سياسيون بحرينيون لـ«البيان»:

تسييس قطر لـ«العمرة» امتداد للتدخلات الإيرانية

Qatar163

ت + ت - الحجم الطبيعي

شجب سياسيون بحرينيون ادعاءات تنظيم الحمدين، عن منع المعتمرين القطريين من أداء فريضة العمرة، موضحين بأنها محاولات مفضوحة تتكامل مع التدخلات الإيرانية في شؤون المملكة العربية السعودية، وللنيل من أمنها القومي.

وأوضحوا في تصريحات لـ«البيان» من العاصمة البحرينية المنامة، بأن «ملف تدويل المقدسات ليس سوى ورقة مساومة واحتيال قطري، وهو أمر غير مجد، حتى تلتزم حكومة الدوحة بتنفيذ مطالب دول المقاطعة، التي تضمن للدول الأربع حقها في الأمن السيادي».

تدويل مستنكر

ووصف عضو مجلس النواب البحريني محمد المعرفي الممارسات القطرية لتدويل الشعائر الدينية بالسعودية بالمؤثمة، مضيفاً: «هذه المحاولات الاستفزازية تعكس التصعيد القطري غير المبرر مع دول الجوار، والمحاولة المستميتة لإحراج المملكة العربية السعودية، ودفعها للخروج عن ضبط النفس، وإحياء الحلم الإيراني القديم بتدويل الحرمين». وأكمل المعرفي بتصريحه لــ«البيان» أن منع تنظيم الحمدين للقطريين مؤخراً من أداء مناسك العمرة، ومحاولتها المتكررة تحميل السعودية مسؤولية هذا الجرم، يعكس حجم الظلم والجور والضيم الذي يعانيه الشعب القطري تحت حكومة الإرهاب بالدوحة، التي لا تنظر للأخلاقيات والقيم وروابط الدم والقربي بطرف عين.

وتابع: «تاريخ المملكة العربية السعودية ناصع البياض بتسهيل وصول الحجاج والمعتمرين، وما يقابل ذلك من ممارسات قطرية هو لتشويه صورة السعودية، واعتبار ملف التدويل ورقة مساومة وضغط، وهو أمر غير مجد، حتى تلتزم حكومة الدوحة بتنفيذ مطالب دول المقاطعة، التي تضمن للدول الأربع حقها في الأمن السيادي».

تدخل قسري

إلى ذلك، قال المحلل السياسي أحمد جمعة بأن ادعاءات قطر تهدف لذر الرماد على العيون، وصرف النظر عن واقع ممارسات تنظيم الحمدين في الخليج والمنطقة العربية ككل، عبر الدعم المستمر للإرهاب، وتغذية لمجاميعه المنتشرة باليمن وسوريا والعراق وغيرها، تحقيقاً لسياسات زعزعة الأمن والاستقرار التي تنتهجها، بتدخلها القسري بشؤون الدول الأخرى.

وأكد جمعة بأن السياسات القطرية لا تختلف قيد أنملة عن نظيرتها الإيرانية، بل هي نسخة مشوهة منها، مضيفاً: «كل هذه الممارسات تؤكد صحة قرار الدول الأربع بالمقاطعة، وثباتها على المطالب المشروعة».

وأردف: «أبواب الحرمين الشريفين مفتوحة لجميع المسلمين، بشتى بقاع الأرض، وهو نهج حكيم متبع منذ قرون، ولا يمكن لدولة حديثة أن تزيف هذا الواقع التاريخي، عبر حزمات من الهراء تبث عبر قناة فضائية معزولة، الكل يعي طبيعة أجنداتها، وأهدافها، ونواياها».

سلوكيات التآمر

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي عثمان الماجد بأنه وبعد عام من المقاطعة، لا يزال تنظيم الحمدين المجرم يتبع نهج الفوضى والعبث السياسي، المتاجرة بالشعائر الدينية (الحج والعمرة) أحدها، بل هو في طليعتها.

وأضاف الماجد: «هذا النهج الرخيص يهدف بالأساس للإخلال بالأمن القومي السعودي، عبر التزام حكومة قطر بسلوكيات التآمر المفضوحة للعالم، وبث الفوضى والإرهاب الأسود بالسعودية وبقية دول المنطقة، تنفيذا لإملاءات دول الاستكبار العالمي، وبصورة تؤكد تحول قطر لمستعمرة من مستعمرات الإسلام السياسي، بشقيه الأخونجي، والإيراني».

وتابع: الأزمة القطرية مرشحة للاستمرار لعام آخر، لأن هنالك مكابرة واضحة من قبل الأقطاب الراديكالية بالحكومة القطرية هو مواجهة الوقائع والأخطاء، وإعادة تصحيح مسارها بالشكل الذي يتواءم مع الصف العربي نفسه، وعليه ينبغي النظر بتمعن بتركيبة حكومة الدوحة (المصطنعة)، لتخليص الشعب القطري من مجموعة المراهقين بها، على رأسهم وزير الخارجية، ووزير الدفاع.

مساعٍ قديمة

وكانت الدوحة قد أرسلت العام الماضي عبر ما تعرف باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بقطر، شكوى إلى المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة. الشكوى القطرية تدعي وضع السلطات السعودية عراقيل وصعوبات أمام حجاج قطر من المواطنين والمقيمين لأداء مناسك الحج. وقامت السلطات القطرية بإغلاق التسجيل الالكتروني لمواطنيها الراغبين في الحج وشنت حملة واسعة النطاق في كافة وسائل إعلامها ومواقعها الشبكية إضافة إلى حملات مشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم فيها أن المملكة العربية السعودية وضعت قيوداً على قيام المواطنين القطريين بالحج وذلك على الرغم من إعلان المملكة عن ترحيبها بالمعتمرين والحجاج القطريين، وتوفير كافة التسهيلات لهم مع إمكانية قدومهم برحلات مباشرة من قطر على أي ناقلة باستثناء الخطوط القطرية.

لم تقف تكتيكات «تنظيم الحمدين» عند هذا الحد فلجأ إلى حسابات مشبوهة على مواقع التواصل الاجتماعي في محاولات مستميتة لاستعطاف العالم بالباطل. وأجمع مسؤولون ومواطنون خليجيون أنه على خطى إيران سار «تنظيم الحمدين» سالكاً نفس الدرب وادعى زوراً تضييق السلطات السعودية على الحجاج والمعتمرين القطريين وطفق إعلامه المسعور في كيل الاتهامات للمملكة لصرف الأنظار بعد أن استفحلت باقتصاده «آثار المقاطعة»، ومحاولة عبثية لاستغلال الشعائر في الخلاف السياسي وحصد مكاسب سياسية وإعلامية لن ينال منها سوى الهشيم.

وعملت قطر جاهدة على تضليل الرأي العام والترويج لأكاذيب يفندها الواقع، سعت بكل ما أوتيت لتصدير صورة المظلومية العبثية وترسيخها في الأذهان بالافتراء على المملكة وتصويرها في دور من يقف عائقاً بين الحجاج القطريين والبيت الحرام، سعت جاهدة إلى الخلط بين إجراءات السعودية بمنع «الخطوط القطرية» من دخول أجوائها وأنّ على الحجاج الوصول عبر خطوط الطيران الأخرى دون استثناء، وتصوير ذلك على أنّه تضييق وهي حجة من الوهن والضعف بمكان.

غضب

عبر القطريون عن غضبهم لتصرفات تنظيم الحمدين بخصوص تسييس الشعائر المقدسة منذ المحاولات الأولى العام الماضي، وجاءت التغريدات في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في وسم حمل عنوان «#شعب_قطر_يناشد_تميم_لفتح_الحج» أن لا تكون قطر من الأذرع الإيرانية في المنطقة ليصل الحقد على السعودية بمنع المواطن القطري من أداء فريضة الحج.

Email