«أخبار الساعة»: الانسحاب الأميركي احتواء للخطر الإيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت نشرة أخبار الساعة أن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية بأعلى مستوى على طهران، ومعاقبة من يساعدها، لم يكن مفاجئاً للكثيرين، ليس فقط لأنه سبق وأن وصف هذا الاتفاق في أكثر من مناسبة بأنه «أسوأ اتفاق» في تاريخ الولايات المتحدة، وتعهد بالخروج منه والتوصل إلى اتفاق جديد يتضمن المزيد من القيود التي تحول دون حصول إيران على السلاح النووي، وإنما أيضاً لأن هذا القرار جاء ترجمة واضحة لاستراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة التي أعلنها ترامب في ديسمبر الماضي، التي وضعت إيران ضمن التهديدات الرئيسية التي تواجه الأمن القومي الأميركي.

مرحلة جديدة

وأضافت النشرة في افتتاحيتها تحت عنوان «انسحاب ترامب من الاتفاق النووي.. احتواء للخطر الإيراني»، إن «انسحاب ترامب من الاتفاق النووي يدشن لمرحلة جديدة في تعامل الولايات المتحدة مع إيران، لا تقتصر فقط على معالجة الثغرات التي تضمنها هذا الاتفاق، وفرض المزيد من القيود والعقوبات عليها للحيلولة دون امتلاكها السلاح النووي، وإنما تتضمن أيضاً العمل على مواجهة السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وخاصة أن خبرة السنوات التي أعقبت توقيع الاتفاق في يوليو من عام 2015، أكدت أن إيران تحاول استغلال هذا الاتفاق في الهيمنة، وفرض وصايتها السياسية على العديد من دول المنطقة وجعلها تدور في فلك مشروعها القائم على التمدد والتوسع والسيطرة، دون أي اعتبار لمبادئ السيادة الوطنية وحسن الجوار التي تؤكدها القوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة.

كما أن مليارات الدولارات التي حصلت عليها إيران بعد رفع العقوبات المفروضة عليها تم توجيهها إلى دعم الميليشيات الإرهابية بدلاً من إنفاقها في الداخل على المشروعات التنموية التي تسهم في تحسين أوضاع الشعب الإيراني، هذا في الوقت الذي واصلت فيه إيران تطوير برنامجهـا للصواريخ الباليستية وتحدي إرادة المجتمع الدولي، بل إنها وظفت هذا البرنامج في استعراض قوتها العسكرية، وإيصال رسائل تهديد إلى دول المنطقة بأنها قادرة على استهدافها، سواء بشكل مباشر أو عبر أذرعها والميليشيات المرتبطة بها على النحو الذي كشفته الصواريخ الباليستية (الإيرانية الصنع) التي أطلقتها ميليشيا الحوثي الإرهابية تجاه الأراضي السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك في انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي التي، تفرض على الدول الامتناع عن تسليح تلك الميليشيات بموجب قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

بداية جادة

ذكرت نشرة أخبار الساعة أنه حينما تم توقيع الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، أعربت دول مجلس التعاون، والدول العربية بوجه عام، حينها عن أملها في أن يشكل هذا الاتفاق بداية لتغيير سلوك طهران العدائي، لكنها، وللأسف، تصورت أن هذا الاتفاق يطلق يدها، فواصلت سياساتها المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، ولهذا فإن قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يمثل بداية جادة في التعامل مع إيران، واحتواء الخطر الذي تشكله على الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي.

Email