خروج التظاهرات الفلسطينية في جمعة حرق علم الاحتلال - أ.ف.ب

شهيد و1000جريح في جمعة «حرق علم الاحتلال»

قمع الاحتلال جمعة رفع العلم الفلسطيني وإحراق العلم الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الكثيف، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة ألف متظاهر، وفيما استهدف الاحتلال الطواقم الطبيّة ما أسفر عن إصابة 16 مسعفاً، طالبت وزارة الصحة الفلسطينية بتدخّل دولي لحماية طواقمها.

واستشهد فلسطيني خلال المواجهات مع الاحتلال شرق قطاع غزة، وفق ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر، أن شابا يبلغ 28 عاماً استشهد متأثراً بجراحه التي أصيب بها بطلق ناري في البطن، فيما أصيب ألف فلسطيني بجروح خلال المواجهات، في إطار الجمعة الثالثة من مسيرات العودة.

وذكرت مصادر طبية أنّ الحصيلة وصلت حتى الآن إلى ألف مصاباً بالرصاص الحي، واستنشاق الغاز في قطاع غزّة، بينهم 16 إصابات من الطواقم الطبية شرق خان يونس. وأحرق شبان فلسطينيون إطارات السيارات المطاطية للجمعة الثانية على التوالي قرب السياج الفاصل.

وقال الناطق باسم الوزارة في قطاع غزة، أشرف القدرة، إنّ ألف فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي والاختناق جراء استهداف قوات الاحتلال للمتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في المظاهرات على حدود قطاع غزة، مشيراً إلى أنّ من بين المصابين 16 أفراد من الطواقم الطبية التابعة للوزارة، أصيبوا بعد استهداف جيش الاحتلال لمستشفى ميداني مقام على الحدود الشرقية لبلدة خزاعة جنوب قطاع غزة.

كما سجلت الجمعة الثالثة من مسيرات العودة الكبرى اعتداءات واسعة على الصحافيين الفلسطينيين، حيث أصيب صحافي برصاصة في كتفه، فيما أصيب عشرات الصحافيين بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي يطلقه جيش الاحتلال صوب الفلسطينيين.

وأعلنت اللجنة التنسيقية لمسيرات العودة في غزة إطلاق اسم جمعة حرق العلم الإسرائيلي ورفع العلم الفلسطيني على الجمعة الثالثة من المسيرات. وجرى في إطار ذلك، نصب ساريات بطول 25 متراً في خمس مناطق رئيسية للمسيرات على طول السياج الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل. وكان شاب فلسطيني قتل يوم أمس برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف جنوب قطاع غزة.

استهداف طواقم

واستهدف الاحتلال، مستشفى ميدانياً أقامته وزارة الصحة على المنطقة الحدودية لإسعاف الحالات الطارئة من الإصابات التي تقع بفعل إطلاق الاحتلال الرصاص صوب المتظاهرين. وقالت مصادر فلسطينية، إن جنود الاحتلال، استهدفوا نقطة طبية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة، بقنابل الغاز المسيل للدموع.

مطالب تدخّل

من جهتها، طالبت وزارة الصحة في غزة، بتدخل دولي لتوفير حماية لطواقمها العاملة في المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والاحتلال. وندّد بيان عن الوزارة، باستهداف الاحتلال نقطة طبية شرق خان يونس بقنابل الغاز، ما أدى إلى إصابة 16 مسعفاً من الطواقم الطبية بالاختناق. وطالب البيان المنظمات الدولية بموقف حازم وواضح من استهداف النقاط والطواقم الطبية والتدخل لتوفير الحماية الكاملة لهم.

توفير احتياجات

بدوره، وجّه مدير عام المستشفيات في وزارة الصحة في غزة عبداللطيف الحاج، نداءً عاجلاً إلى المؤسسات الدولية والصحية المانحة، بسرعة توفير الاحتياجات الطبية الطارئة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات في القطاع.

وذكر الحاج، أن الأعداد الكبيرة من الإصابات في المواجهات مع الاحتلال أدت إلى استنزاف كبير في أصناف الأدوية والمهمات الطبية في أقسام الطوارئ وغرف العمليات والعناية المركزة، موضحاً أنّ الاستنزاف يشكّل عائقاً كبيراً أمام عمل الطواقم الطبية في إتمام التدخلات العلاجية والجراحية للمصابين في تلك الأقسام.

في هذه الأجواء، قدمت الترويكا العربية في الأمم المتحدة رسالة إلى مجلس الأمن حول الأوضاع في غزة بينما أكد المندوب الفلسطيني أن مجلس الأمن أخفق في تحمل مسؤولياته أمام ما يحدث في غزة بينما قال المندوب الكويتي سندعو إلى اجتماع الأسبوع المقبل لبحث الأوضاع في غزة.

شعور العار

إلى ذلك، نشر جنود سابقون في جيش الاحتلال، رسالة أعربوا فيها عن أسفهم لعمليات قتل المتظاهرين في غزة. وكتب جنود الاحتلال في رسالتهم نحن مجموعة من الجنود السابقين في جيش الاحتلال من فرقة القناصة:

«نشعر بالحزن والعار تجاه أوامر قنص المتظاهرين العزل وإطلاق الذخيرة الحية تجاههم، نشعر بالعار على أوامر عسكرية خالية من الأحكام الأخلاقية والأدبية، نشعر بالحزن على الجنود الشبان الذين نعرفهم كما نعرف تجربتنا السابقة، وسيحمل هؤلاء الجنود دائماً المشاهد التي رأوها من بنادقهم خلال قنص المواطنين العزل طوال حياتهم».

نتاج احتلال

وأضاف الجنود أنّ توجيه القناصة لإطلاق النار وقتل متظاهرين عزل لا يشكلون خطراً على حياة الناس، هو نتاج آخر للاحتلال والقوانين العسكرية ضد ملايين الفلسطينيين، كذلك القيادة القاسية في إسرائيل التي أخرجت الأخلاق عن مسارها.

وأضاف الجنود: «الذي يشعرنا بالعار تجاه عمليات قتل متظاهرين عزل، أنّ قتل وإيذاء المتظاهرين هو جزء مما هو مطلوب للحفاظ على بقاء نظام الاحتلال، ويجب ألا نسمح باستمراره، ويجب وضع حد للسيطرة العسكرية على الشعب الفلسطيني الأمر الذي سينهي هذا القتل اللامبرر».