قاسم سليماني في بغداد لإنقاذ نوري المالكي

مقتدى الصدر نحو تحالف يغرّد خارج سرب الطائفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت النتائج شبه النهائية المعلنة من قبل مفوضية الانتخابات العراقية، عن بروز كتلتين كبيرتين، مختلفتين تسعيان لتشكيل الحكومة المقبلة، تضم الأولى تحالف «سائرون»، الذي يدعمه مقتدى الصدر، وتحالف «النصر»، برئاسة حيدر العبادي، فيما تضم الثانية تحالف «الفتح» المكون في الغالب من فصائل الحشد الشعبي المدعومة من إيران، برئاسة هادي العامري، وائتلاف دولة القانون برئاسة نوري المالكي، الذي ينشط حالياً لتجميع تحالف واسع يرعاه قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني الذي يزور بغداد حالياً، للتباحث على شكل الحكومة المقبلة.

وأشار مراقبون إلى أنّ زيارة سليماني تأتي بعد فشل محاولتين من قبل نوري المالكي، لكسب مؤيدين لتحالفه مع العامري، كانت الأولى بتجميع عدد من نواب القائمة الوطنية برئاسة إياد علاوي، وتيار الحكمة الذي يرعاه عمار الحكيم، إلّا أنّ المبدأ الرئيس لائتلاف الوطنية مغاير لتوجهات المالكي، من حيث رفض التحالف مع أي جهة ذات توجهات طائفية، كما أنّ تيار الحكمة لا ينسى اصطفاف العامري والمالكي مع «خصومه» في المجلس الأعلى الإسلامي، الذي كان يترأسه وانشق عنه.

غطاء

وكانت المحاولة الثانية للمالكي، دفع أطراف في حزب الدعوة لعقد تحالف بينه والعبادي، تحت غطاء إعادة توحيد الحزب، إلّا أنّ هذه المحاولة لم تنجح، بسبب انعدام الثقة، واليقين لدى العبادي بأنّه سيفقد كل رصيده في حال أي اتفاق مع المالكي أو العامري.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة، أنّ سليماني يجري حالياً، في زيارته غير المعلنة، مباحثات مع قادة الكتل الشيعية الفائزة بالانتخابات البرلمانية لتشكيل تحالف يقود الحكومة الجديدة، في أعقاب ظهور بوادر دعم عربي واسع لتحالف «سائرون»، وسعيه لإنشاء تشكيل يضم قوى سنية وعابرة للطائفية، حصلت مقاعد تؤهلها للدخول بتحالف مع كتلة سائرون، المرجح جداً تحالفها مع العبادي.

وألمح زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، في تغريدة له، إلى تشكيل تحالف واسع يشمل أغلب الكتل السياسية المشاركة في عملية الانتخابات البرلمانية، باستثناء ائتلاف دولة القانون وتحالف الفتح. وقال الصدر على «تويتر»، «إننا سائرون بحكمة ووطنية لتكون إرادة الشعب مطلبنا ونبني جيلاً جديداً ولنشهد تغييراً نحو الإصلاح، وليكون القرار عراقياً فنرفع بيارق النصر، ولتكون بغداد العاصمة، وليكون حراكنا الديمقراطي، نحو تأسيس حكومة أبوية من كوادر تكنوقراط لا تحزب فيها».

وتعد تغريدة الصدر «رسالة مشفرة» للإعلان عن شكل أضلاع التحالف الجديد لتشكيل الحكومة المقبلة، مع تحالف «سائرون»، الذي يضم خليطاً من الأحزاب والتيارات العلمانية، منها الحزب الشيوعي بزعامة رائد فهمي، والتجمع الجمهوري بزعامة سعد عاصم الجنابي، ورجل الأعمال مضر شوكت الذي يحظى بدعم مجلس رجال الأعمال العراقي في الأردن، فضلاً عن مرشّحين عن الحركة الملكية الدستورية. وختمت التغريدة نية الصدر في أن تكون كتلة الكفاءات التي يرأسها هيثم الجبوري ضمن تشكيلة التحالف التي ينشدها الصدر. وخلت التغريدة من اسمي قائمتي «الفتح» و«دولة القانون»، المقربتين من إيران، وكذلك الاتحاد الوطني الكردستاني.

نوايا

وتشير التغريدة إلى نية «سائرون» التحالف مع تيار الحكمة الذي يترأسه عمار الحكيم، وائتلاف الوطنية برئاسة إياد علاوي، وكتلة إرادة التي ترأسها حنان الفتلاوي، وحراك الجيل الجديد الذي يترأسه رجل الأعمال الكردي الشاب شاسوار عبد الواحد، فضلاً عن كتلة التغيير الكردية، وتحالف القرار العراقي الذي يرأسه رئيس مجلس النواب السابق أسامة النجيفي، وقائمة بيارق الخير التي يتزعمها وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، وتحالف النصر الذي يترأسه رئيس الوزراء حيدر العبادي، وتحالف بغداد برئاسة محمود المشهداني، والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.

دعم

عقّب وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي، ثامر السبهان، على تغريدة الصدر، قائلاً: «فعلاً أنتم سائرون بحكمة، ووطنية، وتضامن، واتخذتم القرار للتغيير، نحو عراق يرفع بيارق النصر، باستقلاليته وعروبته وهويته، وأبارك للعراق بكم».

Email