تقارير « البيان »

الدخان ينتصر على جنود الاحتلال

■ متظاهرون فلسطينيون يحرقون الإطارات لحجب الرؤية عن القناصة | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشهر شباب غزة دخان «الكاوتشوك» (إطارات السيارات) في وجه جنود الاحتلال خلال الأسبوع الثاني من فعاليات مسيرة العودة الكبرى حيث جمعوا ما يزيد عن 10 آلاف إطار كوشوك.

حيث نجحوا في التشويش على قناصة الاحتلال.

واستخلص الشباب بعض العبر، من الجمعة الأولى لمسيرة العودة، للتقليل من عدد الإصابات عن طريق تشويش رؤية جنود الاحتلال، بإشعال «الكاوتشوك» واستخدام المرايا لعكس أشعة الشمس الساقطة عليها باتجاه جنود الاحتلال المتواجدين على كثبان الرمل الحدودية.

نجاح

ونجحت المسيرة في إرباك حكومة الاحتلال وقواتها، فرغم ما ارتكبته قوات الاحتلال من مجزرة بحقّ العُزّل والمتظاهرين السلميين، إلّا أنّ المتظاهرين سيواصلون الاحتشادَ والاعتصام حتّى منتصف مايو المقبل. وفي كلّ لحظة يخرج للإعلام نماذج مشرقة من الصّمود والالتزام بهذه المسيرات، والاعتصامات المطالبة بالعودة ورفع الحصار عن غزة، وتنديدًا بسياسات الاحتلال.

مسيرات استندت منذ التلويح بها إلى طابع الجماهيرية والسلمية وفلسفة المطالبة بحق أصيل لدى الشعب الفلسطيني يتبناه حق دولي يعرف بالقرار 194، الذي يقضي بعودة اللاجئين إلى ديارهم التي هجروا منها عام 1948 في أقرب وقت ممكن.

إسرائيل وكعادتها لم تدخر جهداً لقمع المتظاهرين بالغاز والرصاص الحي، ما أوقع عشرات الشهداء وآلاف الجرحى، قمع طال جماهير عزل إلا أن القوة البشرية مكتنفة بالإرادة هي من جعلت إسرائيل قيادة وجيشاً ومواطنين قلقة إزاء هذه الهبة علاوة على افتقارها لأبجديات أخلاقية تفرض عليها تحديد سلوكها في التعامل مع المتظاهرين.

إعاقة رؤية

ومن المَعلوم أنّ «الكاوتشوك» مِن أقدم الطّرق التي استخدمها الفلسطينيون، لإعاقة رؤية الاحتلال في المواجهات، واستخدم في الانتفاضتين الأولى، والثانيّة، وفي أغلب المواجهات مع قوات الاحتلال.

كذلك ابتَكَر الشّبان طريقة جديدة لاستخدام المرايا لعكس الشّمس في وجوه القناصَة بعد إشعال «الكاوتشوك»، وهي طَريقة جديدة فعلًا على الطّرق النضاليّة الفلسطينيّة في مواجهة قوّات الاحتلال، ومن المعلوم أنّ عكس الشّمس في وجه القناصة من شأنِه أن يشتت رؤيتهم بشكل كبير.

في المقابل، نجد أن البعض من الفلسطينيين يرفضون أساليب حرق الإطارات وغيرها، لأنها قد تكون بمثابة ذريعة لإسرائيل تثبت من خلالها للعالم أن المسيرة لم تكن سلمية بل هجومية الشكل الذي يجعل من الأساليب السلمية الأخرى التي تعبر عن الوعي الثقافي للجماهير كالفعاليات الفنية والمسرحية هامشية وهذه وسائل تسمعها إسرائيل قبل العالم، لا عنف فيها ولا أذى، ينفذها شعب من حقه تقرير وجوده ومصيره أيضا.

 

Email