السفارة الإيطالية بطرابلس تنفي التحضير لعملية عسكرية.. ومبادرة سياسية فرنسية للحل

الجيش الليبي يقترب من مركز تجمع إرهابيي درنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصلت أمس المعارك الطاحنة في مداخل مدينة درنة، وسيطر الجيش الليبي بالكامل على منطقة عرقوب بلم المتاخمة لضاحية تمسكت مركز تجمع الجماعات الإرهابية، وسط تقارير عن عملية عسكرية إيطالية منتظرة ومبادرة سياسية فرنسية مطروحة.

وقالت مصادر ميدانية لـ«البيان» إن وحدات تابعة للقوات الخاصة تمكنت من التقدم إلى حيي الخجخاج وكورفة الزواق بالمدخل الغربي الجنوبي من المدينة الواقعة تحت سيطرة تنظيم القاعدة. وأضافت أن هناك حالة انهيار معنوي في صفوف عناصر الجماعات الإرهابية في درنة، ما جعل قياداته تدفع بالمسلحين الأجانب إلى الصفوف الأولى، وتعمل على استغلال الأطفال كدروع بشرية، حيث رصد المركز الليبي للدراسات الأمنية قيام تنظيم القاعدة الإرهابي في درنة بتدشين مركز لتجنيد الأطفال وتدريبهم على الفنون القتالية، وتحريضهم على مقاتلة القوات المسلحة الليبية.

ممر آمن

وأعلنت غرفة عمليات الكرامة لتحرير درنة التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي، أنها وفرت ممرا آمنا ومعاملة قانونية لكل من يريد تسليم نفسه من الجماعات الإرهابية لتجنيب المدينة ويلات الحرب.

وأكدت الغرفة بأن الوحدات المكلفة بدحر الإرهابيين لم تستهدف المنشآت الحيوية أو أية مناطق سكنية أو أماكن يتواجد بها المدنيون، مشيرة إلى أن الجماعات الإرهابية هي من تقوم بالقصف العشوائي وتدمير تلك المقدرات.

وشدد الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أمس، على أن الوحدات المقاتلة المكلفة بتطهير درنة من الإرهاب لم ولن تستهدف المنشآت الحيوية ومقدرات الشعب الليبي. وأضاف أن الجماعات الإرهابية في مدينة درنة هي التي تقوم بأعمال التفجير وزرع المفخخات في المباني والجسور والأماكن الحيوية والطرق.

في الأثناء، أعلن آمر القوات الخاصة الصاعقة اللواء ونيس بوخمادة عن إطلاق قواته عملية «الشهيد علي الدرناوي» لتحرير درنة من الإرهاب. وكان الدرناوي قد سقط خلال معارك القوات الخاصة مع تنظيم داعش في محور بوصنيب في مدينة بنغازي منتصف العام الماضي. وقال بوخمادة في كلمة وجهها لقواته على جهاز اللاسلكي بأن هذه العملية هدية لكل شهداء القوات الخاصة، داعيا عناصرها إلى الحذر من الألغام والمفخخات التي يستعملها الإرهابيون لإعاقة تقدمها. بدوره، أكد آمر عمليات غرفة عمر المختار التابعة للجيش الليبي اللواء سالم الرفادي، إصابة الإرهابي عمر رفاعي سرور «أبو عبدالله المصري» أثناء هجوم على أحد تمركزات قيادات تنظيم داعش في درنة، وقال في تصريحات صحافية إن غرفة عمر المختار تأكدت ورصدت إصابة المصري إصابات بالغة، تم على أثرها نقله للمستشفى الميداني للتنظيم داخل الكتلة السكنية بدرنة، كما تم رصد محاولة إسعافه من قبل بعض الأطباء بالمدينة، الذين استعان بهم عناصر التنظيم الإرهابي.

عملية عسكرية

في غضون ذلك، نشرت صحيفة «لاستمبا» الإيطالية، تصريحات لمصدر من وزارة دفاع بلادها، بشأن تحرك عسكري إلى ليبيا. وأوضحت الصحيفة، بحسب المصدر، أن وزارة الدفاع الإيطالية تعلن عن عملية عسكرية مرتقبة في المنطقة الغربية بليبيا.

وأكد المصدر، أن عملا عسكريا سينفذ قريبا جدا في ليبيا، موضحا أنه يوجد تحركات لرحلات استطلاعية من قواعد سيشيليا واقوستو الإيطالية ونقل قطع بحرية باتجاه شواطئ ليبيا.

ووفق مصادر ليبية، فقد لوحظ منذ مساء أول أمس، اقتراب وحدات بحرية إيطالية من الساحل الغربي لليبيا. لكن السفارة الإيطالية في ليبيا، نفت هذه الأنباء، وأوضحت، في حسابها على «تويتر»، أن ما يتداول عن صحيفة «لاستامبا» الإيطالية بشأن عملية عسكرية إيطالية في ليبيا «مفبرك ومزيف». وقالت إن ما يتداول هو فبركة لصورة قديمة صادرة منذ ثلاث سنوات على الصفحة الأولى لصحيفة «لاستامبا» الإيطالية، بقطع ولصق عنوان ملفق عليها، وبلغة إيطالية «ركيكة جدا»، واصفة العمل بـ «الرديء للغاية».

مبادرة فرنسية

إلى ذلك، تقدمت باريس بمبادرة لتسوية الأزمة الليبية، تضمنت العديد من النقاط، أبرزها تنظيم انتخابات برلمانية ورئاسية بحلول نهاية عام 2018، وفقا لجدول زمني تضعه الأمم المتحدة. وقالت تقارير إعلامية ليبية إن الخارجية الفرنسية دعت رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج، والقائد العام للجيش الوطني خليفة حفتر، ومن يمثل المجلس الأعلى للدولة، للتوقيع على هذه المبادرة، في تاريخ لم يحدد بعد.

Email