تقارير « البيان »

«حماس» تستخدم مسيرات العودة لتجنب المصالحة الفلسطينية

ت + ت - الحجم الطبيعي

«مسيرات العودة» التي أطلقتها القوى الفلسطينية في قطاع غزة وتؤكّد استمرارها، على الأقل حتى ذكرى هزيمة الـ 67، في الرابع من يونيو المقبل، حازت اهتماماً دولياً واسعاً وتضامناً يتّسع يوماً بعد يوم، وخاصة إثر قمع إسرائيل الوحشي لها وارتكابها المجازر بحق متظاهرين سلميين.

لكن ما يثير الانتباه، أن حركة حماس ربطت هدف «مسيرات العودة» بفك الحصار عن القطاع، تعبيراً عن نسق فكري سياسي يعبر عن حالة من القفز المتعمد على متظاهرين تصدوا بصدورهم العارية لآليات الاحتلال ساعين لهدف أسمى وهو العودة لديار هجّروا منها قسراً عام 1948.

«حماس» حوّلت هذه المسيرات صيداً ثميناً لها من أجل أهدافها وسياساتها. ويرى مراقبون أن الاستعانة بالمتظاهرين الذين خرجوا للمطالبة بحق العودة وتحريف مسار هذا المطلب لمسار فك الحصار، على أهميّته، يعد فعلاً عابثاً يتغاضى عن تضحيات أكثر من مائة شهيد وآلاف الجرحى، لم يكن لديهم مأرب إلا المطالبة بالعودة.

يقول ضياء جبر مفوض دائرة الثقافة والإعلام في شمال قطاع غزة، إن «إثم الكبرياء سيد الموقف، فحماس تغض الطرف عن عامل أبرز لفك الحصار وهو المصالحة الفلسطينية التي من شأنها إعادة وحدة الجغرافيا الفلسطينية وإعادة هيكلية القطاع اقتصادياً وسياسياً ومالياً، فارضين قوّتنا ووحدتنا على العالم أجمع، فالطريق قصير وهو طاولة الحوار الفلسطيني الفلسطيني، بدلاً من اتخاذ طرق التفافية ودموية في آن، وخلط الأوراق ما بين مسيرات العودة وما بين حاجة الناس لفك الحصار».

مطلب شرعي

ويضيف جبر «فك الحصار مطلب شرعي، وعلى حماس وغيرها تخفيف المعاناة عن المواطنين في قطاع غزة، لكن ذلك لا يجب أن يتحقق بسقوط المزيد من الشهداء، وكأن دماء الناس مفتاح سحري لفك الحصار، بل مصالحة فلسطينية هي الأجدر على تحقيق طموحات هذا الشعب الفلسطيني وإسقاط أي مشروع تصفوي لقضيته».

وأضاف إن الناس في غزة يشعرون أن طي صفحة الانقسام بات أقرب للخيال من الحقيقة إلا أن ذلك لم يمنع الناس من المطالبة بحقهم في العودة غير آبهين لسوء أحوالهم المعيشية، وذلك لا يعني أن حاجتهم لفك الحصار تفوق حاجة «حماس» بكثير لكن من دون خلط مشهد بآخر لصالح أجندات سياسية.

وقد يقول قائل بأن هذا الشعب عصي على أن يتم التلاعب بأهدافه بطريقة أو بأخرى، وهذا ما عبر عنه الأستاذ بجامعة الأزهر عدنان العجرمي «قولنا إن هذا الشعب قادر على تحقيق حلمه بالعودة غير باطل ولا يساوره الشك، والناس الذين تظاهروا على الحدود لم يطالبوا إلا بحقهم في العودة، لذا فإن هذه الحشود باستطاعتها إصلاح ما يفسده الساسة في أية هبة جماهيرية». ويضيف العجرمي قائلاً «الحل الوحيد لفك الحصار وبناء ما تم هدمه من معايير وطنية وإنسانية على مدار اثني عشر عاما من الانقسام هو المصالحة الفلسطينية لا غير».

Email