ترامب: لم أقل قط متى سيحــدث الهجوم.. وماتيــس يؤكد تجنّب التصعيد

واشنطن ترسل إشارات متضاربــــــة بشأن ضرب سوريا

حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بظلال من الشك أمس، على توقيت تنفيذ الضربة التي هدد بتوجيهها إلى سوريا رداً على هجوم بالغاز السام في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، فيما ذكرت فرنسا أن لديها دليلاً على مسؤولية النظام عن الهجوم.

لكنها تحتاج لجمع المزيد من المعلومات، بينما استدعت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي كبار وزرائها لحضور اجتماع حكومي خاص لمناقشة الانضمام إلى عمل عسكري محتمل ضد سوريا مع الدعوة لردع النظام عن القيام بهجمات كيماوية.

وبالتزامن دعت روسيا دول الغرب إلى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها، مع مغادرة سفن روسية قاعدة طرطوس في «المتوسط»، ومن المزمع أن يجري مفتشون تابعون لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقيقاً في «كيماوي دوما».

وقال ترامب في أحدث تغريداته على «تويتر» أمس، إن الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا «قد تكون قريبة جدا وقد لا تكون كذلك». وأضاف في تغريدته «لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا».

وأعرب وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس للكونغرس عن اعتقاده أن هجوما كيماويا قد وقع في دوما وإن الولايات المتحدة تريد وجود مفتشين على الأرض لجمع الأدلة، وحذر من أن المهمة تزداد صعوبة مع مرور الوقت.

ورفض ماتيس خلال جلسة للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب مناقشة الخطط العسكرية الأميركية المتعلقة بسوريا. لكنه أقر بنقطتين أساسيتين تشكلان قلقاً لواشنطن فيما تبحث اتخاذ إجراء عسكري محتمل ضد سوريا وهما «حماية المدنيين» وتجنب التسبب في تصعيد عسكري «يخرج عن السيطرة».

تواطؤ

واتهم ماتيس روسيا بالتواطؤ في احتفاظ سوريا بأسلحة كيماوية. وأضاف أن «السبب الوحيد لبقاء الأسد في السلطة حتى الآن هو استخدام روسيا المؤسف لحق النقض في الأمم المتحدة وبسبب الجيشين الروسي والإيراني».

وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لديها دليل على أن الحكومة السورية نفذت الهجوم الكيماوي الأسبوع الماضي وستتخذ القرار بشأن الرد على ذلك بتوجيه ضربة فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية.

وقال ماكرون لقناة تلفزيون «تي.إف1» رداً على سؤال عما إذا كانت سوريا قد تجاوزت الخط الأحمر «فرقنا كانت تعمل على هذا الأمر طوال الأسبوع وسيكون علينا اتخاذ قرارات عندما يحين الوقت الملائم لذلك، عندما نخلص إلى أنه القرار الأكثر نفعاً وفعالية».

وأضاف أن لدى بلاده «الدليل بأن الأسلحة الكيميائية استخدمت، على الأقل (غاز) الكلور، وأن نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها». ولم يورد أي تفاصيل عن الدليل أو كيفية الحصول عليه.

وأوضح ماكرون أن فرنسا تريد القضاء على قدرات التسلح الكيماوي للنظام السوري. ورد على سؤال عما إذا كانت هذه ستكون المواقع التي تستهدفها الضربات الفرنسية قائلاً «عندما نتخذ القرار ونكون قد تحققنا من كل المعلومات».

وأضاف أن الأولوية هي تجنب التصعيد في المنطقة. وتابع «فرنسا لن تسمح بأي تصعيد من شأنه الإضرار بالاستقرار في المنطقة ككل، لكننا لا يمكننا ترك أنظمة تعتقد أن بإمكانها فعل أي شيء تريده، بما في ذلك أسوأ الأفعال التي تنتهك القانون الدولي، تفعل ذلك».

موقف

وعقدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اجتماعاً خاصاً للحكومة لمناقشة الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في العمل العسكري المحتمل. واستدعت ماي الوزراء من عطلاتهم بمناسبة عيد القيامة (الفصح) لبحث كيفية الرد على ما وصفته بهجوم وحشي بغاز سام على مدنيين في مدينة دوما.

واعتبرت الحكومة البريطانية إثر الاجتماع أن «من الضروري اتخاذ إجراءات لردع النظام» ضد استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. وقال ناطق باسم الحكومة في بيان «اتفق مجلس الوزراء على الحاجة لاتخاذ إجراء لرفع المعاناة الإنسانية وردع نظام الأسد عن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في المستقبل»،.

مضيفاً أن الحكومة «ترجح إلى حد بعيد» مسؤولية دمشق عن الهجوم. وأضاف البيان «اتفق مجلس الوزراء على أن رئيسة الوزراء يجب أن تواصل العمل مع الحلفاء في الولايات المتحدة وفرنسا لتنسيق رد دولي».

ومع ذلك ظهرت مؤشرات على جهد دولي لمنع نشوب صراع خطير بين روسيا والغرب. وقال الكرملين إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة المخصص لتجنب الاشتباك غير المقصود فوق سوريا يجري استخدامه.

وقال وزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيز إن «الوضع في سوريا مروع. استخدام الأسلحة الكيماوية أمر يتعين على العالم منعه». وأضاف أن «الظرف دقيق للغاية أيضا وعلينا اتخاذ هذا القرار بترو وعلى أساس مدروس».

ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الأسد قوله إن أي تحرك من الغرب «لن يساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين».

ورأى وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن برلين تتوقع التشاور معها قبل أي تحرك عسكري غربي. وأضاف «من المهم في نفس الوقت مواصلة الضغط على روسيا». وتابع قائلاً «إذا أردنا القيام بهذا فإننا، نحن الشركاء الغربيين، لا يمكن أن يختلف نهجنا».

وتعليقا على التهديدات الغربية، اعتبر الرئيس السوري أنه «مع كل انتصار يتحقق في الميدان، تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات في محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث». وأضاف «هذه الأصوات وأي تحركات محتملة لن تساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين».

موقف روسي

وقالت روسيا وسوريا إن التقارير التي تتحدث عن الهجوم لفقتها المعارضة وعمال إغاثة في دوما واتهما الولايات المتحدة بالسعي لاتخاذ الهجوم ذريعة لمهاجمة الحكومة السورية.

وحذرت موسكو الغرب من مهاجمة سوريا وقالت إنه لا يوجد أي دليل على وقوع هجوم كيماوي في دوما. ودعت الدول الغربية الى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها، مؤكدة أنها لا تسعى إلى التصعيد.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي «ندعو أعضاء الأسرة الدولية إلى التفكير جدياً في العواقب المحتملة لمثل هذه الاتهامات والتهديدات والتحركات المزمعة» ضد الحكومة السورية.

وأضافت «لم يفوض أحد القادة الغربيين لعب دور الشرطة العالمية وكذلك وفي نفس الوقت دور المحقق وممثل النيابة والقاضي والجلاد». وأكدت «موقفنا واضح ومحدد جداً. نحن لا نسعى الى التصعيد»، لكن لا يمكننا أن ندعم «اتهامات كاذبة» مضيفة أنه لم يتم العثور على دليل على شن هجوم.

ووصفت زاخاروفا تصريحات واشنطن بأنها داعية للحرب. وأضافت أن تهديدات الولايات المتحدة وفرنسا تعد انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة، وأن الضربة الجوية الإسرائيلية التي وقعت السبت الماضي فاقمت زعزعة الاستقرار في سوريا.

وقال دبلوماسيون إن روسيا دعت إلى اجتماع لمجلس الأمن، اليوم (الجمعة)، بشأن سوريا وطلبت من الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو جوتيريس تقديم إفادة للمجلس.

مغادرة سفن روسية

ميدانياً، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب بالبرلمان الروسي قوله إن سفناً روسية غادرت قاعدة طرطوس البحرية في سوريا. ونقلت الوكالة عن فلاديمير شامانوف، وهو رئيس لجنة الدفاع بمجلس النواب، قوله إن السفن غادرت القاعدة المطلة على البحر المتوسط حرصا على سلامتها، مضيفا أن هذا «إجراء عادي» عند وجود تهديدات بشن هجوم.

بعثة مفتشين

وأعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري أن مجموعتين من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تصلان إلى سوريا الخميس والجمعة للتحقيق. كما أعلنت المنظمة أن فريقاً من خبرائها في طريقه إلى سوريا وسيبدأ عمله يوم غدٍ السبت.

وحملت الخارجية السورية أطرافا غربية مسؤولية «تأخر وصول فريق من لجنة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سوريا وممارسة مهامه»، مضيفة أن تلك الأطراف «تسعى جاهدة إلى عرقلة مهمة الفريق والتدخل في عمله وتنفيذ ولايته بشكل صحيح».

ونقلت وكالة الأنباء السورية عن مصدر في وزارة الخارجية أن سوريا «تعيد تأكيد موقفها القاضي بالتعاون التام مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وتنفيذ كل الالتزامات التي رتبها انضمام سوريا إلى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية».

وطرحت السويد مشروع قرار في الأمم المتحدة ينص على إرسال بعثة دولية الى سوريا لإزالة جميع الاسلحة الكيميائية لدمشق «لمرة واحدة واخيرة».

وتم تقديم مشروع القرار قبل اجتماع مغلق لمجلس الأمن لمناقشة احتمال شن عمل عسكري ضد دمشق رداً على هجوم كيميائي مفترض في الغوطة الشرقية.

* ماكرون: فرنسا تملك دليلاً على استخدام الكيماوي ولم تقرر توقيت الضربة

* اجتماع للحكومة البريطانية بحث الانضمام لعمل عسكري وأكد ضرورة الرد

* موسكو تدعو دول الغرب إلى «التفكير جدياً» في عواقب تهديداتها

* سفن روسية تغادر قاعدة طرطوس في «المتوسط»

* ماتيس يتهم موسكو بالتواطؤ في احتفاظ سوريا بأسلحة كيماوية

* برلين تتوقع التشاور معها قبل أي تحرك عسكري غربي

Email