سالم بونوة ورفيقه ذهبا ليرفعا أذان الفجر فاصطادهما الإرهابيون

ت + ت - الحجم الطبيعي

اهتز الجزائريون على وقع جريمة بشعة، تمثلت في مقتل مؤذنين بمسجد ذبحاً في خامس أيام رمضان حينما اتجهت جماعة إرهابية غير معلومة العدد إلى مسجد صغير بقرية وادي السبع من دائرة رأس الماء الواقعة على بعد 120 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة سيدي بلعباس، وهناك عثرت على المؤذن المتطوع سالم بونوة (64 عاماً) عندما كان يستعد لرفع أذان الفجر، وهجمت عليه، وقتلته، ونكلت بجثته.

جاء وقت الصلاة، ولم يستمع السكان المحليون لصوت الأذان، فحسبوا أن ظرفا طارئا منع بونوة من الذهاب إلى المسجد، ما جعل غانم الأخضر (68 عاماً) الذي كان يقوم بتعويضه في غيابه، يتجه إلى المسجد ليرفع الأذان، ولكن حظه لم يكن أفضل من سابقه.

وقالت مصادر أمنية إن جماعة إرهابية أقدمت فجر الاثنين الماضي على ذبح مؤذن ومساعده بمسجد بقرية وادي السبع بالقرب من دائرة رأس الماء، حيث تعرف هذه المنطقة الجبلية، بانتشار فلول الجماعات الإرهابية التي لا تزال تنشط منذ العام 1993 عبر مثلث الموت.

وأضافت أن إرهابيين مسلحين بسواطير أقدموا على اقتحام المسجد قبيل دقائق فقط من موعد أذان الفجر، وقاموا باغتيال المؤذن المتطوع سالم بونوة وهو سائق بلدي متقاعد، الذي عثر على رأسه مفصولاً عن جسده وسط أسوار المسجد، إضافة إلى المتقاعد من سلك الحرس البلدي غانم الأخضر الذي لقي المصير ذاته أمام منبر إمام المسجد قبل أن تفر المجموعة الإرهابية المجهولة العدد إلى وجهة مجهولة.

فرحة لم تكتمل

وفي ظل الحزن المخيم على المنطقة، تحدث أقارب المؤذن القتيل عن السعادة التي كانت تغمره منذ أن سحب اسمه في قرعة الحج، وظل يعد لها برفقة زوجته بعد ما عاش سنوات طويلة وهو يحلم بزيارة البقاع المقدسة، إلا أن أيادي الإرهاب أبت ذلك، وقررت إنهاء حياته بذلك الشكل الوحشي.

وقال مصدر أمني جزائري، إنّ الأجهزة الأمنية المتخصصة في مكافحة الإرهاب توصلت إلى مسؤولية تنظيم داعش عن الجريمة، وأوضح أنّ جماعة مسلحة موالية لتنظيم داعش الإرهابي هي المسؤولة عن ذبح مؤذن ومجند سابق في القوى الأمنية، قبيل صلاة فجر يوم 21 مايو الجاري، في بلدة السبع بمحافظة سيدي بلعباس (420 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة الجزائر).

وأوضح المصدر أنّ الاعتداء تم داخل المسجد، وفر أعضاء المجموعة المنفذة إلى منطقة جبلية غابية قريبة من بلدة السبع، حيث تنشط مجموعة إرهابية تنتمي حالياً لداعش.

وتابع أنّ المجموعة المسلحة التي نفذت الهجوم، وهو الأول من نوعه منذ سنوات طويلة، كانت تسمى «كتيبة الأهوال» وتتبع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ثم انشقت عنه، في ديسمبر 2014، وبايعت داعش.

ومضى قائلاً إنّ «وحدات عسكرية تشن حالياً عمليات واسعة النطاق في المناطق الجبلية القريبة من بلدة السبع بحثاً عن المجموعة المنفذة للهجوم».

Email