خلفية لتهديد الأراضي السعودية. وأكد المالكي في وقت سابق من يوم أمس إن الميليشيا الحوثية تجهد في تغطية خسائرها عبر الدعاية الكاذبة، خاصةً فيما يتصل بمعركة تحرير الحديدة.وأضاف، في مؤتمر صحافي، في الرياض أن المبعوث الأممي، مارتين غريفيث، يحاول إقناع الحوثيين بتسليم ميناء الحديدة، إلا أن الميليشيا الحوثية تواصل «تعنّتها بتسليم مدينة الحديدة».وشدد على أن «تحرير مدينة الحديدة ومينائها حق أصيل للحكومة اليمنية بناء على القوانين الدولية ووفق القرار 2216»، موضحاً أن تحرير الحديدة سيؤدي إلى «قطع الأيادي الإيرانية»، إذ سيوقف تهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين، كما سيساعد على إيصال المساعدات.وفي هذا السياق، شدد المالكي على أن إدخال المساعدات مستمر عبر الحديدة وكل المناطق اليمنية برغم العمليات القتالية، كما كشف أن التحالف يواصل إعطاء التصاريح البحرية والبرية والجوية لدخول اليمن.

خنادق عسكرية

حوّلت ميليشيا الحوثي الإيرانية شوارع الحديدة إلى خنادق عسكرية تسببت في تدمير البنية التحتية التي تعاني مسبقاً التدهور في ظل حكم الحوثي، كما احتجزت الميليشيا السكان في الأحياء السكنية، ورفضت السماح لهم بالخروج، في خطوة تؤكد استخدام الحوثي المدنيين دروعاً بشرية، في وقت استقدمت المقاومة اليمنية، بدعم من التحالف العربي، تعزيزات عسكرية ضخمة لحسم معركة المطار التي ما زالت بعض الجيوب الحوثية تنشط في محيطها.

وقال سكان وشهود لـ«البيان» إن الميليشيا الإرهابية استمرت في حشد مقاتليها وإقامة المزيد من المتاريس وحفر الخنادق في الأحياﺀ والشوارع الرئيسة مستمر، كما نصبت الحواجز الخرسانية والسواتر الترابية في حارة اليمن وشارع الكورنيش وسوق السمك، وفي الشوارع المؤدية إلى منصة الاحتفالات ومطار المدينة الخاضعين لسيطرة القوات المشتركة. وحسب المصادر، فإن الميليشيا، التي تحتجز السكان دروعاً بشرية، تصرح بأنها تستعد لحرب شوارع طويلة في المدينة، وهو ما يخالف كل تلميحات قادة الميليشيا بإمكانية القبول بخطة السلام المقترحة دولياً التي تنص على انسحاب الميليشيا ابتداء من الحديدة، ووضعها تحت إشراف الأمم المتحدة.

تعزيزات المقاومة

في المقابل، استقدمت القوات اليمنية المشتركة تعزيزات عسكرية ضخمة لحسم معركة مطار الحديدة. وتحاصر القوات المشتركة ميليشيات الحوثي التابعة لإيران، التي تتحصن داخل مطار الحديدة، من معظم الجهات، بعد أيام من المعارك بين الطرفين، تكبّد خلالها المتمردون خسائر بشرية كبيرة. وتشير الخطوة الحوثية إلى استخدام المدنيين داخل الحديدة دروعاً بشرية، في المعارك التي تشهدها المدينة. ورصدت القوات المشتركة محاولات حوثية للتسلل إلى مواقع القوات اليمنية، من أجل شن هجمات جنوبي الحديدة. إلى ذلك، أكدت مصادر طبية استقبال مستشفيات صنعاء والحديدة المئات من القتلى والجرحى من جراء المواجهات الدائرة في وسط المطار وفِي مناطق بيت الفقيه والدريهمي.وقالت المصادر إن أكثر من 90 جثة ومئات الجرحى لعناصر من الميليشيا وصلت إلى المستشفى العسكري بصنعاء، وإن ثلاجات عدة لمستشفيات صنعاء باتت عاجزة عن استقبال المزيد من قتلى الميليشيا.

مقتل قيادات

من جهة أخرى، أسفرت معركة الحديدة عن مقتل مزيد من قيادات ميليشيا الحوثي ، بالتوازي مع خسائرها الميدانية الكبيرة والمتسارعة. واعترفت الميليشيا بمقتل اثنين من قياداتها الميدانية البارزة، وهما من محافظة صعدة المعقل الرئيس للحوثيين، بخلاف سقوط عشرات آخرين لم تعلن عنهم. ونعت «وزارة الداخلية» في حكومة الحوثيين الانقلابية غير المعترف بها دولياً مقتل يحيى علي حادر وعيضة علي العويري.

كما كشفت وكالة الحوثيين عن وفاة نجل عضو البرلمان محمد صالح الناحية، إثر ذبحة صدرية، وهو يقاتل في جبهة الساحل الغربي، بحسب زعمها.في السياق، أكدت مصادر ميدانية مقتل القيادي الحوثي كليب محمد الأبيض في المواجهات الدائرة بمحيط مدينة الحديدة، وذكرت أن الأبيض، وهو أحد المقربين من القيادي الميداني للميليشيا، أبو علي الحاكم، قاد مجاميع حوثية كتعزيزات لحماية مطار الحديدة، قبل أن يلقى حتفه مع عشرات آخرين.

Email