أوراق الفساد الكروي في قطر تتساقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

على مدار عام تساقطت الأوراق الكروية القطرية ورقة بعد أخرى، بسبب العزلة المفروضة عليها، وبسبب تكشف الحقائق وظهور الدلائل على عمليات الفساد الممنهجة، والتي تنتهجها الإمارة الخليجية، بدأت تجني حصيلة أفعالها على المستوى الرياضي.

تراجع فريق باريس سان جرمان، المملوك لقطر على المستوى القاري، وسقط مفضوحاً في دوري أبطال أوروبا، وهو الآن يستجدي الجميع في الاتحاد الأوروبي لمحاولة الهروب من قاعدة اللعب المالي النظيف، والتي طالما تغنى رئيس النادي الفرنسي بتحديه لتلك القاعدة، ولكنه بات الآن على مشارف الإيقاف أوروبياً، بعدما فشلت كل حيل الرعاية المشبوهة لضخ الأموال في النادي الفرنسي لتجنيبه القاعدة المالية، بموازنة المصروفات مع الدخل، وبات بيع نيمار البرازيلي الذي اشتراه سان جرمان بـ220 مليون يورو، وكليان امبابي الفرنسي الذي تعاقد معه قادما من موناكو بـ180 مليون يورو، بات هذا البيع وشيكاً لتوفير سيولة مالية للنادي يخرج بها من مأزق اللعب المالي النظيف والعقوبات الأوروبية المنتظرة.

خليجي

وواجهت قطر العزلة إقليمياً، ما جعلها تتخلى عن تنظيم بطولة كأس الخليج في نسختها الـ23 في ديسمبر الماضي لفائدة دولة الكويت، والتي ظهر فيها المنتخب القطري هزيلاً رغم امتلاكه كتيبة من اللاعبين الأجانب المجنسين.

المونديال

وعلى الصعيد العالمي، تم الكشف عن فضيحة اعتماد قطر على الأموال القذرة في سبيل الفوز بتنظيم كأس العالم 2022، حيث أكدت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أنها حصلت على عدد كبير من الوثائق تثبت تلقي بعض كبار مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم ما مجموعه خمسة ملايين دولار في مقابل دعم ملف قطر لاستضافة المونديال.

وذكرت الصحيفة في تقرير نشر في الصفحة الأولى تحت عنوان «مؤامرة لشراء كأس العالم» أن القطري محمد بن همام نائب رئيس الفيفا والعضو في اللجنة التنفيذية سابقاً، سعى نيابة عن بلاده لحشد التأييد قبل التصويت الذي جرى في ديسمبر عام 2010، وأشارت إلى أن بن همام قام بدفع أموال لكبار مسؤولي كرة القدم في أفريقيا وكذلك الترينيدادي جاك وارنر والتاهيتي رينالد تيماري، عضوي اللجنة التنفيذية للفيفا السابقين عن اتحاد أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم (كونكاكاف) ومنطقة أوقيانوسيا.

ويبدو أن أيام مونديال قطر باتت معدودة، حيث أشارت تقارير أميركية إعلامية نية الاتحاد الدولي فتح ملف قطر 2022 مجدداً، بعد الانتهاء من زحام تنظيم كأس العالم 2018 في روسيا، وهو الشغل الشاغل للاتحاد الدولي للعبة في الوقت الحالي، حيث سيفتح «فيفا» ملف قطر ليبدأ في دراسة البلدان البديلة لاستضافة المونديال، والتي لن تخرج عن استراليا أو أميركا، واللتين أبديتا استعداداً للاستضافة بعد ثبوت الفساد القطري.

فساد ورشى

وعلى جانب قناة "بي إن سبورت" واستحواذها على البث الرقمي لمباريات كأس العالم، تلقى القطري ناصر الخليفي رئيس قنوات بين سبورت ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي، صدمة قوية بعد إعلان الادعاء السويسري تورطه في قضايا فساد ورشاوى خاصة بحقوق بيع مباريات كأس العالم.

ويأتي تورط الخليفي بعدما تلقى الادعاء السويسري أدلة حول تلقي جيروم فالكيه الأمين العام السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بعض العمولات غير المعلنة من الخليفي فيما يتعلق بمنح حقوق الإعلام لبعض البلدان في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2018 و2022 و2026 و2030 واتصالات من ناصر الخليفي في منح حقوق النقل التليفزيوني لبعض الدول في نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 2026 و2030.

معايير العمالة

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، وإنما ارتفعت أصوات النقابات والاتحادات والمنظمات العمالية والحقوقية للتنديد بالوضع المذري للعمالة الأجنبية التي تتولى العمل في إعداد البنى التحتية لكأس العالم.

وطالبت ست منظمات حقوقية على مستوى العالم في نوفمبر الماضي، بتدخل الأمم المتحدة في ملف استضافة كأس العالم 2022، وإيقاف التجاوزات التي قامت بها قطر لتنظيم البطولة، وما حدث عقب ذلك من مخالفات لا سيما في حقوق الإنسان، وما تعرضت له العمالة المنفذة للمشاريع الإنشائية.

وكانت لجنة الإنصاف الدولية لضحايا العمال لبطولة كأس العالم 2022 بقطر قدمت تقريراً إلى منتدى الأمم المتحدة للأعمال التجارية وحقوق الإنسان 2017 بعنوان «قطر لا تحترم حقوق عمال بناء المنشآت الرياضية في كأس العالم لكرة القدم 2022»، بمقر الأمم المتحدة بجنيف.

تركيز

وركز التقرير الذي قدمته اللجنة على أبرز النقاط المهمة في المخالفات التي ارتكبتها قطر للحصول على تنظيم كأس العالم، وما جاء بعد ذلك من انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والتجاوزات التي حدثت خلال السنوات الماضية في عملية إنشاء الملاعب الخاصة بالبطولة، إذ قدم رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا عبدالرحمن نوفل التقرير الذي تضمن تسمية كأس العالم 2022 بقطر «كأس العالم للعار»، إذ إن أبرز النقاط: عمال كأس العالم 2022 في قطر يعاملون كالعبيد، حوادث الوفاة بين عمال كأس العالم 2022 بقطر ترتفع يوميا وقطر تتستر عليها، قطر لا تلتزم بالمعايير الدولية في حماية العمال بكأس العالم 2022 من حوادث العمل، يجب سحب بطولة كأس العالم 2022 من قطر، فساد قطر وشراء الذمم هو الطريقة الوحيدة لإسكات الأصوات المعارضة لبطولة كأس العالم 2022.

Email