أكاذيب محمد آل ثاني تكشف عزلة الدوحة

لا يزال وزير خارجية قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، يراوح مكانه منذ الكشف عن خيوط المؤامرة التي يتزعمها نظام بلاده ضد دول الخليج العربي والمنطقة العربية، زاعماً أن بلاده لم تكن «تتوقع» اندلاع أزمة كبيرة بينها وبين السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في يونيو 2017، عقب ما وصفه بـ«خلاف بسيط».

وتكشف تصريحات له، نقلتها وسائل الإعلام أمس، أن الوزير القطري، لا يعلم بانكشاف دور النظام الذي ينتمي إليه ويدافع عنه، سواء في خيانة التحالف العربي بمد العصابات الحوثية بالإحداثيات والمعطيات الميدانية، أو في تمويل الجماعات الطائفية الإرهابية في البحرين، أو في تحريك عصابات الإخوان في المنطقة، أو في تبني مشروع الفوضى الإخوانية في مصر، أو في مواصلة العمل على بث الفرقة بين الفلسطينيين، أو في دعم جماعات «القاعدة» و«داعش» في سوريا وليبيا.

بل وكأنه يتجاهل، أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب كانت تعلم بالتحالفات التي يتزعمها نظام الدوحة ضد الأمن القومي العربي، سواء مع إيران أو إسرائيل أو مع التنظيم العالمي للإخوان الذي ترعاه قطر بالمال والعتاد والإعلام والمواقف السياسية وبالعلاقات المشبوهة مع أجهزة المخابرات ومراكز البحوث والدراسات الإقليمية والدولية.

تهرّب من الحقائق

ويرى المراقبون أن تصريحات وزير خارجية قطر، وإن كانت تحاول التهرب من الحقائق الموثقة، إلا أنها تفضح عجز النظام القابع في الدوحة، خصوصاً من خلال إشارة الوزير إلى أن العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حتى ولو انتهت الأزمة.

أما قول الوزير القطري إن الدعوة للحوار ليست شيكاً على بياض، وأن بلاده ترى وجوب أن يكون هناك اتفاق إقليمي جديد يضمن حماية الدول كبيرها وصغيرها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إضافة للتركيز على ترسيخ المبادئ الرامية لتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية، فيؤكد أن نظام الدوحة لا يزال يعمل على خلط الأوراق، عبر الإيحاء ضمنياً بأن أي حل لا يمكن أن يتحقق إلا بفتح الباب أمام التدخل التركي الإيراني في شؤون البيت الخليجي العربي، وتأمين إسرائيل.

ووفق المراقبين، يبقى النظام القطري في عزلته، ساعياً من حين إلى آخر، إلى تذكير الإقليم والعالم بأنه في وضع صعب بسبب سياساته، التي يصر على التثبث بها، غير مدرك أن الوقت ليس في صالحه، وأن مواقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لن تتغير، طالما أنه يرفض الاعتراف بجرائمه، والتقيد بتنفيذ المطالب الـ14، والقطع مع سلوكياته السابقة، وطي صفحة مؤامراته، والاعتراف بحجمه وموقعه، والاندماج من جديد في محيطه كعنصر خير، لا أداة تخريب وتدمير وفساد في الأرض.