وثيقة «سد النهضة» توفّر أرضية إيجابية للتفاوض

أشادت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري، أمس، بوثيقة مخرجات الاجتماع التساعي الثاني لوزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات بكل من مصر وإثيوبيا والسودان.

واعتبرتها «توفر أرضية إيجابية للتفاوض بمزيد من القوة»، ذلك في الوقت الذي عبّر فيه سياسيون عن تفاؤلهم بتلك «الانفراجة» في المفاوضات بعد التعثر الأخير، بينما قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إنه على المصريين أن يدركوا أن «الموضوع سيستغرق وقتًا وجهداً أطول».

وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب طارق رضوان، إن «وثيقة الاجتماع التُساعى تضمنت استمرار المفاوضات للوصول لنتيجة تحفظ الحقوق»، لافتاً إلى أن مصر نجحت في إدارة المفاوضات حتى الآن، ولديها القدرة على الاستمرار في هذا بالشكل الذي يحفظ حقوقها وأمنها القومي.

واعتبر أن الوثيقة التي تم إصدارها تُعد خطوة جيدة توفر أرضية إيجابية للتفاوض بمزيد من القوة، خاصة فيما تضمنته من تفاصيل لها أهمية قوية وفاعلية في قضية سد النهضة.

وبحسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية، فإن الجانب المتعلق بموافاة المكتب الاستشاري بتجميع لكل الاستفسارات والملاحظات الخاصة بمشروع التقرير الاستهلالي، التي لم تحظ بالتوافق بين الدول الثلاث للحصول على رد، من أهم النقاط التي تضمنتها الوثيقة لأنها تضمن استمرار التفاوض والمناقشة حول الاعتراضات التي طرحتها مصر في الملف.

مشيراً إلى أن أبرز الإيجابيات تتمثل في وضع الوثيقة جدولاً زمنياً محدداً للرد على كل الملاحظات لمناقشتها في اجتماع يونيو المقبل، بحضور المكتب الاستشاري بجانب المجموعة البحثية التي تم الاتفاق على تشكيلها من خبراء في الدول الثلاث، لمناقشة سيناريوهات وإجراءات تشغيل السد.

ومن ثم فقد جرى «وضع إطار واضح وخطة زمنية واضحة فيما يخص المفاوضات في الفترة المقبلة، ما يضمن الوصول لنتائج مرضية لجميع الأطراف ويحفظ حقوق الدول الثلاث»، وفق ما أكده رضوان في إفادة صحافية أمس.

نتائج الاجتماع

وعقب إعلان الخارجية المصرية، عن تفاصيل بنود وثيقة مخرجات الاجتماع التساعي الذي انعقد في العاصمة الأثيوبية «أديس أبابا» على مستوى وزراء الخارجية والري ورؤساء المخابرات بالدول الثلاث يوم 15 مايو الحالي، عبّر الكثير من السياسيين والمواطنين المصريين عن تفاؤلهم بتلك الانفراجة، بخاصة بعد التعثر الذي اعترض طريق المفاوضات أخيرًا.

وبحسب رئيس حزب الأحرار د. مدحت نافع، فإن «التوقيع على وثيقة مخرجات الاجتماع التساعي حول سد النهضة بأديس أبابا والذي نتج عنه نجاح المفاوضات وتعزيز التعاون وتوافق وجهات النظر يؤكد على قوة الدولة المصرية وأجهزتها وأننا قادرون على حل أية مشكلة تتعلق بأمننا القومي وتتعلق بحياة المواطن المصري».

انفراجة

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال مناقشات مؤتمر الشباب الذي انعقد يوم الأربعاء الماضي، إن هنالك انفراجة في ملف «سد النهضة» لكنه في الوقت ذاته طلب من المصريين أن يدركوا أن المسألة سوف تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، حتى الوصول إلى صيغة تفاهم تحقق مصلحة جميع الأطراف. وقال إن مصر تحرص على التحرك في هذا الملف بهدوء ومن دون أي توتر. كما وجّه الدعوة لرئيس الوزراء الأثيوبي من أجل زيارة مصر خلال شهر رمضان.

الأكثر مشاركة