تُنشر لأول مرة وتوثق موقف السعودية الثابت من القضية الفلسطينية

برقيات أميركية تكشف دفاع الملك فيصل المستميت عن القدس

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت برقيات تُنشر للمرة الأولى دفاع العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود المستميت عن القدس والقضية الفلسطينية، ووثقت البرقيات الصادرة عن وزارة الخارجية الأميركية الموقف الثابت والداعم للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية.

وتقول البرقية الأولى، المؤرخة بالسابع من نوفمبر 1973، إنه عندما جاء السفير الأميركي السابق جيمس أكينز من أجل تقديم أوراق اعتماده لدى المملكة العربية السعودية، وطلب من الملك فيصل إنهاء وقف النفط عن أميركا، فما كان من الملك إلا أن رد عليه بأن الإنتاج المستقبلي للنفط سيتم بحثه فقط «في الأجواء السياسية المناسبة بعد استرجاع الأراضي العربية وحل القضية الفلسطينية».

واستناداً إلى الوثيقة المنشورة ضمن ملفات موقع «ويكليكس»، قال الملك فيصل، الذي كان يبلغ حينها 63 عاماً، للسفير الأميركي: «أنا رجل كبير في العمر، قبل أن أموت أريد الصلاة في جامع عمر بالقدس»، في إشارة إلى تحرير المدينة من الاحتلال الإسرائيلي.

ولم يكن هذا بالموقف العابر، إذ في الشهر ذاته استمرت المملكة العربية السعودية في جهودها لتجنيد موقف دولي مساند لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من جميع الأراضي المحتلة، وهذا ما يتضح من وثيقة أميركية وصلت من السفارة الأميركية في كوريا الجنوبية ونشر موقع «العين الإخبارية» نسخة منها.

واستناداً إلى الوثيقة المؤرخة بالعشرين من نوفمبر عام 1973، فإن المملكة العربية السعودية طلبت من كوريا الجنوبية إصدار بيان يتضمن النقاط التالية: إدانة جنوب كوريا لاستخدام القوة من أجل الاستيلاء على الأراضي، وذلك في إشارة إلى إسرائيل، ودعم انسحاب إسرائيل الفوري من كل الأراضي المحتلة، ودعم الموقف بوجوب حماية جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وإذا لم تلتزم إسرائيل بهذه المطالب فإن كوريا الجنوبية ستعيد النظر في علاقاتها معها. وتلفت الوثيقة، المنشورة ضمن وثائق «ويكليكس»، إلى أن السعوديين أبلغوا كوريا الجنوبية بوجوب دعم الموقف العربي بهذا الشأن فوراً.

ويتضح من الوثائق المدى الذي كان يدعم فيه الملك فيصل الفلسطينيين على جميع المستويات السياسية، إذ يقول السفير الأميركي في المملكة العربية السعودية، في برقية مؤرخة بـ19 يوليو عام 1973، إن الملك فيصل فاجأ السلك الدبلوماسي بإحضار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وكتب السفير الأميركي حينها في برقيته: «حادثة غير مرضية وقعت الليلة الماضية في عشاء الملك لحاكم البحرين، قبل العشاء تم جمع السلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين السعوديين وشخصيات في قاعة استقبال كبيرة بجانب غرفة العشاء من المكان. وقام رئيس البروتوكول بصف السلك الدبلوماسي لتحيتهم من قبل الملك والشيخ عيسى (ملك البحرين السابق عيسى بن سلمان آل خليفة)، ومع دخول الملك والشيخ عيسى قاعة حفل الاستقبال لاحظنا شخصية عسكرية موجودة، هي ياسر عرفات، الذي وقف في صف الاستقبال مع الحاكم البحريني».

وفي اليوم نفسه اشتكى السفير الأميركي من الحفاوة التي حظي بها عرفات خلال زيارة رسمية له إلى السعودية لمدة 5 أيام، بحسب ما جاء في البرقية الأميركية.

Email