جنود تابعون للنظام يجلسون اسفل مبتى مدمرفي اليرموك - أ.ف.ب

جيش الأسد يستعد لمعركة في درعا

بدأ جيش النظام السوري استعداداته على خوض عملية وشيكة في درعا التي تسيطر على معظمها فصائل مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية، وسط مخاوف دولية من كارثة إنسانية محتملة في المنطقة المكتظة بالنازحين.

وألقت القوات السورية منشورات فوق محافظة درعا الجنوبية تحذر من عملية عسكرية وشيكة وتدعو المقاتلين المعارضين إلى إلقاء السلاح، في وقت قالت إسرائيل إنها تشعر بالقلق حيال احتمال تزويد سوريا بأنظمة «أس-300» الروسية.

وطبعت على إحدى المنشورات صورة مقاتلين قتلى مرفقة بتعليق «لا تكن كهؤلاء. هذه هي النهاية الحتمية لكل من يصر على الاستمرار في حمل السلاح (...) اترك سلاحك قبل فوات الأوان». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «تلك المنشورات تضع الفصائل أمام خيارين، التسوية أو الحسم العسكري».

ولذلك تدعو إلى الاستفادة من تجربة الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات معقل الفصائل المعارضة الأبرز قرب دمشق قبل خروجهم منها الشهر الماضي إثر عملية عسكرية تلاها اتفاق إجلاء.

سيطرة

وتسيطر فصائل معارضة تعمل تحت مظلة النفوذ الأميركي، على سبعين في المئة من محافظة درعا وعلى أجزاء من المدينة مركز المحافظة بحسب المرصد. وتتواجد الفصائل المعارضة عملياً في المدينة القديمة الواقعة في القسم الجنوبي من درعا، فيما تحتفظ قوات النظام بسيطرتها على الجزء الأكبر شمالاً، حيث الأحياء الحديثة ومقرات مؤسسات الدولة.

وبعد حسم قوات النظام معركة الغوطة الشرقية ثم دمشق ومحيطها، رجح محللون أن تشكل محافظة درعا الوجهة المقبلة للجيش وحلفائه. وأرسلت قوات النظام خلال اليومين الماضيين تعزيزات عسكرية إلى المحافظة الجنوبية، وفق المرصد الذي أورد إنه «جرى نقل عشرات الآليات ومئات العناصر إلى محافظة درعا فضلاً عن هؤلاء الذين عادوا من معارك دمشق».

وقال عبد الرحمن إن «الهدف من هذه التعزيزات هو شن هجوم في حال رفضت الفصائل المعارضة اتفاقاً على خروجها من المنطقة، كما حصل في الغوطة الشرقية». وتشكل أجزاء من محافظات درعا والقنيطرة والسويداء في جنوب سوريا إحدى مناطق خفض التوتر التي نتجت عن محادثات استانا. واتفقت روسيا مع الولايات المتحدة والأردن في يوليو على وقف إطلاق النار فيها.

قلق

إلى ذلك قال وزير البيئة الإسرائيلي، زييف إلكين، إن بلاده تشعر بالقلق حيال احتمال تزويد سوريا بأنظمة «أس-300» الروسية.

وقال الوزير الإسرائيلي، لوكالة «سبوتنيك»، على هامش منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي: «يقودنا هذا إلى قلق كبير بالتأكيد، لأنه في ضوء القرب الجغرافي لإسرائيل وسوريا، فإن نظام الصواريخ المضادة للطائرات الذي سيتمركز في سوريا سيغطي في الواقع المجال الجوي الإسرائيلي بأكمله».

الأكثر مشاركة