مواقف عربية داعمة للخطوة الأميركية تجاه إيران

«التعاون» يرحب بقرار ترامب و«الجامعة» تدعو لمراجعة الاتفاق النووي

إيراني يطالع صحيفة تحمل صورة لترامب أثناء توقيعه إعادة العقوبات على إيران | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة ملف "الترحيب بقرار ترامب" بصيغة الــ pdf اضغط هنا

 

رحّب مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بالانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، فيما دعت الجامعة العربية إلى مراجعة الاتفاق، وسط توالي الترحيب العربي بقرار الرئيس الأميركي.

وأكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس، أنه يؤيد مراجعة الاتفاق النووي الإيراني غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب الانسحاب منه.

وقال أبو الغيط في تصريحات وزعها مكتبه في القاهرة وأدلى بها في تونس، حيث يشارك في المؤتمر العام للمنظمة العربية للعلوم والتربية والثقافة (اليسكو) إن «هناك حاجة لمراجعة اتفاق خطة العمل المشتركة التي أبرمتها قوى دولية مع إيران لمراقبة أدائها النووي».

وأضاف، تعليقاً على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران أن «الاتفاق الذي أبرم في 2015 كان يتناول بشكل حصري الشق النووي في الأداء الإيراني... ولطالما قلنا إن هذا العنصر على أهميته ليس العنصر الوحيد الذي يجب متابعته مع إيران لأنها تنفذ سياسات في المنطقة تفضي إلى عدم الاستقرار». وتابع أن إيران «حتى بدون البعد النووي تتبع سياسات نعترض عليها لأنها تستند إلى الإمساك بأوراق عربية في مواجهتها مع الغرب».

وأشار الى أن قرارات القمم العربية الأخيرة «يتضح منها أن هناك ضيقاً عربياً شديداً إزاء الأسلوب الإيراني في المنطقة العربية ورغبة في تغييره».

مجلس التعاون يرحب

وأعرب أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبد اللطيف الزياني عن ترحيبه بقرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق النووي، وإعادة العقوبات التي كانت مفروضة عليها.

وقال، في بيان، إن «الموقف الذي اتخذه الرئيس الأميركي موقف شجاع وجاء رغبة منه في ضمان خلو منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، ورداً على سياسات إيران العدائية في المنطقة، والقائمة على التوسع والهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، ورعاية ودعم التنظيمات الإرهابية، ومواصلة تطوير برنامجها للصواريخ الباليستية، في مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية، وبما يهدد أمن واستقرار المنطقة». ودعا المجتمع الدولي إلى مشاركة الولايات المتحدة في موقفها الحازم من الاتفاق حفاظاً على الأمن والسلم الدوليين.

الكويت متفهّمة

كما أعربت الخارجية الكويتية عن احترامها وتفهمها للموقف الأميركي. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القول إن الكويت وقد تابعت باهتمام بالغ إعلان ترامب انسحابه من الاتفاق، «لتؤكد أنها قد رحبت بهذا الاتفاق عندما أعلن عنه عام 2015 خاصة وأنه قد اعتمد من قبل مجلس الأمن الدولي بالقرار 2231، وأكدت في حينها على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفق معاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأضاف المصدر أن «الكويت قد أكدت في حينه أن هذا الاتفاق سيسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، رغم إدراكها بأن هذا الاتفاق لا يلبي مشاغل وقلق دول المنطقة جراء السلوك الإيراني السلبي في التعامل مع دولها، والذي كانت تؤكد دائماً على ضرورة الالتزام في إطاره بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها وفق ما نصت عليه المواثيق والأعراف الدولية».

وأضاف المصدر بأنه «إذا كانت الولايات المتحدة قد اقترحت بعض التعديلات التي لم يتم اعتمادها وقررت اتخاذ موقف من ذلك الاتفاق، فإن دولة الكويت تحترم وتتفهم هذا الموقف الأميركي، خاصة ونحن نسعى جميعاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة التي عانت طويلاً من الاضطرابات والحروب، مع التأكيد على موقف دولة الكويت الثابت والداعي لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل».

دور عربي

وأكدت مصر أنها تتابع باهتمام كبير القرار الأميركي. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: «إذ تقدر مصر الحرص الأميركي والدولي على معالجة كافة الشواغل الإقليمية والدولية المرتبطة بالاتفاق النووي مع إيران والتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية، فإنها تؤكد على ضرورة وفاء إيران بالتزاماتها الكاملة وفقا لمعاهدة عدم الانتشار النووي واتفاق الضمانات الشاملة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما يضمن استمرار وضعيتها كدولة غير حائزة السلاح النووي طرف بالمعاهدة، ويُعزز من فرص إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، الأمر الذي يُعضد الاستقرار والسلام بالمنطقة».

كما ذكر البيان بموقف مصر الثابت الداعي إلى ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، وتعرب عن قلقها البالغ من أية سياسات تستهدف توسيع رقعة النفوذ في المحيط العربي والتأثير السلبي على الأمن القومي العربي.

وأكدت مصر أهمية مشاركة الأطراف العربية المعنية في أي حوار حول مستقبل الأوضاع في المنطقة، وبصفة خاصة المرتبط باحتمالات تعديل الاتفاق النووي مع إيران، مطالبة كافة القوى الإقليمية، بما فيها إيران، بالتوقف عن تبني سياسات أو اتخاذ إجراءات تستهدف المساس بأمن المنطقة.

دعوة للتعاون

ودعت الحكومة الأردنية إيران إلى «التعاون» مع جميع الأطراف من اجل إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل.

وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق باسم الحكومة محمد المومني إن «موقف الأردن التاريخي والواضح هو دعم جميع الجهود والمبادرات الدوليّة، لإنهاء انتشار الأسلحة النوويّة وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع، بما في ذلك جهود الولايات المتحدة الأميركيّة في هذا المجال». وأكد المومني ضرورة «استجابة إيران لدعوات التفاوض التي دعا إليها الرئيس الأميركي، واستدامة الحوار، والتعاون مع جميع الأطراف من أجل إخلاء المنطقة من أسلحة الدّمار الشامل، والوصول إلى تفاهمات تمنع خطر انتشار الأسلحة النوويّة، وتوقف سباق التسلح الذي يهدّد العالم بأسره».

وأشار إلى أن «ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم يشكّل أهميّة قصوى لجميع الأطراف الإقليمية والدولية»، مؤكداً ضرورة «اتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، وضمان التزام إيران ببنود القانون الدولي، ووقف انتشار أسلحة الدمار الشامل، والالتزام بمبادئ حسن الجوار». كما أكد «دعم الأردن إقامة مناطق خالية من الأسلحة النوويّة في جميع أنحاء العالم، خصوصاً في منطقة الشرق الأوسط».

وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي د. يوسف بن أحمد العثيمين أن المنظمة كانت تأمل أن يؤدي توقيع الاتفاق النووي الإيراني إلى جعل منطقة الشرق الأوسط أكثر استقراراً وهدوءاً، وقد رحّبت به في حينه، إلا أن شيئاً من ذلك لم يحدث بل استخدم ذلك الاتفاق على عكس المأمول منه، وبما يتعارض وروح الاتفاق ومن ذلك تطوير الصواريخ الباليستية ودعم الإرهاب.

كما أكد الدكتور العثيمين أن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من الاتفاق رسالة مهمة لمعالجة كل أشكال التدخلات في الشؤون الداخلية للدول.

بوتين قلق

دولياً، أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن قلقه البالغ حيال انسحاب ترامب من الاتفاق النووي. وذكر الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف أن بوتين أعرب لمجلس الأمن القومي عن «قلقه البالغ حيال هذا القرار وأكد مجدداً أهمية هذه الوثيقة».

وتراس بوتين الاربعاء اجتماعا لمجلس الامن الروسي. وقالت الرئاسة الروسية في بيان انه تم التطرق الى الوضع بعد اعلان ترامب وان المشاركين في الاجتماع عبروا «عن القلق العميق» و«اكدوا مجددا اهمية» الاتفاق. وشارك في الاجتماع رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف ووزيرا الدفاع سيرغي شويغي والخارجية سيرغي لافروف اضافة الى مسؤول الاستخبارات الخاصة «اف اس بي» الكسندر بورتنيكوف، والاستخبارات الخارجية سيرغي ناريشكين.

وتم خلال اجتماع مجلس الامن الروسي التطرق الى الغارات الاسرائيلية مساء الثلاثاء على مواقع في سوريا، بحسب بيان الكرملين.

الصين تنتقد

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية إن بكين تأسف للقرار الأميركي، مؤكداً أن بكين مستمرة في الالتزام بالاتفاق. وأضاف الناطق جينج شوانج إن الاتفاق متعدد الأطراف، ساعد في الحفاظ على نظام حظر الانتشار النووي الدولي وساهم في تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأوضح أن الصين إلى جانب أوروبا سوف يستمران في الالتزام بالاتفاق، مضيفا أن بكين تحض جميع الأطراف على استخدام الدبلوماسية والعودة لتنفيذ الاتفاق النووي.

ودعت الهند إلى بذل الجهود الدبلوماسية لحل الخلاف حول الاتفاق. وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان «يجب أن تتواصل كل الأطراف على نحو بناء لمعالجة وحل القضايا التي أثيرت فيما يتعلق بخطة العمل المشتركة الشاملة».

خسارة أميركية

واعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن الولايات المتحدة ستكون من يخسر بانسحابها من الاتفاق. وقال في مقابلة مع شبكة «سي.إن.إن» الأميركية: «إيران لن تتنازل أبداً عن هذا الاتفاق وستلتزم به حتى النهاية».

وشدد على أن «الولايات المتحدة هي من سيخسر لأن عليك أن تلتزم باتفاقية وقعت عليها. هذه ليست الطريقة التي تعمل بها الآليات الدولية. لا يمكنك إلغاء المواثيق والاتفاقيات الدولية بمشيئتك. وإذا كان هناك مستند يحمل توقيعك، فإن عليك احترام ذلك». وأشار في الوقت نفسه إلى وجود مخاوف من اندلاع أزمات جديدة في المنطقة، وشدد: «نحن لسنا بحاجة إلى أزمات جديدة».

وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التزام بلادها مع فرنسا وبريطانيا بالاتفاق. وقالت ميركل في برلين إن انسحاب ترامب من الاتفاق أمر فادح ومؤسف ومقلق.

 

الجبير: السعودية ستسعى لحيازة النووي

أعلن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تصريح لشبكة «سي إن إن» الأميركية، أمس، أن السعودية ستسعى لتطوير سلاح نووي في حال سعت إيران لذلك. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الرياض «ستقوم بتصنيع قنبلة بنفسها» في حال استغلت طهران انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 لاستئناف برنامج للأسلحة النووية، قال الجبير «إذا حازت إيران على قدرات نووية سنبذل كل ما بوسعنا للقيام بالشيء نفسه».

وبشأن الصواريخ الباليستية التي تطلق على المملكة قال الجبير «سنجد الطريقة المناسبة والوقت الملائم للرد على ذلك» مضيفاً «نسعى بكل ثمن لتجنب عمل عسكري مباشر ضد إيران، لكن سلوك إيران هذا لا يمكن أن يستمر، إنه يرقى إلى إعلان حرب». واشنطن - أ.ف.ب

استخدم المال للتدخلات الخبيثة

قال السفير السعودي لدى واشنطن، الأمير خالد بن سلمان، إن «هذه التدابير ضد النظام الإيراني ليست موجهة نحو شعب أو طائفة معينة. لم يستخدم النظام المال من أجل رفاهية شعبه ورفع مستوى معيشته، بل استخدمه في تدخله الإقليمي الخبيث».

وأوضح السفير في تغريدة على تويتر: تؤيد المملكة العربية السعودية بشكل كامل التدابير التي اتخذتها (واشنطن) فيما يتعلق بالاتفاق النووي. كان لدينا دائماً تحفظات فيما يتعلق ببنود الاتفاق، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم إيران للإرهاب في المنطقة. واشنطن - وكالات

Email